رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

1347

حاجز حوارة.. هنا يمشي الفلسطيني حاملاً كفنه على كفّه!

28 فبراير 2023 , 07:00ص
alsharq
حاجز حوارة العسكري قرب نابلس مصيدة للقتل
نابلس - محمـد الرنتيسي

ليس ثمة حاجز عسكري فقط، هو مفترق يطلق عليه الفلسطينيون مثلث الموت، وفي أحسن الأحوال يسمونه مثلث الرعب، ليس لكثرة حوادث السير عليه، بل لتكرار حالات القتل على أيدي جنود الاحتلال وعصابات المستوطنين، إذ يعد حاجز حوارة العسكري جنوب مدينة نابلس بالضفة الغربية، أكثر موقع شهد حالات إعدام لشبان فلسطينيين.

لدى عبور حاجز حوارة المحاط بالكتل الإسمنتية، يمشي الفلسطيني حاملاً كفنه على كفه، فأي حركة يقابها إطلاق للنار من قبل جنود الاحتلال المتمركزين على أبراج المراقبة، وحتى لو وضعت يدك في جيبك ستكون على بنك الأهداف!.

ولأهالي المنطقة، على هذا الحاجز، حكايات كثيرة، لا سيما أن عجلات سياراتهم وزجاجها، عادة ما تكون شاهدة على ما يحدث، يقول عبد الله حمدان من قرية بورين المجاورة: بينما كنت في طريقي إلى نابلس، قام جنود الاحتلال بإيقاف الحافلة التي نستقلها، وطلبوا منا إبراز بطاقات الهوية الشخصية، دققوها، ثم أعادوها إلينا باستثناء واحدة تعود لأحد الشبان، طلبوا منه النزول من المركبة، ثم أخذوا بشتمه وضربه دون أي مبرر، وكل ما «اقترفه من ذنوب» أنه من مخيم بلاطة، فهم يعتقدون أن شبان المخيم هم المسؤولون عن الهجمات المسلحة التي تستهدف الحاجز، وتأتي في سياق الرد الطبيعي على جرائمهم، ولدى محاولة الشاب استيضاح الأمر، أمروه بالسكوت وإلا.. «في إشارة إلى التهديد بالقتل».

يوالي لـ»الشرق»: «هذه الإجراءات الاستفزازية وغيرها، كفيلة بعرقلة حركة الأهالي بشكل عام، ما يجبرهم على سلوك طرق ترابية صعبة للغاية، والكثير من قطع السيارات تذهب بلا رجعة، وبعضها يتعرض للتلف مبكراً، لكن لا يتوفر لدى السائقين والأهالي خيارات أو بدائل غيرها، لتفادي إجراءات وممارسات الجنود على الحاجز». خالد شاهين، ويعمل سائق على طريق رام الله نابلس، قال غاضباً: «في عام 1967 (سنة النكسة) لم نعان من الخوف والرعب الذي نعاني منه هذه الأيام على حاجز حوارة، خصوصاً من قبل المستوطنين، فهؤلاء على استعداد دائم لقتلنا وسفك دمائنا..

تخيل أنه إذا مرض أحد أفراد العائلة في المساء، لا تستطيع عائلته الذهاب به إلى نابلس»!. ولسكان قرى جنوب نابلس حكايات مريرة مع حاجز حوارة، لا سيما وأن المكان يرتبط بالكثير من الرعب الذي يتسبب به المستوطنون، كما يقول أحمد الهندي من قرية تل، موضحاً: «ذات يوم، وقبيل مغيب الشمس وبينما كنت على مقربة من مفرق يتما المحاذي للحاجز، هاجمنا قرابة عشرة مستوطنين، وانهالوا على سيارتي بالحجارة، حتى تكسر زجاجها، وتضرر هيكل السيارة، والحمد لله لم يصب أي منا بأذى، عملت حينها على زيادة السرعة بصورة جنونية، فربما لو توقفت أو عملت على تخفيف السرعة، لقتلونا».

ويروي نزار الديك من قرية الساوية، حادثة أخرى وقعت على ذات الحاجز، بقوله: «هاجمنا مستوطنون بحجارتهم الكبيرة، وكانت لحظات صعبة لا تنسى، ما تسبب بأضرار بالغة في السيارة، لكن الأمر المخيف أننا معرضون للموت في أي لحظة، نحن ندفع بشكل مستمر ثمن الأعطال التي تصيب مركباتنا، وربما ندفع عمرنا». قتل وضرب ورشق حجارة، وأشياء أخرى مخيفة، حكايات تقطر رعباً على حاجز الموت في حوارة، بينما يواصل الفلسطينيون حصر الأضرار، يواصلون إحصاء شهدائهم ووداعهم، وتبقى صدورهم العارية تلقن الدرس للمحتل، وتصرخ بثقة عالية: «لا مكان لكم هنا.. وهنا لا مكان لنظريات الحرب وسيناريوهاته المعدة بدقة في معامل القتل، ومن خلف مكاتب جنرالاتكم».. هنا يتأمّلون القاتل وآلياته، لينفجر الغضب.

مساحة إعلانية