رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منوعات

10380

بين لمى الروقي وطفلة الإيدز.. أين الحقيقة؟

27 يناير 2014 , 12:50م
alsharq
أحمد عبد السلام

فيما بدأ الكثير من السعوديين يتساءلون عن آخر أخبار جهود استخراج الطفلة لمى الروقي التي سقطت في بئر بوادي الأسمر في تبوك (شمال غرب المملكة) قبل 38 يوما ولم تخرج حتى اليوم، في ظل عدم وجود مصادر رسمية توافي المواطنين بمستجدات القضية التي أصبحت الشغل الشاغل للرأي العام على مدار الفترة الماضية، طفت للسطح مجددا قضية الطفلة رهام الحكمي الشهيرة بـ"طفلة الإيدز" والذي سبق أن شغلت قضيها الرأي العام في النصف الأول من العام الماضي على خلفية نقل دم ملوث بفيروس "الإيدز" لها فى مستشفى حكومي، الأمر الذي أثار غضب واستياء سعوديين، قبل أن تعاود وزارة الصحة السعودية بعد عدة أشهر وتعلن أنه ثبت أن دم الطفلة خالي من الفيروس بناء على تحاليل وتقارير وفحوصات محلية وعالمية.. تلك التحاليل والتقارير والفحوصات أكد محامي رهام الحكمي أنه لم يتمكن من الإطلاع عليها حتى اليوم، مؤكدا أن الطفلة مازالت مصابة بالفيروس.

وكشف إبراهيم الحكمي، محامي رهام الحكمي، في تصريح لـصحيفة "سبق" الإلكترونية السعودية أنه قام برفع قضية على وزارة الصحة في الهيئة الصحية الطبية بمنطقة عسير؛ فقاموا بمخاطبة وزارة الصحة، ثم خاطبوا المستشفى التخصصي، وطلبوا منهم تقريراً عن حالة رهام منذ دخولها المستشفى التخصصي، من أول يوم حتى خروجها.

وأردف: للأسف الشديد جاء في الرد "لا نستطيع تزويدكم بتقرير عن الطفلة رهام إلا بعد تسعة أشهر"، وللأسف انقضت تلك الأشهر، ولم يتم تزويد الهيئة الصحية بالتقرير حتى الآن، وما زلنا نطالب بذلك وبانعقاد الجلسة في المحكمة.

وكشف أن قضية الطفلة رهام الحكمي كانت - وما زالت - معلقة حتى الآن بين المحاكم ووزارة الصحة؛ إذ ادعت "الصحة" في وقت سابق إرسالها عينة إلى أمريكا، وزعمت في التقرير القادم من أمريكا أنه تم إثبات أن دم الطفلة خالٍ من فيروس الإيدز.

وأضاف: وبصفتي محامياً لقضيتها، كنت وما زلت أطلب منهم الاطلاع أو صورة من التقرير؛ كوني محامي القضية، ولكن للأسف قوبل طلبي بالرفض من وزارة الصحة.

وتابع: ما زلت أحاول الوصول لهذا التقرير، الذي تدعيه وزارة الصحة، ولو كانوا صادقين لزودوا الإعلام والرأي العام بنسخة من هذا التقرير؛ حتى يثبتوا للرأي العام والمجتمع صحة خلوها من فيروس الإيدز؛ لأن القضية تخص المجتمع السعودي كله، ولا تخص الطفلة رهام وأسرتها وحدهم.

وعن صحة ما تم تداوله بخصوص خلوها من فيروس الإيدز علق "الحكمي": الطفلة رهام - للأسف – ما زالت تحمل فيروس الإيدز دون شك، وما يُعطى لها من أدوية عبارة عن مسكنات فقط؛ كي تجعل الفيروس خاملاً، ولو توقفت عن هذه الأدوية سينشط الفيروس بالتأكيد.

وبين الحكمي أن أسرة الطفلة رهام تنوي السفر خارج السعودية حالياً لعمل بعض الفحوصات والعلاج، ولكن حتى الآن لم يصلني بصفتي محاميهم ما استُجدَّ في سفرهم.

