رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

3146

مسلسل خطف الطالبات في نيجيريا يعود إلى الواجهة

27 فبراير 2021 , 07:00ص
alsharq
هاجر العرفاوي

هاجم مسلحون، أمس، ثانوية داخلية حكومية للفتيات في منطقة " جانغيبي" من ولاية زامفارة شمال غربي نيجيريا، واختطفوا مئات الطالبات، في ثاني عملية خطف من نوعها منذ حوالي أسبوع. وأدى تصاعد أنشطة الحركات المتشددة المسلحة إلى انهيار الأمن في غرب أكبر دولة في افريقيا من حيث عدد السكان، حيث تفشت عمليات الاختطاف في المدارس.

ويستمر مسلسل الاختطافات في نيجيريا منذ وقت طويل، وخلال هجوم مسلح على مدرسة داخلية في ساعة مبكرة من صباح أمس، في ولاية زامفارة شمال غربي البلاد، تم اختطاف 317 طالبة. وأكد أبوتو يارو، المسؤول في شرطة زامفارة، أنّ الهجوم استهدف ثانوية داخلية حكومية للفتيات، في منطقة "جانغيبي" بالولاية، مشيرا الى أنّ عددا كبيرا من عناصر الأمن، توجهوا الى المنطقة من أجل التحري عن المختطفات وتحريرهن. ونفى يارو علمهم بالجهة التي تقف وراء اختطاف الطالبات، حسب ما أفادت به وكالة الأناضول.

وقالت الشرطة النيجيرية في بيان، "بدأت قيادة شرطة ولاية زامفارا بالتعاون مع الجيش عملية بحث وإنقاذ مشتركة بهدف إنقاذ 317 طالبة اختطفتهن عصابات مسلحة من مدرسة جانغيبي الحكومية الثانوية العلمية للبنات". وقال مسؤولون طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم إن انتشار حوادث الخطف يرجع في جانب منه إلى المبالغ الكبيرة التي تدفعها الحكومة مقابل الإفراج عن الأطفال، وهو ما تنفيه الحكومة، حسب ما ذكرته وكالة الأناضول.

*فتيات شيبوك

وأعادت هذه العملية الى الأذهان قضية فتيات شيبوك التي تعود الى العام 2014، وهي القضية التي استقطبت اهتماما دوليا واسعا، بعد أن تبنت جماعة بوكو حرام اختطاف نحو 270 فتاة من داخلية مدرستهن في بلدة شيبوك بولاية برنو.. ولا تزال نحو 100 فتاة منهن في عداد المفقودين حتى الآن. واثارت تلك العملية تعاطفا كبيرا مع الفتيات المختطفات حول العالم، حيث عرضت عدة دول مساعدة الحكومة النيجيرية في البحث عن المختطفات، وبالفعل شاركت وحدات أمريكية في البحث، كما انطلقت حملة على شبكات التواصل الاجتماعي تطالب بتحريرهن. ومن جهتها دعت مجموعة افارقة من الأمم المتحدة وخبراء حقوق الإنسان، جماعة بوكو حرام المسلحة بالإفراج الفوري عن الفتيات المختطفات. وحث الخبراء أيضا الحكومة النيجيرية على اتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان عودتهن بسلام ومحاسبة المسؤولين عن اختطافهن.

*بوكو حرام

وواجهت بوكو حرام إدانات دولية واسعة بعد اختطافها لتلميذات مدرسة شيبوك في ولاية بورنو، قائلة إنها ستعاملهن كإماء وغنائم حرب. وقالت هيومن رايتس ووتش في تقرير، إن النساء والفتيات اللاتي تعرّضن إلى الاختطاف على يد جماعة بوكو حرام الإسلامية أجبرن على الزواج واعتناق دين آخر، وتعرّضن إلى انتهاكات جسدية ونفسية، وإلى العمل القسري والاغتصاب أثناء الاحتجاز.

وبوكو حرام ويعني اسمها "التعليم الغربي حرام"، هي جماعة مسلحة كانت ترفع لواء تنظيم القاعدة

وفي وقت لاحق، أعلنت بوكو حرام ولاءها لتنظيم داعش، وأدارت ظهرها للقاعدة. ويمتد نشاط بوكو حرام خارج حدود نيجيريا إلى الكاميرون والنيجر وتشاد في عمليات عنف سقط ضحيتها عشرات الألوف وتشرد ملايين آخرين.

