رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

4914

السيسي فضل فوائد البنوك .. فتفحمت أجساد المصريين 

27 فبراير 2019 , 06:21م
alsharq
الدوحة - بوابة الشرق

جثث متفحمة .. أشلاء بشرية تتداخل في حديد جرار القطار .. رائحة الموت لا تفارق الأنوف .. طعم الدماء والبكاء في الحلق.. رجل بالكاد ينقذ زوجته من الانفجار فيعود ليجد أبنائه وقد تطايرت أشلاؤهما في الهواء .. هكذا كان المشهد في إحدى أقدم محطات القطارات التي عرفتها الإنسانية في أم الدنيا والتي صدق مواطنوها رئيسهم حين قال : "حتبقى أد الدنيا ".

المشهد لم يكن من صناعة "شبح الإرهاب" الذي يستحضره الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بمجرد أن يتساءل صحافي غربي عن المشهد الحقوقي المتردي في بلاده، بل كان من صناعة "وحش الإهمال" وهو أكثر فتكاً بالمصريين مما يسميه النظام المصري بـ "الإرهاب". 

فالرجل وعائلته لم يطلبوا إلا الستر من الله تعالى ووسيلة مواصلات آدمية، ولم يكونوا ككل العائلات المصرية يلتفتون أبداً لما يحشره إعلامهم في أدمغتهم يومياً بأن لديهم أضخم مسجد وأضخم كنيسة وأعلى برج ارتفاعاً بإفريقيا في صحراء "العاصمة الإدارية الجديدة".

كان الرجل يحاول فقط أن يخرج من محطة قطار أنشأها المستعمر البريطاني ولم تمتد لها يد التطوير إلا فيما ندر، بل امتدت لها سخرية المصريين المعروفة بأن من ماتوا على يديها أكثر ممن استشهدوا في الحروب مع إسرائيل .

ساعات بعد الحادث المأساوي .. بحثت خلاله الحكومة المصرية عن كبش فداء يهدأ خاطر الغاضبين في الشارع وفي مواقع التواصل الاجتماعي، فالسائق الهارب مسؤول، ثم وزير النقل المسؤول الأول .. ساعات وما تزال أجهزة الهواتف الذكية تلتقط صوراً لأعضاء بشرية هنا وهناك وبقع دماء وأناس يبكون على الضحايا .

ساعات واجه خلالها المصريون الغاضبون – على مواقع التواصل الاجتماعي- رئيسهم حينما صرح بأن تطوير السكك الحديدية تحتاج إلى 10 مليارات جنيه مصري نحو (600 مليون دولار) وأنه يفضل أن يضعهم كوديعة في أحد البنوك ليحصل على فائدة نحو مليار جنيه من أن يطور السكك الحديدية .

وقبل أن يواجهوه واجهوا أنفسهم إذ وقع حادث أقل بشاعة في عهد الرئيس المنتخب محمد مرسي رفض الإعلام وقتها أن يمنح للرجل فرصة لإصلاح ما أفسده من استلموا مصر بعد المستعمر البريطاني الذي ترك إحدى أفضل السكك الحديدية في العالم انضباطاً وقوة، وحملوه المسؤولية كاملة .

تساءل الناشطون: هل فضل السيسي فوائد البنوك على حياتنا ؟.. ألم تكن تكفي مليارات أضخم مسجد وأضخم كنيسة وأضخم .... وأضخم .... لتطوير السكك الحديدية؟ .. أين ذهبت أموال الخليج؟ .

ومنذ اعتلائه للسلطة انهالت على السيسي مساعدات مليارية، معظمها من دول الخليج، ولا يزال النظام المصري يسجل أرقاماً قياسية للاستدانة، مسوقاً هذه الاستدانات إعلامياً بأنها تهدف إلى تطوير قطاعات الخدمات كالتعليم والصحة والنقل.. 

وبعد فترة ولاية ثانية للسيسي لم تتحسن أوضاعهم، بل زادت الأعباء وارتفعت الأسعار ومن ضمن أسبابها – بحسب الحكومة المصرية – تطوير المرافق.

وتعلن وزارة النقل المصرية مراراً وتكراراً عن تطوير مرافق السكك الحديدية بمساعدات خارجية لكن لا شيء جديد يذكر اللهم إلا فرقعات إعلامية .

مساحة إعلانية