رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

556

الدوحة تستضيف محادثات جديدة بين واشنطن وطالبان..

مستشار أمريكي لـ الشرق: الأجندة الإنسانية تتصدر اهتمامات قطر في أفغانستان

27 يوليو 2023 , 07:00ص
alsharq
واشنطن - زينب إبراهيم

أكد جون ريفنبلاد، مستشار شؤون الشرق الأوسط بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكي أهمية الاتصال الهاتفي الذي جمع بين معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، وأنتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكي، شمل مناقشة المساعدات الإنسانية لأفغانستان، وهو ما يعزز أهمية كبرى للمساعدات الإنسانية والإنمائية في ظل الوضع الصعب الذي تعاني منه البلاد الأفغانية، خاصة في ظل حالة الانكماش الاقتصادي.

أدوار إنسانية

يقول جون ريفنبلاد: إنه لولا المساعدات الإنسانية وتبرعات الأمم المتحدة ما تمكنت أفغانستان من استقرار الناتج المحلي وسعر الصرف وكبح جماح التضخم، ولكن حالة الانكماش الاقتصادية أضرت بكثير من القطاعات الأخرى بكل تأكيد، وهو ما ألقى بثقل إستراتيجي على المفاوضات الدبلوماسية، وهي معادلة واضحة في المشهد الأفغاني ولكن تقابل دائماً بصدامات حيال شرعية الاعتراف الغربي والسخط بسبب عدد من القضايا المدنية التي ارتبطت بتعليم الفتيات وملفات شملت أجندات حقوقية ومدنية وإنسانية، ومنذ تولي طالبان السلطة في 15 أغسطس من عام 2021، كان الانقسام حول الاعتراف بشرعية سلطتها من قبل أمريكا والدول الغربية والذي تم حلحلته جزئياً بعدد من المفاوضات الدبلوماسية ولجان الحوار، ووجود خطوط تواصل حيوية بين طالبان وأمريكا وأوروبا لعبت فيها الدوحة التي كانت موطناً لأبرز هذه اللقاءات الرفيعة دوراً مهماً وحيوياً للغاية، ثم امتلكت قطر في الأشهر الأخيرة خطوات دبلوماسية على أعلى مستوى بلقاء قادة طالبان في قندهار لدفع عدد من المقترحات الحيوية والإستراتيجية بشأن التعاطي مع مستقبل المساعدات الإنمائية وبعض من المقترحات التي تعزز من التواصل المباشر بين قادة طالبان والعناصر الأوروبية والأمريكية، وهو مستوى يتجاوز مسارات التفاوض التقليدية نحو مقترحات مباشرة يمكن البناء عليها فيما يتعلق بأوضاع غير إنسانية بالمرة بحاجة لمساعدات حقيقية في المشهد الأفغاني، ورغم وجود بعثات دبلوماسية ومكاتب تمثيلية لطالبان مثل مكتبها الدبلوماسي في الدوحة، واستقبال عدد من الدول الإقليمية وبعض الجولات الحوارية التي ضمت ممثلين لطالبان، لكن حاجز الاعتراف الرسمي ظل عالقاً أمام عدد من التطلعات الأوروبية والغربية لمزيد من المصالحة الداخلية وتعزيز العملية الديمقراطية وما يتعلق بالأوضاع التعليمية للنساء في أفغانستان.

جوانب مهمة

ويتابع جون ريفنبلاد الخبير الأمريكي في شؤون الشرق الأوسط تصريحاته قائلاً: إن جانباً آخراً مهماً في سياقات التباحث ارتبطت ببنود اتفاق الدوحة بين واشنطن وطالبان، والذي تم على إثره إنهاء أطول حرب أمريكية وانسحاب القوات الأمريكية والدولية من المشهد الأفغاني، فهناك مخاوف أمريكية متجددة من أن تتحول أفغانستان إلى مأوى إرهابي عقب الانسحاب كما حدث مع تنظيم القاعدة الذي جرت تصفية زعيمه أيمن الظواهري في عملية عسكرية على الأراضي الأفغانية ما ساهم في توتر بعض العلاقات، ولكن على جانب آخر كان هناك تنسيق أمني وإن كان غير معلن ولكن في جهود طالبان ضد بقايا تنظيم القاعدة وتنظيم داعش- خاراسان الإرهابي الذي تبنى عملية تفجيرات مطار كابول، وهناك محاذير أخرى أيضاً أن طالبان من الممكن في علاقاتها الإسلامية التي تسعى لتعزيزها أن نجد مشهد من تدفق عناصر يتم تدريبها عسكرياً وأمنياً بأجندات مختلفة تؤدي إلى سيناريوهات أكثر خطورة، وهو ما كان واضحاً في المخاوف الأمريكية التي نقلتها بصورة مباشرة إلى قطر التي تبنت هذا الدور في استصدار تأكيدات دورية من قادة طالبان بالالتزام ببنود اتفاق الدوحة في عدم تحول أفغانستان مرة أخرى إلى معقل للإرهابيين، وتبقى المخاوف الأمريكية والأوروبية الأخرى مرتبطة بمعادلة الدعم الإنساني ولكن في ظل أوضاع الاقتصاد الأفغاني هناك مخاوف من استخدام المنح والمساعدات الإنسانية لتدعيم أوضاع طالبان ونفوذهم الداخلي على حساب ذهاب هذه المساعدات بالفعل لمستحقيها الأكثر احتياجا، وهو ما انعكس على طبيعة المساعدات والمفاوضات بشأنها، وأمر آخر ارتبط بالأصول الأفغانية المجمدة في البنوك الأمريكية والتي جرت مفاوضات عديدة بشأنها كمصدر نفوذ أمريكي يمكن الاستفادة منه في تدعيم الاقتصاد الأفغاني وأوضاعه الصعبة بكل تأكيد، وهذه الأبعاد كانت تدركها قطر جيداً في مفاوضاتها المكثفة واستضافتها للجولات الحوارية وجهود الوساطة والتنسيق الدبلوماسي المتواصل والمتجدد بشأن المشهد الأفغاني.

مساحة إعلانية