وتطمح جماعة بوكو حرام منذ تأسيسها عام 2002 إلى الإطاحة بحكومة نيجيريا وإقامة خلافة إسلامية. وفي عام 2009 نفذت بوكو حرام سلسلة من الهجمات على مراكز شرطة ومبان حكومية أخرى في ولاية بورنو شمال شرقي نيجيريا، سقط ضحيتها المئات. وتحرم الجماعة على المسلمين المشاركة في أي نشاط سياسي أو اجتماعي مشابه لأنشطة المجتمع الغربي. وفي عام 2003 صنفت واشنطن بوكو حرام منظمة إرهابية.

* أعمال عنف

ومنذ نحو عشر سنوات، تشهد منطقتا شمال غرب نيجيريا ووسطها أعمال عنف نسبت الى جماعة بوكو حرام المسلحة، وكثفت هذه الجماعة المعروفة محليا باسم "قطاع الطرق" في نيجيريا عمليات الاختطاف مقابل فدية وجرائم الاغتصاب والنهب.

ولقي أكثر من 20 ألف شخص مصرعهم جراء أعمال عنف جماعية شنتها بوكوحرام المسلحة منذ عام 2009 في نيجيريا. وضاعفت من عمليات الاختطاف منذ 2013 عندما فرضت نيجيريا حالة طوارئ في المناطق التي يكثر فيها نشاطها.

ومنذ عام 2015، نفذت بوكوحرام، هجمات في البلدان المجاورة لنيجيريا مثل الكاميرون وتشاد والنيجر. ولقي ما لا يقل عن ألفي شخص مصرعهم خلال هجمات الجماعة في حوض بحيرة تشاد.

* هجوم على كلية علوم في كاغارا

وفي 17 فبراير الجاري هاجم مسلحون مدرسة في بلدة كاجارا بولاية نيجر غربي نيجيريا، واختطفوا 27 طالبا و15 مدنيا بينهم 3 معلمين، وقتلوا طالبين. ولم يتم إطلاق سراح الرهائن حتى الآن.

ويشار إلى أن ولاية زامفارة تشهد مواجهات عنيفة منذ 5 سنوات بين إثنية الفولاني التي تمتهن تربية المواشي، وبعض القبائل المزارعة في المنطقة. وخلفت الاشتباكات نحو ألفي قتيل فيما اضطر آلاف آخرون للنزوح. وأفادت وكالة فرانس برس نقلا عن مصادر أمنية، بأن المهاجمين قتلوا تلميذا واحدا واختطفوا مئات آخرين وعددا من المعلمين. وأوضح سكان محليون لـرويترز، أن الهجوم استهدف كلية العلوم الحكومية في منطقة كاغارا، ولم ينجح حراس المؤسسة التعليمية في التصدي للمعتدين. وأمر الرئيس النيجيري محمد بخاري أجهزة الأمن بتنظيم عملية فورا من أجل الإفراج عن المخطوفين.

ولم تتضح بعد من هي الجهة المسؤولية عن الهجوم، خاصة وأن عدة جماعات متشددة تنشط في شمال نيجيريا تستخدم أسلوب الاختطاف، منها بوكو حرام والفرع المحلي لتنظيم "داعش".

وقبل شهرين من الهجوم على مدرسة بلدة كاجارا، تم اختطاف 300 تلميذ في ولاية كاتسينا على أيدي مسلحين، وتم الإفراج عن المخطوفين لاحقا بعد مفاوضات بين الخاطفين والحكومة. أعلنت جماعة بوكو حرام في ديسمبر العام الماضي، مسؤوليتها عن خطف طلاب ولاية كاتسينا، فيما أعلنت السلطات النيجيرية عن تحرير 17 تلميذا وتحدث حاكم الولاية عن مفاوضات مع الخاطفين.

وفي وقت لاحق، صرح حاكم كاتسينا أمينو مساري أن قوات الأمن شنت عملية ضد مجموعة ما تسمى ببوكو حرام التي قال إنها من قامت باختطاف الطلاب، مشيرا إلى تحرير 17 منهم ومقتل اثنين اخرين.

وتبنت فيما بعد الجماعة التي تسمي نفسها بوكو حرام في رسالة صوتية مسؤولية اختطاف المئات من التلاميذ، ونقلت وكالة رويترز أن الرجل في التسجيل الصوتي عرف نفسه على أنه زعيم الجماعة ويدعى أبو بكر شيكاو، ناقلة قوله وزعمه إن ما حدث في كاتسينا كان للترويج للإسلام وردع الممارسات غير الإسلامية والتعليم الغربي. من جانبه هدد الاتحاد الوطني للمعلمين النيجيريين بالإضراب عن العمل بعد الهجمات الأخيرة على المدارس، معتبرا أن من شأن هذه الهجمات تعطيل الأنشطة المدرسية بشكل كبير وإعاقة النمو والتقدم التعليمي للبلاد فضلا عن تعريض الطلاب للخطر وأفراد أسرهم للعذاب والصدمة.

مساحة إعلانية