رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ثقافة وفنون

5986

الكاتبة والباحثة د. دانة المعاضيد: الروايات هي الأكثر استقطاباً لقراءات الشباب

26 سبتمبر 2018 , 08:00ص
alsharq
د. دانة المعاضيد
حوار- طه عبدالرحمن:

دور النشر الجديدة قادرة على إحداث نهضة ثقافية وفكرية

لا نعاني عزوفاً عن الكتابة.. ولدينا إقبال على ممارسة الفنون

إنتاجنا الثقافي متنوع بين إصدارات علمية وأدبية وحضور عبر "الإنترنت"

أعكف على إصدار مؤلفات خاصة بالتدريب والثقافة والإعلام

العديد من قضايا الواقع الثقافي ذات الصلة بالشباب، تطرح نفسها على مائدة الحوار مع الكاتبة والباحثة الأكاديمية الدكتورة دانة المعاضيد، في ظل الدراسات التي أجرتها على شريحة الشباب، والتعرف على اتجاهاتهم الثقافية، وإنتاجهم الأدبي.

في حديثها للشرق، تتناول د.دانة المعاضيد، جانباً من هذه الدراسات، مؤكدة أن الروايات تحظى بالنصيب الأكبر في قراءات الشباب، لتنفي بذلك إشكالية كثيراً ما تم التطرق إليها ، حول عزوفهم عن القراءة.

كما تطرق الحوار إلى جوانب ثقافية وفكرية أخرى، ترتبط بدور حركة النشر في إثراء الواقع الثقافي، بالإضافة إلى محاور أخرى، جاءت على النحو التالي:

 

* ما أبرز مؤلفاتك التي تعملين عليها حالياً؟ ومتى سيتم إصدارها؟

**ما يهمني في الركيزة الأولى جانب التدريب، لإيماني بأنه أحد قواعد النجاح والذي يتطلب الاستمرارية، وفق العلم الحديث. وقد أنجزت كتاباً بعنوان (الخرائط الذهنية في الإعلام ) وآخر بعنوان (الحقيبة التدريبية).

وهناك كتاب حول (إدراك شباب الجامعات للمشكلات النفسية والاجتماعية التي تتناولها الصحف) بالتطبيق على الصحف المحلية، ومجموعة من شباب الجامعات، إضافة إلى دراسة بعنوان (إدارة  معايير الجودة الشاملة وعلاقتها بالمؤسسات الحكومية).

وأعمل على ترجمة كتاب الخرائط الذهنية إلى اللغة الانجليزية، وأسعى إلى تحسين بعض الانتاجات البحثية، وأسعى الى اصدار كتاب من جزأين ، الأول يرتكز على بنية الاعلام الرقمي في صراعه مع المعطيات السياسية والاقتصادية والتغيرات الاجتماعية.وفي الجزء الثاني والأخير  يدور الكتاب حول صناعة العقلية الثقافية. وآمل صدور الجزء الأول قبل انتهاء العام الحالي، والآخر منتصف العام المقبل.

 * دور النشر

* في ظل هذا الزخم من الاصدارات لكِ ولغيرك من المؤلفين القطريين، هل ترين أن دور النشر القطرية الجديدة، يمكن أن تكون بمثابة ركيزة إضافية للمبدعين القطريين؟

**لا شك أن أي نهضة فكرية وثقافية يلزمها دور نشر وطنية إما حكومية أو خاصة، قادرة على النشر والتوزيع بشكل يمكنها من الوصول إلى القارئ، فضلاً عن دورها في تنشيط حركة الترجمة بلغات متعددة. ولا يمكن تصور وجود حركة ثقافية، دون طباعة وتوزيع. وبنظرة إلى من حولنا نجد دور نشر بجميع دول العالم ،  تعمل على الأخذ بزمام الفكر، للوصول به إلى المتلقي.

وهذا المشهد، يمنح المبدع دوافع الاستمرار في الكتابة، وينمي لديه القبول ، بالإضافة إلى أهمية ربط دور النشر بالجانب الاقتصادي، وفق ما يعرف بـ"اقتصاد المعرفة والفكر".

*هل يعني ذلك أن مثل هذه الدور ، يحدث حراكاً اقتصادياً، وليس فقط ثقافياً؟

**بالطبع، فالإنسان هو المحرك للحركة الثقافية، ولا مانع في ذلك من دمج الاقتصاد بالحركة الثقافية والنشر، إذا كان ذلك يحمي استمرارية النشر. ومن المهم أن يكون هناك دور رقابي على جودة المحتوى الفكري لتحسينه.

