رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

852

بعد تناقل فيديو ضرب معلم لطلابه.. تربويون يؤكدون منعه

27 مايو 2015 , 07:49م
alsharq
محمد العقيدي

أكد تربويون ـ تعليقا على فيديو متناقل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يوضح ان مدرسا يقوم بضرب طلابه بصور وحشية ـ أن العنف غير المبرر تجاه الطلاب ينفرهم ويكرههم في العملية التعليمية في الوقت الذي تسعى فيه الدولة الى تطوير العملية التعليمية، لتكون عامل جذب للطلاب للاقبال على التعليم والاطلاع مدى الحياة، وتنمية القدرة على الإبداع.

واوضحوا ان سياسة الانضباط السلوكي التي اصدرها المجلس الاعلى للتعليم منعت الضرب كوسيلة عقابية او تربوية، حيث وضعت اساسا لما يمكن ان تقوم به المدارس من اجل حل اي مشكلة، والتعامل مع كافة الحالات السلوكية للطلاب بأسلوب تربوي

وبينوا أن كل شيء قابل للتعديل حسب ما يجري في الميدان من سلوكيات سلبية، وذلك من خلال دراستها من مختصصين، ووضع اللوائح والقوانين التي تخدم الطالب والمعلم والادارة المدرسية، بما لا يضر بمصلحة الجميع والحفاظ على العملية التربوية في المدارس.

واضافوا أن الهدف الأساسي من العملية التعليمية يتمثل في الطالب وتحصيله العلمي الذي يترجم الى مخرجات تعليمية، تسعى جميع المؤسسات التعليمية وعلى اختلاف مستوياتها الى تحقيقها، وتعمل جاهدة على تحسينها. وهذا لا يتأتى دون وجود معلّم قادر على الإسهام وبشكل فعّال في تحقيق هذا الهدف.

وقد أصبح مألوفاً لدينا ما يتوجب على هذا المعلم القيام به كي يكون "قادراً" على أداء الدور المطلوب أن يقوم به، كي يساير متطلبات القرن الذي يعيش فيه، فلابد ان يعي المعلم ان الدولة وفرت كل الامكانات المادية والمعنوية، بل وتطورت المنظومة التعليمية من اجل توفير بيئات تعليمية خلاقة، تساعد على الإبداع والابتكار لإعداد طلاب ذوي قدرات عالية، ومؤهلين لمواجهة تحديات المستقبل القريب والبعيد، والمشاركة البناءة في تطوير الوطن وفق رؤية قطرية وضعتها قيادتنا لما يجب ان تكون عليه قطر عام 2030.

وزادوا أنه لابد ان يكون هناك تعاون بين المعلم والاختصاصي الاجتماعي، لمواجهة أي سلوك خاطئ للطالب، حيث إن دور الاختصاصي الاجتماعي أساسي في جميع المدارس، بالنسبة لتوجيه الطلاب من الناحية السلوكية ومتابعتهم للحد من سلوكياتهم السلبية، والتزامهم بالأخلاق الحميدة، واحترام زملائهم وإدارة المدرسة. كما يقوم الاختصاصي الاجتماعي بمتابعة الطالب من خلال التواصل مع أسرته، لتقويم أي خلل في شخصية الطالب، مما يسهم في مواجهة أي مشكلة تواجه المعلم مع طلابه، دون ان يتسبب ذلك في خروج المعلم عن القواعد التربوية، وعن لائحة الانضباط السلوكي في العقاب.

وقال السيد شوكت شاهين إن الضرب في المدارس ليس من التربية ولا من التعليم، وإنما يعكس حالة عجز المعلم وفشله في أداء مهمته التربوية والتعليمية بالصورة المثلى، فالضرب فيه إهدار لذاته وامتهان لكرامته، فأنا كاختصاصي اجتماعي وسبق لي التدريس أعواماً طويلة ـ ومع أنني كنت أضرب ضرباً بسيطا كنوع من العقاب للطالب المشاغب أو المشاكس، والطالب الذي لا يقوم بعمل واجبه، فأعترف أن الضرب لا يأتي بثمار ويؤدي إلى انهيار العملية التعليمية، ويكون هناك آثار سلبية قد تعوق تواصله الاجتماعي مع الآخرين، وتشوه تكيّفه مع الحياة التعليمية في المدرسة.

