رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

2193

إدانات عربية ودولية لتدمير عناصر "داعش" متحف الموصل

27 فبراير 2015 , 03:55م
alsharq
القاهرة – بوابة الشرق، وكالات

بث تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، أمس الخميس، تسجيلاً مصوراً يظهر قيامه بتحطيم محتويات متحف نينوى بمدينة الموصل، مركز محافظة نينوي، شمال العراق، والذي يعد أحد أهم المتاحف في العالم.

وظهر في التسجيل، متحدث من "داعش" يقف أمام تمثال أثري كبير في متحف نينوى الأثري، وأشار بيده إلى التمثال قائلاً، إن "هذه أصنام وأوثان لأقوام في القرون السابقة كانت تُعبد من دون الله".

وبعد انتهاء عنصر "داعش" من حديثه ظهر عناصر آخرون من التنظيم يهمون بدفع ورمي تماثيل أثرية عديدة وتحطيم أخرى بالمطارق وبالمناشير وأجهزة الحفر الكهربائية لتصبح قطعاً صغيرة.

"داعش" يدمر الآثار في متحف الموصل

ويعتبر علماء ومتخصصون بالآثار متحف الموصل من أهم متاحف العالم، حيث يحوي آلاف القطع الأثرية، وسرق العديد منها بعد الاحتلال الأمريكي للعراق 2003، وما صاحبه من فوضى أمنية وعمليات سرقة لعدد من متاحف العراق.

وظهرت في التسجيل لوحات تعريفية شارحة بالقطع والتماثيل الأثرية التي تم تحطيمها تظهر أن بعضها يعود للقرن الثامن قبل الميلاد.

الإفتاء المصرية

أدانت دار الإفتاء المصرية، تدمير "داعش"، للآثار والتماثيل التاريخية الآشورية بمتحف الموصل بمدينة نينوي بالعراق، مطالبة جميع دول العالم باتخاذ التدابير لوقف الاعتداء على التراث الثقافي.

وفي بيان لها، اليوم الجمعة، أدانت دار الإفتاء المصرية، "ما قام به تنظيم "داعش" من تدمير للآثار والتماثيل التاريخية الآشورية بمتحف الموصل بمدينة نينوي بالعراق بدعوى أنها أصنام يجب تدميرها".

وأضافت الإفتاء المصرية، أن "الآراء الشاذة التي اعتمد عليها "داعش" في هدم الآثار واهية ومضللة ولا تستند إلى أسانيد شرعية، خاصة أن هذه الآثار في جميع البلدان التي فتحها المسلمون، كانت موجودة ولم يأمر الصحابة الكرام بهدمها أو حتى سمحوا بالاقتراب منها، وهم رضوان الله عليهم، كانوا أقرب عهدًا من رسول الله، صلى الله عليه وسلم، منا، بل كان منهم صحابة جاءوا إلى مصر إبان الفتح الإسلامي ووجدوا الأهرامات وأبو الهول وغيرها ولم يصدروا فتوى أو رأيًا شرعيًا يمس هذه الآثار التي تعد قيمة تاريخية عظيمة".

وأشارت إلى أن "الآثار تعتبر من القيم والأشياء التاريخية التي لها أثر في حياة المجتمع والأمة، لأنها تعبر عن تاريخها وماضيها وقيمها، كما أن فيها عبرة بالأقوام السابقة، وبالتالي فإن من تسول له نفسه ويتجرأ ويدعو للمساس بأثر تاريخي بحجة أن الإسلام يحرم وجود مثل هذه الأشياء في بلاده، فإن ذلك يعكس توجهات متطرفة تنم عن جهل بالدين الإسلامي الحنيف".

الغنوشي يستنكر

ومن جهته، قال رئيس "حركة النهضة" التونسية، راشد الغنوشي، إن عناصر "داعش" لا يمتون إلى الإسلام بصلة.

جاء ذلك تعقيبًا على تسجيل لـ"داعش"، يظهر قيامه بتحطيم محتويات متحف الموصل في محافظة نينوي، شمال العراق، والذي يعد أحد أهم المتاحف في العالم.

وتساءل الغنوشي، في تغريدة على صفحته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي، "هل "داعش" أعلم وأفقه من أبي حنيفة وأحمد بن حنبل وجميع العلماء والصحابة الذين عاشوا في العراق أرض الحضارات، ولم يفكروا أبدا في تدمير إرث العراق الحضاري، هؤلاء لا يمتون إلى الإسلام بصلة".

ووصف رئيس "حركة النهضة" منتسبي "داعش" بأنهم "جمعوا بين جهل وتطرف الخوارج وهمجية التتار"، داعيا إلى "إنقاذ الأمة من شرهم وبغيهم".

رئيس كردستان يدين

وفي نفس السياق، أدان رئيس حكومة إقليم "كردستان العراق"، نيجيرفان البارزاني، اليوم الجمعة، تدمير الآثار في متحف الموصل الحضاري، من قبل "داعش".

"داعش" يدمر الآثار في متحف الموصل

وشدد بيان لرئيس وزراء الإقليم، على أن تدمير متحف الموصل، وتحطيم الآثار، هو خسارة كبيرة للحضارة العالمية وللميراث الإنساني.

وقال نيجيرفان البارزاني، "نؤيد ما جاء في موقف محافظ نينوى، ونطالب منظمة اليونيسكو وكل دول الجوار لوقف تهريب القطع الأثرية التي كان قد سرقها تنظيم "داعش" قبل تدمير متحف الموصل، لأن تلك الآثار ثروة هامة للعراق والمنطقة".

مطالبات بحراسة مشددة

ومن جهتها، طالبت المديرة العامة لـ"اليونيسكو"، إيرينا بوكوفا، الإنتربول الدولي، بتشديد الحراسات حول الآثار في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم "داعش".

وقالت بوكوفا، خلال مؤتمر صحفي بالمقر الرئيسي لـ"يونيسكو" في باريس، إن "الاعتداء على متحف الموصل أكثر بكثير من أن يكون مجرد مأساة ثقافية، فهو شأن أمني يغذي الطائفية والتطرف العنيف والنزاع في العراق".

وطالبت مديرة "اليونيسكو"، في هذا الصدد، الإنتربول بتشديد الحراسات حول الآثار التي تتواجد في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم "داعش".

الجامعة العربية تدين

ومن جانبه، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، إن "المشاهد المروعة التي بثّها تنظيم "داعش"، لعناصره وهي تحطم مقتنيات متحف الموصل الأثرية جريمة وحشية تفوق الوصف بهمجيتهم وبربريتها".

وأضاف العربي، في بيان له، اليوم الجمعة، أن "هذا الاعتداء الوحشي على التراث الحضاري لشعب العراق، يمثل واحدة من أبشع الجرائم التي ارتكبت في هذا العصر بحق تراث الإنسانية جمعاء، والتي تهدف إلى بث ثقافة العنف والكراهية بين الجماعات والمكونات الثقافية والحضارية المتنوعة لأبناء المنطقة".

هولاند يعتبره وحشيا

وفي نفس السياق، دان الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، اليوم، في الفلبين، التدمير "الوحشي" لآثار تعود إلى حقبة ما قبل الإسلام، بأيدي مسلحي "داعش" في الموصل.

وصرح هولاند أمام صحفيين، أن "الوحشية تطال الأشخاص والتاريخ والذاكرة والثقافة"، مضيفا أن "ما يريده هؤلاء المسلحون هو تدمير كل أوجه الإنسانية". متابعا، أن "السعي إلى تدمير التراث يعني السعي إلى تدمير كل الذين يحملون رسالة ثقافة".

مساحة إعلانية