رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

1033

جهود حثيثة لترسيخ وقف إطلاق النار بين أذربيجان وأرمينيا

27 أكتوبر 2020 , 12:00م
alsharq
الحرب بين أرمينيا وأذربيجان
الدوحة - قنا

بجهود حثيثة من أجل ضمان وقف إطلاق النار، وتثبيت التهدئة ودعوة الأطراف إلى الحوار، جرت ثلاث وساطات إقليمية لوقف القتال الدامي الذي اندلع منذ 27 سبتمبر الماضي، على خط التماس بين القوات الأذربيجانية والأرمينية في صراعهما للسيادة على إقليم /ناغورني قره باغ/ والمناطق الحدودية، منذ أكثر من 25 عاما.

وقد فشلت الوساطتان الأولى الروسية ( 10 أكتوبر)، والثانية لمجموعة "مينسك" والتي أعلنت في باريس ( 17 أكتوبر)، ولم يكد حبر الوساطة الثالثة (الأمريكية ) يجف حتى استؤنف القصف والاتهامات المتبادلة بحدوث خرق جسيم لوقف إطلاق النار الذي كان مقررا سريانه اعتبارا من الثامنة صباح يوم أمس / الإثنين/، مما لا يجعل حظوظ الوساطة الأمريكية أفضل من اتفاقين سابقين سرعان ما انهارا مع اتهامات متبادلة بينهما بخرقهما واستئناف جولات جديدة من القصف العنيف الذي أودى بحياة المئات من المدنيين والجنود من الجانبين.

يذكر أن الدول الثلاث فرنسا وروسيا والولايات المتحدة تشكل ما يعرف بمجموعة "مينسك" التي أسستها عام 1994، منظمة الأمن والتعاون في أوروبا لتكون الوسيط الرئيسي في النزاع. وتوصلت مينسك الى وقف للقتال العنيف الذي اندلع في مطلع تسعينيات القرن الماضي بين أذربيجان وأرمينيا الجمهوريتين السابقتين في الاتحاد السوفيتي الذي تفكك آنذاك.

وكان قد صدر في واشنطن أمس الأول /الأحد / بيان ثلاثي أمريكي وأذربيجاني وأرميني، تعهد فيه وزيرا خارجية البلدين المتحاربين بالتزام وقف إنساني لإطلاق النار، اعتبارا من صباح يوم أمس /الإثنين/. وقال روبرت أوبراين مستشار الأمن القومي الأمريكي في تصريح له، أمضينا بطلب من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نهاية الأسبوع بأكملها في محاولة إحلال السلام بين البلدين.

وذكرت وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان أن ستيفن بيغون مساعد وزير الخارجية الأمريكي، التقى السبت، وزيري خارجية البلدين. وكان مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي، قد التقى يوم الجمعة الماضي، نظيريه الأرميني والأذربيجاني بشكل منفصل، وحثهما على "وقف أعمال العنف" و"حماية المدنيين".

واندلعت المواجهات مجددا /الأحد/ بين أذربيجان والقوات الأرمينية في الإقليم المتنازع عليه، وتبادل الطرفان اللوم في عرقلة التسوية السلمية للصراع. واتهمت أرمينيا القوات الأذربيجانية بقصف مناطق مدنية. ونفت باكو قتل المدنيين، وقالت إنها مستعدة لتنفيذ وقف إطلاق النار بشرط انسحاب القوات الأرمينية من ساحة المعركة.

وقال بيان صادر عن مجموعة مينسك "بحث المشاركون من المجموعة ووزراء الخارجية خلال مناقشاتهم المكثفة تنفيذ وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، والمعايير المحتملة لمراقبة وقف إطلاق النار". وقالت "مينسك "إنه تم الاتفاق على الاجتماع مرة أخرى في جنيف في 29 أكتوبر، لمناقشة جميع الخطوات اللازمة لتحقيق تسوية سلمية لصراع ناغورني قره باغ وبدء مناقشة العناصر الجوهرية الأساسية، لحل شامل والتوصل إلى اتفاق بشأنه والبدء في التنفيذ وفقا لجدول زمني يتم الاتفاق عليه".

وكانت أذربيجان وأرمينيا أعلنتا في السابع عشر من أكتوبر الحالي، هدنة إنسانية في ناغورني قره باغ بعد وساطة من مجموعة مينسك. وذكرت موسكو أن الجانبين أبديا استعدادهما للدخول في مفاوضات للتوصل إلى تسوية سلمية في أقرب وقت ممكن. لكن هذه الهدنة انهارت في نفس اليوم.

مع الآمال المعقودة بسريان هذه الهدنة الجديدة، لا تظهر ضمانات فعلية لنجاحها، على ضوء تجربة الوساطة التي قامت بها مجموعة مينسك منذ نحو 25 عاما، ولم تنجز شيئاً من "العناصر الجوهرية" التي ستجري مناقشتها خلال الأيام القليلة القادمة.

وعلى صعيد المجتمع الدولي فإن إقليم /ناغورني قرة باغ/ يشكل امتدادا للأراضي الأذربيجانية، ولم تعترف الأمم المتحدة بالكيان الانفصالي الذي شكلته أرمينيا في الإقليم تحت ذريعة أن أغلبية سكانه أرمينيون، فيما ترفض أذربيجان هذه الذريعة التي تفتح الباب أمام أي مجموعة عرقية للانفصال عن الدولة واقتطاع أراض تخضع لسيادتها، وهو ما لا يقره القانون الدولي والحقوق التاريخية بصرف النظر عن الأوضاع الديموغرافية المتغيرة بفعل الهجرات واللجوء والترحيل القسري.

ومن الجدير بالذكر أن المشاورات والاجتماعات التي تقوم بها مجموعة مينسك، تجري بعيدا عن الأخذ في الاعتبار كل من إيران وتركيا القوتين الاقليميتين الأكثر تأثيرا وتأثرا بالصراع الدائر على حدودهما.

ولا تبدو مواقف الأطراف الدولية مشجعة على التفاؤل باقتراب سريع للتسوية، فمن جانبه ناشد أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة في منتصف أكتوبر الحالي، الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية ممارسة نفوذها لإنهاء القتال بشكل عاجل، والعودة إلى المفاوضات تحت رعاية مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

وفي هذا السياق، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو تشجع على استئناف المحادثات في إطار مجموعة مينسك، مبديا استعداد بلاده لاستضافة لقاء بين وزيري خارجية أذربيجان وأرمينيا في إطار تلك المجموعة.

ويرى محللون أن تشكيلة مجموعة مينسك أثبتت عجزها وعدم حيادها في الصراع الطويل في منطقة جنوب القوقاز، مما يلقى بظلال من الشك على أهليتها في إحداث اختراق يتعلق بالعناصر الجوهرية في الصراع الذي يقوم حول مبدأ السيادة على الأرض.

ولا تفصلنا سوى أيام قلائل عن اجتماع جنيف يتأرجح خلالها مصير الهدنة المعلنة في واشنطن ومصير الوساطة الأمريكية برمتها، فيما يظل شبح انهيارها ماثلا بقوة في ظل غياب أي حسم عسكري وفي غياب ضمانات جادة وواضحة من وسطاء الحل السلمي ترضي طرفي الصراع.

مساحة إعلانية