رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

506

"الهلال القطري" ينعي طبيبه صالح الحسن شهيد الواجب في سوريا

26 أغسطس 2014 , 06:28م
alsharq
الدوحة - بوابة الشرق

نعى الهلال الأحمر القطري مساء أمس أحد متطوعيه في سوريا، وهو الدكتور صالح الحسن (35) عاما ، الذي استشهد خلال تأديته عمل في مستشفى الطبقة في سوريا.

وفي هذا الإطار ناشد الهلال الأحمر القطري كافة الجهات المعنية في سوريا ضرورة احترام اتفاقيات جنيف والقانون الدولي الإنساني، الذي يوفر الحماية لمجموعة واسعة من الأشخاص والممتلكات أثناء النـزاعات المسلحة. وهناك فئات أخرى محمية بموجب القانون الدولي الإنساني ممن يتمتعون بالحماية في الحرب وهم كل الأشخاص المشمولين بالحماية بموجب قانون المعاهدات والقانون الدولي الإنساني العرفي، وإذا كانت أحكام القانون تشير بالتحديد إلى المرضى والجرحى والمنكوبين في البحار والأسرى والمدنيين الذين لا يشاركون مباشرة في الأعمال الحربية، فإنها تشمل فئات أخرى من الأشخاص مثل العاملين في الخدمات الطبية والعاملين في المجال الإنساني.

وتجدر الإشارة إلى أنَّ د. صالح الحسن منسق مستشفى تل أبيض الجراحي ، تخرج من كلية الطب جامعة حلب، ثم تابع اختصاصه في الجراحة العامة وأنهى الاختصاص ثم بدأ بالتخصص الفرعي في جراحة القلب.

وقد استشهد د. الحسن مساء السبت 23 أغسطس الجاري في مستشفى الطبقة الوطني، حيث كان قد التحق به متطوعا قادما من مستشفى تل أبيض من أجل تعزيز الفرق الطبية العاملة بالمستشفى ومؤازرة زملائه في المستشفى، وظل يعالج الجرحى هناك واستطاع إنقاذ أرواح العديد من السكان، إلى أن قدم روحه في سبيل قضيته الإنسانية التي آمن بها ورسخ وقته وجهده من أجلها، فقدم مثالا يحتذى في العطاء والبذل والتضحية.

الجدير بالذكر أنه عند افتتاح مستشفى الهلال الأحمر القطري في تل أبيض، كان الطبيب الشهيد من أوائل الجراحين الذين ساهموا في تأسيسه والعمل به، وعندما تسلم الدكتور الشهيد إدارة المستشفى، كان يحث زملاءه من الأطباء والممرضين والفنيين على العمل بجد ونشاط ويذكرهم بأن المرضى هم أهلنا وأن خدمتهم واجب ديني وأخلاقي، فكان قدوة لباقي الأطباء في الالتزام والتفاني في العمل، وفي كل مرة كانت تشتد فيها وتيرة الأحداث في المنطقة، كان د. الحسن ومرافقوه يواصلون الليل بالنهار في العمل داخل المستشفى لحين انتهاء الاشتباكات.

وعلى المستوى الشخصي، كان د. الحسن يتميز بابتسامة رائعة وخفة دم تعبر عن الأمل الذي ينتظره الكثير من السوريين المتضررين من الأحداث التي تشهدها سوريا منذ ما يزيد عن ثلاث سنوات.

إستنكار للحادثة المؤلمة

ومن جانبه، قال صالح بن علي المهندي الأمين العام للهلال الأحمر القطري أن الهلال يأسف ويستنكر الحادثة المؤلمة التي أدت إلى استشهاد د. الحسن وعدد من أفراد الطواقم الطبية المرافقة له بالمستشفى، كما نوه إلى أن هذه هي الحادثة الثانية التي يلقى فها أحد طواقم الهلال الأحمر القطري الطبية مصرعه أثناء تأدية واجبه المهني والإنساني، في إشارة إلى الشهيد الدكتور ليث أبو الوليد (23 عاما)، الذي وافته المنية يوم الأحد 8 ديسمبر 2013 (كان الدكتور أبو الوليد أحد الأطباء المتطوعين مع الهلال الأحمر القطري، وكان له دور متميز في تنفيذ برنامج المراقبة على حملة تطعيم شلل الأطفال، وقد وافته المنية بعد أن أكمل مهمته في ذلك اليوم وعاد إلى منزله لقضاء بعض الوقت مع أهله، حيث قرر الخروج والعودة إلى مقر الوحدة الطبية التي يعمل بها، وهنا باغتته نيران الاشتباكات فأردته قتيلا).

وأشار المهندي إلى أن الحركة الإنسانية الدولية أطلقت دعوة يوم 19 أغسطس الجاري إلى احترام العاملين في المجال الإنساني، حيث أشارت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان صحفي لها إلى أن "إجمالي من لقوا مصرعهم من متطوعين وموظفين في الهلال الأحمر العربي السوري بلغ 38 بالإضافة إلى 7 متطوعين وموظفين في الهلال الأحمر الفلسطيني وذلك منذ بداية الأحداث السورية". وأوضح البيان أن معظم من قتلوا أو أسروا كانوا يؤدون أنشطة إنسانية وكانوا جميعا يبرزون بوضوح شارة الهلال الأحمر التي تحظى بالحماية بموجب القانون الدولي الإنساني.

اليوم العالمي الإنساني

يذكر أن اللجنة الدولية أصدرت هذا البيان بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني الموافق 19 أغسطس، وأكدت فيه على مناشدة كافة الأطراف المنخرطة في النزاع الدائر في سوريا الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني واحترام أفراد طواقم الهلال الأحمر والصليب الأحمر العاملين في مجال الإغاثة الإنسانية من خلال ضمان وصولهم على نحو آمن ودون قيود إلى من يعانون من آثار النزاع.

وألمح المهندي إلى مفارقة أن ذكرى مناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني تتزامن مع الفترة التي لقي فيها د. الحسن مصرعه.

الجدير بالذكر أن مناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني التي أطلقتها وأعلنت عنها الجمعية العامة هو يوم لتكريم من يواجهون الأخطار والمحن من أجل مساعدة الآخرين، وهو يوافق الذكرى السنوية لتفجير مقر الأمم المتحدة في العاصمة العراقية بغداد عام 2003. ويعد اليوم العالمي للعمل الإنساني أيضا فرصة للاحتفاء بالروح التي تلهم العمل الإنساني في جميع أنحاء العالم.

كذلك أشار المهندي إلى مشروع "الرعاية الصحية في خطر" الذي أطلق بمبادرة من اللجنة الدولية بهدف التصدي للعواقب الوخيمة واسعة النطاق الناجمة عن الأعمال المخالفة للقانون والعنيفة أحيانا التي تعيق تقديم الرعاية الصحية، والمشكلة المحددة التي يعالجها هذا المشروع، الذي يمتد خلال الفترة 2011- 2015، هي أعمال العنف ضد العاملين في مجال الصحة ومرافق الرعاية الصحية والمستفيدين من خدماتها، وهي تعد من أكثر التحديات الإنسانية التي يواجهها العالم اليوم خطورة، إلا أننا نجد في أحيان كثيرة تجاهلا تاما لهذه المشكلة.

مساحة إعلانية