رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

1686

"داعش" يلجأ للإعدامات العلنية لترهيب سكان الموصل العراقية

27 يونيو 2015 , 12:07م
alsharq
نينوى - وكالات

أثارت سلسلة الإعدامات، التي نفذها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، خلال الأيام الماضية، موجة من الرعب والغضب بين سكان مدينة الموصل، شمال العراق، التي يسيطر عليها التنظيم منذ أكثر من عام.

واعتبر خبراء في شؤون الجماعات المسلحة، أن الضربات الموجعة للتنظيم جعلته يتفنن بطرق الإعدام، لترهيب السكان وإلقاء اللوم على آخرين.

قام "داعش"، الأربعاء الماضي، بعرض فيديو عنونه بـ"وإن عُدتم عُدنا"، عبر شاشات كبيرة في النقاط الإعلامية، التي خصصها التنظيم لنشر إصداراته وبث تعليماته في 4 مراكز، على جانبي الموصل الأيمن والأيسر، على ضفتي نهر دجلة، الذي يقسم المدينة إلى قسمين.

وتجمع العشرات من السكان لمتابعة الإصدار، رغم تحذيرات القوات الأمنية العراقية، بأن هذه النقاط الإعلامية عرضة للقصف الجوي، من قبل طائرات التحالف المناهض لتنظيم "داعش".

فيديو هوليوودي

واعتمد التنظيم طريقة إخراج هوليوودية لإعدامهم، حيث فجر بـ3 منهم عجلة "دراجة" كانوا، يستخدمونها في واجباتهم، في حين أدخل 5 آخرون في قفص حديدي مقفل، قبل إغراقهم في المسبح الأولمبي، بمنطقة الجوسق، جنوبي الموصل، ثم ربطت أعناق 7 آخرين بحبل، وفجرت قنبلة تتوسطهم، ما حولهم إلى أشلاء.

كما أقدم "داعش" على إعدام 14 آخرين، 5 منهم في قضاء تلعفر، ذي الغالبية التركمانية، غرب الموصل، و9 آخرين في الموصل نفسها، أول أمس الخميس، بطرق وأساليب مشابهة لتلك التي نفذها من قبل.

ويقول محمد الحيالي "40 عاماً"، من سكان الموصل، إن "حديث السكان اليوم يدور حول الطريقة البشعة التي نفذ بها "داعش" طريقة الإعدام". مشيرا أن "الجميع كانوا رافضين لأساليب الإعدام تلك"، منوهاً أنه "ما باليد حيلة، فـ"داعش" جثم على صدورنا، أمام صمت الحكومة، وأكاذيبها في قرب معركة تحرير الموصل، ونحن نخسر العشرات من أبناء المدينة يومياً".

ورأى بعض الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي أن أسلوب إعدام المتهمين بالتجسس، رسالة لمن يتهم أهالي الموصل بالتعاون مع "داعش"، وأن العيش في ظله يروق للسكان، ويدحض حججهم.

الشك وسوء الظن

وتعليقا على الفيديو، قال الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية ببغداد، هشام الهاشمي، إن "الضربات الموجعة التي أهلكت قيادات مهمة لداعش، جعلت الشعبة الأمنية في التنظيم، توسع دائرة الشك وسوء الظن، وأرجعت سيرة كُتاب التقارير، على النهج البعثي للوشاية وتصفية الخصوم، وصنعت مئات الشهادات المزورة للقبض على مواطنين".

وأضاف الهاشمي، أنه "بعد القبض على المتهم من قبل الأمنية وبمعية هيئة التحقيقات يؤخذ إلى السجن ويبقى لمدة أقلها أسبوع في الحجز، وليس لأكثرها حد، ويؤخذ للتحقيق في أوقات متعددة، وهو موثوق اليدين والرجلين وعلى عينيه غطاء سميك، وسجانه من الأعراب الذين يجهلون التعامل مع التوسل والتعاطف مع الدمع والألم".

وتابع الهاشمي أن "السجين يواجه بشهادة الشهود وغالبا هو مخلوع الكتفين، ويسأل عن تلك التهم بالضرب مع الشتائم المتتابعة، وبعد انتزاع الاعتراف منه يحال لقاضٍ جاهل".

وارتفعت نسبة الإعدامات بالموصل في الفترة الأخيرة، بعد حصار مفروض على المدينة، التي عزلت عن باقي المحافظات العراقية منذ سيطرة "داعش" على المدينة في الـ10 من يونيو 2014.

إعدامات علنية

ولجأ "داعش" إلى الإعدامات العلنية في الفترة الأخيرة بعد أن كان ينفذ أغلبها داخل محكمته الشرعية ويكتفي بتسليم جثثهم إلى الطب العدلي.

وعمليات الإعدام في الغالب كانت تتم بتوجيه طلقة نارية أو عدة طلقات في الرأس أو في الرأس والصدر، ثم تطور الحال بالإعدامات التي ينفذها التنظيم في الوقت الحاضر.

وشهدت الموصل حالات عديدة بإعدامات علنية، كانت بدايتها في الأشهر الأولى من سيطرة التنظيم على الموصل، حيث أعدم التنظيم العقيد عيسى الجبوري، آمر الفوج الخامس بشرطة نينوى، علناً أمام الناس، وضمن الرقعة التي كان يشرف عليها أمنياً.

وعملية إعدام الجبوري، ضمنها التنظيم إصداره بعد مرور عام على سيطرتهم على الموصل، فضلا عن استغلال مبنى شركة التأمين الوطنية، وهو أعلى مبنى حكومي، لإلقاء المخالفين ومن تصدر بحقهم أحكام من قبل المحاكم الشرعية للتنظيم.

مساحة إعلانية