* اتجاهات ثقافية

*من خلال رصدك لمشاكل الشباب ومتطلباتهم عبر أطروحتك للدكتوراه، هل حاولت رصد إتجاهات الشباب الثقافية؟

** لاحظت في رسالتي للدكتوراه، والتي تمركزت على إدارة الجودة في المؤسسات الحكومية ومعرفة اتجاهات الشباب والعاملين ورصدها على ان يتم معالجتها وكشف مسبباتها، أن الجزء المتعلق بالاتجاهات الثقافية عند الشباب أخذ الحيز الأكثر بحثاً، وذلك لأن الارتكاز في البناء الثقافي يكمن في تحسين الجودة و التنمية المستمرة التي أساسها الفرد لا سيما الشباب الأكثر قدرة على الحركة وإيجاد حالة من التفاعل الحقيقي.

وكان واضحاً حرص فئة كبيرة من الشباب على مواكبة المعرفة التي تتنوع أجزاء ثقافتها في القراءة والتعلم والتدريب. وكان واضحاً أيضاً أن التدريب هو أكثر الاتجاهات عند الشباب، إضافة إلى تعلم لغات متنوعة، حرصاً على المعرفة والنهوض بالحركة الوطنية الثقافية، ونشرها حول العالم.

*هل لاحظت خلال دراساتك توجهاً معيناً للشباب تجاه القراءة، ومن ثم رصد اتجاهاتهم؟

** الربط بين توجهات الشباب نحو القراءة يتمحور حول الكتب المعرفية و الفكرية التي تأخذ الطابع المعاصر. ولا أخفيك أنه كان واضحاً أن هناك إنتاجا أجنبيا مترجما ، وأيضا الكتب العربية المهمة.

ولاحظت أن الروايات العالمية المترجمة والأخرى العربية تحظى بجانب مهم لدى الشباب. وأرى ذلك طبيعياً، لتنشيط الفكرة والخيال لديهم. لكن كانت عمليات الرصد تأخذ نسباً مختلفة وفقا للسن والحالة التعليمية والتطلعات والتوجهات الخاصة بكل فئة.

*ما تقييمك للمشهد الثقافي الحالي بالدولة؟

**الإنتاج الثقافي يأخذ أبعاداً عديدة ، وهذا يمكن ملامسته عبر "الانترنت" والإصدارات العلمية والأدبية، وتوفر الوسائل التي تعين المتلقي على القراءة والمتابعة والتفاعل.

 والذي نحن بحاجة إليه هو الإنتاج العملي والأدبي الذي يلتقط الظواهر ويفككها وفق قواعد وأخلاقيات العمل الثقافي، وليس عبر الرد المتعصب والفوري الذي من شأنه أن يمزق العقل العربي ونسيجه الاجتماعي.

لهذا فمن الواجب أن يكون هناك اسهام ودور لأصحاب القرار الثقافي، لتعزيز الإنتاج المعرفي وتقوية عناصره و تطويره والأخذ به للنشر والتوزيع والتفاعل من أجل بيئة ثقافية صحية للأجيال وسلامة الوطن.

كشف المواهب

* هل ترين أن هناك إقبالا من جانب الشباب على التأليف وكذا الفعاليات الثقافية التي تثري وجدانهم، وتنمي معارفهم؟

**هناك دور فعال يقوم به الشباب في مجال الكتابة وممارسة الفنون، ولكن هذا يجب أن تكون له حاضنة معرفية تسعى إلى تنمية القدرات وتوفير دوافع الاستمرار.

وإن كانت هناك ممارسة فعلية للتأليف والفنون، فإنها بحاجة إلى تعزيز و كشف للمواهب و إعطائها الفرصة الأكثر ضماناً، لترى النور.

ونحن بحاجة إلى التوسع في دائرة تشجيع الشباب على إنتاج البحوث والكتابة وممارسة الفنون، لأن ما يربط الثقافة هو الحركة، وهي هنا القاعدة الأساسية للتنمية المعرفية.

محورية القراءة

*تذهب العديد من الإحصاءات إلى تراجع مستوى القراءة في أوساط الشباب، فمن خلال دراساتك، ما أسباب هذه الظاهرة؟ وكيف يمكن التغلب عليها؟

**القراءة عملية نسبية، لا ثابت، ولا مطلق لها، وتتغير من دولة إلى أخرى. وعلى عكس ما ذهب السؤال ، فمن خلال الاعلام الرقمي ووسائل التواصل والاتصال، أرى أن نسبة كبيرة من الشباب تحرص على القراءة، وتفسير ذلك انتشار وظهور دور النشر، إلى جانب معارض الكتب.

والقراءة حركة مستمرة من جيل إلى آخر، وهناك حلقات تواصل بين فئات الشباب حول الكتب والقراءة. وهذا مؤشر يجعلني أقول إنه بدلاً من معرفة أسباب الظاهرة، فإنه يجب الوقوف عندها، والعمل على تعزيزها.

مساحة إعلانية