رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

1082

هل تتحول اللعبة في ليبيا من حرب بالوكالة إلى صدام على الأرض ؟

26 ديسمبر 2019 , 07:50م
alsharq
أردوغان والسراج
الدوحة – بوابة الشرق

 "هؤلاء يدعمون بارون الحرب.. ونحن نلبي دعوة الحكومة الشرعية في ليبيا .. هذا هو الفارق بيننا"، بهذه الكلمات، يتوقع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حصول حكومته على تفويض من البرلمان التركي في 8 - 9 يناير المقبل من أجل إرسال جنود إلى ليبيا تلبية لدعوة الحكومة الشرعية.

فما بين الـ "الهؤلاء" والـ "نحن" كانت حرباً تجرى بالوكالة على الأرض، تبدو طرفاها الظاهران جنرال مارق بين ميليشياته في الشرق، وحكومة شرعية في الغرب الليبي.. لكن من خلف الستار كانت عدة أطراف تدعم بارون الحرب (حفتر) لشن حرب بالوكالة على البقية الباقية من ذكريات الربيع العربي (حكومة مدنية تريد بناء دولة).

بجانب حفتر شوهدت الطائرات المسيرة والمدرعات معروفة الصناعة والمنشأ، كما شوهد المرتزقة التي تقول التقارير الدولية إنهم من منظمة "فاغنر" الروسية، وميليشيات دارفورية مارقة، وتقارير أخرى ترجع بعضاً منهم إلى دول أوروبية وعربية.

اللعبة كانت حرباً بالوكالة بين دول معروفة بعدائها للربيع العربي وأخرى لها مصالح اقتصادية في النفط الليبي أو في كنز البحر المتوسط (الغاز)، وبين حكومة مدنية يدعمها المجتمع الدولي وبخاصة الدول التي تعتبر بوصَلَتها للدعم هي الشعوب مثل تركيا..

هنا سلاح وهناك آخر.. هنا مستشارون وهناك آخرون .. هنا مرتزقة وهناك ثوار .. لكن ما لم يخطر ببال من دعموا بارون الحرب وضخموا ذاته منذ أبريل 2019 للاستيلاء على العاصمة الليبية، أن تتدخل تركيا عسكرياً فذلك انقلاب جديد في معادلة الحرب بالوكالة..  

فعلى الرغم من الفشل المتتالي لحفتر، أعاد داعمو حفتر الكرة، بعد اتفاقيتين إحداهما أمنية وأخرى لرسم الحدود البحرية بين أنقرة وطرابلس، رأوا أنها تهدد تهميشهم المتعمد لتركيا وليبيا ودول أخرى في اكتشافات البحر المتوسط الجديدة .

فالواقع أن المغامرة الجديدة لحفتر وداعميه رسمت وفقاً للعبة القديمة أي (الحرب بالوكالة) .. لكن ماذا لو دخلت القوات التركية على الأرض ؟!!

الرئيس أردوغان في انتظار حصول حكومته على تفويض من البرلمان التركي من أجل إرسال جنود إلى ليبيا تلبية لدعوة الحكومة الشرعية، وهو ما بات قريباً جداً .. وبارون الحرب يعلن أنه سيستهدف القوات التركية حال وصولها..

وفي استعراض وصف بالمضحك قطرت بحريته سفينة معطلة كان على متنها أتراك سرعان ما أفرج عنهم مؤخراً.

يعول حفتر على تصريحات داعميه في مقابل إجراءات فعلية يقوم بها المعسكر الشرعي لحماية شعبه .. فلا يجد إلا تصريحات عامة لا يمكن أن تترجم فعلياً على الأرض بحسب مراقبين.. وهو ما يقلب المعادلة التي يتمتع بها بالدعم الدائم والمرتزقة.. إذ عليه مواجهة قوة عسكرية حديثة وعضو من أعضاء الناتو.

فلا يتوقع مراقبون أن يتحول اللاعبون الداعمون لحفتر من تعويض الخسائر العسكرية وإرسال المعدات والمرتزقة والمستشاريين العسكريين إلى إرسال قوات على أرض .

إذ بحسب المراقبين، فالصدام بين داعمي حفتر وتركيا على الأرض قد يشعل حرباً عالميةً فلا أحد هنا سيسيطر على اللعبة ولا تطوراتها الإقليمية والدولية إذ سيكون المجال مفتوحاً لتدخل أطراف هنا وهناك، وهو ما بدأ يزعج العواصم الأوروبية وموسكو التي تصر على أن الحل السياسي هو الوحيد ولا صوت يعلو على صوته.

مساحة إعلانية