ويظهر بعض الآثار على الطالب مثل الاكتئاب، ويظهر في صورة بكاء مستمر بلا مبرر أو رفض للطعام أو اضطراب النوم أو التبول اللا إرادي والشكوى من الأوجاع الجسدية وغيرها، ويَحدث للطالب عقد نفسية داخلية كامنة تستمر معه، وحتى يكبر، ومع أنه في الوقت الذي يرى فيه بعض علماء التربية والنفس وسيلة "الضرب" أنه وسيلة غير تربوية يخلق سلوكيات عدوانية لدى الطالب، ومما يؤدي بالطالب إلى أن ينظر بحقد وكراهية لكل مجتمعه، فالمعلم الناجح هو الذي يفرض شخصيته على الطلاب منذ بداية العام الدراسي من الحصة الأولى، حتى لا يستهين به الطلاب، فيما بعد، ثم يعطيهم الحنان والعطف في الوقت المناسب، وحتى يعرف الطلاب أنه يحبهم ويخاف على مستقبلهم، فإن شدد عليهم ولم يتهاون معهم بأسلوب تربوي، وليس بالضرب أو الإهانة وإظهار الغضب، فهو يعمل لمصلحتهم ومستقبلهم، لأنه يخاف عليهم ويحاول إرضاء ضميره ويوصل المعلومات لكل طالب داخل الصف، في جو تعليمي مناسب دون إزعاج، فهو يرضي ربه وضميره قبل كل شيء. فيجب أن نتوقف عند رأي الإسلام بأنه أباح الضرب غير المبرح، في تأديب الأب لابنه، وكما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: "علموا أولادكم الصلاة إذا بلغوا سبعاً، واضربوهم عليها إذا بلغوا عشراً، وفرقوا بينهم بالمضاجع".. وكانت مواقع التواصل الاجتماعي قد تناقلت بتطبيقات الهواتف الذكية مقطع فيديو، يَظهر فيه معلم يقوم بضرب الطلاب بوحشية في احدى المدارس الإعدادية، وكما يظهر في مقطع الفيدو أن المدرس كان يضرب الطلاب ويتلفظ بعبارات تؤثر عليهم وفي نفسياتهم.

ويبدو أن هذا المعلم ضرب بقوانين الاعلى للتعليم التي تمنع ضرب الطلاب او التلفظ عليهم بألفاظ، وحتى إن كان يظهر الفيديو تاريخا قديماً لنشره، إلا أن هذا لا يعني أن المسألة تمر مرور الكرام دون محاسبة المدرسين، الذين يعتدون بالضرب على طلابنا، ومخالفين بهذه التصرفات الشخصية قوانين المجلس الاعلى للتعليم.

وتفاعل عدد كبير من المواطنين مع انتشار هذا المقطع الذي كان تاريخ تصويره منذ اكثر من عام، مطالبين الاعلى للتعليم بتشديد الرقابة على المدارس، وفرض قوانين صارمة تمنع ضرب الطلاب بصورة وحشية، أو الاعتداء عليهم بألفاظ يرفضها مجتمعنا وعاداتنا وتقاليدنا، خاصة انها في بيئة تعليمية وامام كافة الطلاب، لأن التعليم في هذه الحال يتحول إلى اتجاه آخر وهو إهانة الطلاب من خلال ضربهم أو التلفظ عليهم بعبارات غير مناسبة، أمام زملائهم.

وأبدى مواطنون استياءهم ورفضهم التام لتصرف المدرس، الذي يقوم بضرب طلابه بوحشية ودون رحمة، ويتلفظ عليهم بعبارات قاسية، لا يقبلها عاقل، ولا تقبل من معلم، ينظر إليه الطلاب على أنه قدوتهم.

مساحة إعلانية