رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

1262

أول دراسة علمية تسبر أغوار الرواية القطرية

26 أكتوبر 2016 , 08:57م
alsharq
طه عبدالرحمن

على مدى سنوات، ظل محفورًا في الأذهان أن الشعر هو ديوان العرب. وظلت هذه الصورة الذهنية حاضرة لدى كثيرين من الناطقين بالضاد، حتى مع ظهور فنون إبداعية أخرى، على رأسها الرواية.

غير أن ما حرك المياه الراكدة ، حصول الأديب المصري نجيب محفوظ على جائزة "نوبل" في الآداب، ما عزز في الأذهان جرأة الطرح بأن الرواية أصبحت "ديوان العرب".

ومن وقتها سادت جدلية بين الشعر والرواية، وأيهما أحق بأن يكون ديوانًا للعرب. وفي خضم هذا الاشتباك، كانت الرواية القطرية تطفو على السطح بخطى بطيئة، عندما أصدرت الكاتبة القطرية شعاع خليفة أولى الروايات القطرية عام 1993، بعنوان "العبور إلى الحقيقة".

غير أنه، ومنذ هذا الصدور، وذاك العام، وحتى العام 2016، لم يتم التطرق إلى دراسة الرواية القطرية، أو الاشتباك حيالها، بالتفكيك والتقييم، إلى أن أصدرت أخيراً المؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا" دراسة علمية للكاتب والإعلامي القطري الدكتور أحمد عبدالملك، بعنوان "الرواية القطرية.. قراءة في الاتجاهات".

هذه الدراسة، تقع في قرابة 224 صفحة، أبرز ما تميزت به أنها الأولى من نوعها التي تدرس الرواية القطرية، من خلال قراءة متعمقة، ارتكز خلالها المؤلف على أهم الخصائص السردية. ولم يغفل اختيار عينة من الرويات، رآها خير ما يمثل الرواية القطرية، كونها تقترب من الخصائص السردية المعروفة.

حرص د.عبدالملك على تجزئة دراسته عبر ثلاثة فصول، قدم في الأول منها لمحة تاريخية عن الرواية. بينما تناول في الفصل الثاني نشأة الرواية القطرية. ليتعرض في الفصل الثالث إلى اتجاهات الرواية القطرية، وذلك من خلال عينة مختارة، قام بشرح اتجاهاتها.

وفيما يبدو حرصاً من الكاتب على الحيدة والموضوعية، فقد استثنى رواياته الأربع من هذه الدراسة، التي صدر تقدمتها د. محمد عبدالرحيم كافود، وزير التربية والتعليم ورئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث سابقاً، والتي لفت خلالها إلى اتجاه المؤلف إلى تأصيل النهج التاريخي في تتبع موضوعات دراسته، التي يمكن أن تؤسس لدراسات أخرى قادمة في مجال الرواية القطرية.

ولا يمكن بحال الحديث عن الرواية القطرية، دون تقديم لمحة تاريخية عن الرواية بشكل عام، وهو ما استهل به المؤلف دراسته، والمقارنة التي أجراها بين الرواية التقليدية والأخرى الجديدة، وما طرأ على الرواية من استحداثات لامست نمط التفكير السائد، وربطه بين نشأة الفن الروائي وتطوره، وبين التغيير الاجتماعي والتطورات التي شهدتها المجتمعات في مختلف المجالات.

اللمحة الموجزة عن نشأة الرواية انطلق منها الكاتب إلى حديثه عن نشأة الرواية القطرية، والمسوغات التي أدت إلى ظهورها، وعلى رأسها حركة التطور المجتمعي، والانفتاح الإعلامي وإلغاء الرقابة، وهو ما شجع الكتاب على خوض تجربة الكتابة الروائية.

موضوعات الرواية

من الاستنتاجات التي توصل إليها الكاتب أن الرواية القطرية عالجت توجهات المجتمع القطري، وتنوعت لغتها بين بلاغية راقية، وبين أخرى فوتوغرافية، دون تدخل من الكاتب، علاوة على تعبيرها عن دواخل الكاتب، وتجربته الذاتية، أو تجربة من حوله، بجانب قصر التجربة وقصر عمر بعض الروائيين والروائيات.

من أبرز ما توصل إليه الباحث في دراسته، أن المواضيع التي تناولتها الرواية القطرية كان يغلب عليها موضوعات في مقدمتها (الزواج، الطلاق، سوء الإدارة، التحول نحو المدينة، القناعة، الغدر، الشجاعة، رفض الظلم، المهمشين)، إلى غيرها من موضوعات ذات صلة.

نموذج رومانسي

اللافت في الرواية القطرية أن موضوعاتها لم تكن بمنأى عن نظيراتها في منطقة الخليج العربية، إذ غلب عليها النموذج الرومانسي، والإسقاط المباشر على أحداث بعينها. في الوقت الذي كان فيه المؤلف على درجة من البديهية بمكان، عندما التقط الحالة الإبداعية لكتاب الرواية القطرية، وأن معظمهم كانوا كتاب قصة قصيرة، وهو الأمر الذي انعكس على اتجاهاتهم في كتابة الرواية.

وكانت التيجة السابقة مدخلاً للكاتب إلى الولوج إلى الفصل الثالث من مؤلفه، للحديث عن اتجاهات الرواية القطرية من خلال عينة اختارها، عبر الحدث، الزمان، المكان، الشخصيات، جماليات السرد، بما يؤسس لدراسات أخرى حول الرواية القطرية.

مساحة إعلانية