وتعرضت وزارة الصحة السعودية لانتقادات واسعة مطلع العام الماضي في أعقاب نشر وسائل إعلام لقضية الطفلة السعودية رهام حكمى البالغة من العمر 13 عاما، والتى وقعت ضحية نقل دم ملوث بفيروس HIV "الإيدز" فى مستشفى جازان الحكومى.

إلا أن هذه الانتقادات قد خفت حدتها بعد إعلان مسئول بوزارة الصحة في مايو الماضي بأن بأن آخر الفحوصات والتحاليل المخبرية التي أجريت للطفلة بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض أكدت عدم وجود أي نشاط للفيروس بدم الطفلة، مشيرا إلى أنه أجريت الفحوصات ثلاث مرات وعلى فترات مختلفة آخرها منذ أيام قليلة، وتم تأكيدها كذلك في مختبرات مايو كلينك بأمريكا وبنفس النتيجة.

واوضح المصدر أنه وحرصاً على زيادة التأكيد تمت الاستعانة بالمختبر المرجعي بمستشفى بريقم آندوومن بجامعة هارفارد لإجراء فحص دقيق جداً يسمى (single copy test) وظهرت النتيجة بعدم وجود أي نشاط لأي جزء من الفيروس.

وفيما يزال السعوديون بانتظار حقيقة حالة رهام الحكمي للتأكد ما إذا كانت مصابة كما يقول محاميها أو أن دمها خالي من الفيروس كما تقول وزارة الصحة، لا يزال آخرون يتساءلون عن سبب غياب الأخبار الرسمية عن آخر جهود استخراج جثمان الطفلة لمى الروقي منذ نحو أسبوعين .

وكان المركز الإعلامي لمديرية الدفاع المدني لمنطقة تبوك قد أعلن الخميس 16 يناير الجاري أن تقرير الادلة الجنائية الخاص بالـ(DNA) أثبت أن أشلاء الجثة التي تم انتشالها من البئر قبل أسبوعين هي للطفله لمى ابنة عايض بن راشد الروقي.

ومنذ ذلك الحين لم يتم الإعلان رسميا عن آخر مستجدات الجهود الجارية، والتي تقوم بها حاليا شركة أرامكوا، وذلك لإغلاق الطريق أمام تداول أي شائعات على وسائل التواصل الاجتماعي.

وما زال ذوي الطفلة لمى الروقي حتى اليوم الإثنين في انتظار استخراج جثمان ابنتهن حتى يتمكنوا من دفنها، وذلك بعد أن تأكد وفاته، وذلك بعد الإعلان قبل أيام أن الأشلاء التي تم العثور عليها في البئر قبل أسبوعين تعود للطفلة بعد إجراء اختبارات الحمض النووي DNA.

وكانت لمي، ذات الست أعوام، قد سقطت في بئر مكشوف، يصل عمقه 114 مترا، وغير محاط بأي سياج أو علامات تحذيرية، في 20 ديسمبر الماضي، وتمكن الدفاع المدني خلال الأيام الماضية من العثور على دمية الطفلة في البئر، دون ان يتمكن من العثور على الطفلة نفسها.

وكانت عمليات الدفاع المدني قد واجهت صعوبة في الوصول إلى جثمان لمى بسبب ضيق فتحة البئر، إضافة إلى طبقة صخرية كانت تقف عائقاً في عمليات البحث، مادفعهم إلى حفر بئر موازية، للوصول إلى جثتها، قبل أن تسلم عملية استخراج جثمان الطفلة لشركة "أرامكو".

وما زالت عمليات محاولة انتشال جثة الطفلة "لمى الروقي" من البئر الارتوازية في وادي الأسمر، والتي سقطت داخلها قبل نحو 38 يوما مستمرة، حيث تعمل آليات شركة "أرامكو" على حفر بئر جديدة جوار البئر الارتوازية التي سقطت داخلها الطفلة.

وتحظى قصة لمى الروقى بمتابعة واهتمام على نطاق واسع داخل وخارج السعودية، وتعاطف الكثيرون مع ذويها، كما انطلقت حملة في السعودية للإبلاغ عن الآبار المهجورة وإغلاقها حتى لا تتكرر مأساة لمى.

مساحة إعلانية