رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

160

مشاركة دولة قطر في قمة العشرين بجنوب إفريقيا.. دور رائد في إحلال السلام والتنمية بالعالم

22 نوفمبر 2025 , 10:40ص
alsharq
الدوحة - قنا

يشارك حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى -حفظه الله- في قمة مجموعة العشرين، المقرر عقدها في مدينة جوهانسبرغ في وقت لاحق اليوم، بعد تلقيه رسالة خطية من فخامة الرئيس سيريل رامافوزا، رئيس جمهورية جنوب إفريقيا، تضمنت دعوة سموه للمشاركة في القمة.

وتعكس هذه المشاركة الدور البارز لدولة قطر على الساحة الدولية، سواء في مجالات الوساطة وتسوية النزاعات وتعزيز السلام، أو في قطاع الأمن الطاقي، لا سيما الغاز الطبيعي، حيث رسخت مكانتها كطرف موثوق بفضل سياسات استراتيجية مدروسة ونهج دبلوماسي متوازن.

وكان صاحب السمو قد شارك العام الماضي في القمة التاسعة عشرة لمجموعة العشرين 2024، التي انعقدت في مدينة ريو دي جانيرو بالبرازيل، تحت شعار "بناء عالم عادل وكوكب مستدام"، وحظيت مشاركة سموه باهتمام بالغ عكس مكانة دولة قطر وتقدير دورها الإيجابي الفعال على الساحتين الإقليمية والدولية، وإسهامها المتواصل من أجل السلام والتنمية وخدمة قضايا الشعوب في العالم.

    وتأسست مجموعة العشرين في عام 1999 بعد الأزمة المالية الآسيوية التي حدثت في الفترة 1997 - 1998 كمنتدى غير رسمي لوزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية في أهم الاقتصادات الصناعية والنامية لمناقشة الاستقرار الاقتصادي والمالي الدولي، وركز المنتدى في البداية بشكل كبير على القضايا الاقتصادية الكلية العامة، لكنه وسع جدول أعماله منذ ذلك الحين ليشمل التجارة وتغير المناخ والتنمية المستدامة والصحة والزراعة والطاقة والبيئة ومكافحة الفساد.

  ويضم المنتدى 19 دولة، هي: "الأرجنتين وأستراليا والبرازيل وكندا والصين وفرنسا وألمانيا والهند وإندونيسيا وإيطاليا واليابان وكوريا الجنوبية والمكسيك وروسيا والمملكة العربية السعودية وجنوب إفريقيا وتركيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة"، بالإضافة إلى الاتحادين الأوروبي والإفريقي.

ويمثل أعضاء مجموعة العشرين حوالي 85% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وأكثر من 75% من التجارة العالمية، وحوالي ثلثي سكان العالم.

وتؤكد مشاركة دولة قطر للمرة الثانية تواليا في القمة العالمية اعترافا دوليا بأهمية دورها المتنامي على الصعيدين الإقليمي والدولي تجاه القضايا المهمة على المستويات الأمنية والسياسية والاقتصادية، حيث تنخرط الدوحة بجدية في عدد من الملفات ذات البعد الاستراتيجي على المستوى العالمي.

  ولعل إشادة المجتمع الدولي بنجاح دولة قطر والدول الأخرى المعنية في الوصول لاتفاق إنهاء الحرب في قطاع غزة، تمثل شهادة رفيعة لقيادة دولة قطر الحكيمة ومساعيها لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

وتقوم دولة قطر بدور محوري في دعم الجهود الدولية المتعددة الأطراف لإنهاء الصراعات المختلفة، بما يؤكد تمسكها بالنهج الذي دأبت على اتباعه بكل إخلاص ومصداقية، إذ تتبنى مبدأ حل النزاعات بالوسائل السلمية والحوار والدبلوماسية الوقائية والوساطة والمساعي الحميدة كأولوية في سياستها الخارجية، ويعتبر ذلك التزاما دستوريا لدولة قطر.

ولا شك أن مشاركة دولة قطر في قمة مجموعة العشرين ستكون إضافة مهمة لجدول أعمالها الاقتصادي، إذ إن دولة قطر تعد لاعبا عالميا رئيسيا في سوق الطاقة العالمي بالنظر إلى احتياطياتها الضخمة من الغاز الطبيعي، فهي تمتلك ثالث أكبر احتياطيات في العالم، ومن أهم المصدرين للغاز بفضل أسطول سفن تصدير الغاز الذي تملكه بالإضافة إلى خبراتها في التنقيب واستثمار إنتاج الغاز.

وعلى المسار ذاته، تعزز دولة قطر جهودها المتواصلة لتحقيق التنوع الاقتصادي وجذب الاستثمارات الخارجية بالتزامن مع تطوير بنية تحتية متقدمة من المطارات والموانئ والطرق والجسور والأنفاق والمرافق المتنوعة، ودعم الابتكار والإبداع والتطور التكنولوجي واعتماد أحدث أساليب الذكاء الصناعي، واتباع متطلبات الأمن السيبراني في حماية أمنها، وهي بذلك تمثل نموذجا يحتذى به عالميا في تطلعاتها وأهدافها.

ومن حيث المنتديات العالمية والأنشطة الدولية، فإن الدوحة دأبت على استضافة أبرز الفعاليات الدولية السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية والرياضية وأهمها كأس العالم FIFA قطر 2022، جنبا إلى جنب مع تنظيم منتديات اقتصادية عالمية لتعزيز الحوار والتعاون، مثل "منتدى قطر الاقتصادي" السنوي كمنصة مهمة تجمع القادة الاقتصاديين العالميين لمناقشة التحديات وصياغة الحلول، بما يهدف إلى تعزيز مكانتها كشريك موثوق به في مجال الطاقة والدبلوماسية.

وفي مطلع شهر نوفمبر الجاري، تفضل حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، فشمل برعايته الكريمة افتتاح مؤتمر القمة العالمي الثاني للتنمية الاجتماعية، الذي انعقد لمواجهة التحديات المشتركة التي تواجهها البشرية جمعاء مثل قضايا البيئة والمناخ والفقر واللجوء وحقوق الإنسان.

وشدد حضرة صاحب السمو، خلال خطابه الافتتاحي للقمة، على الحاجة إلى ترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الدول في إعلان كوبنهاغن 1995 إلى واقع ملموس، وذلك من خلال معالجة الثغرات في تنفيذ تلك الالتزامات، ومنح الأولوية للحلول المبتكرة والشراكات الفعالة والمثابرة في تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030، وأشار سموه إلى "إعلان الدوحة"، الذي تم اعتماده في هذه القمة، بما مثله من ثمرة عمل جاد ودؤوب ومشاورات مكثفة انعقدت سابقا في نيويورك، وبما يشكله من وثيقة طموحة لتحقيق التنمية الاجتماعية المنشودة.

إن كل الجهود والأدوار الإقليمية والدولية على المستويين السياسي والاقتصادي التي تلعبها دولة قطر على مختلف الأصعدة والمحافل، والمسيرة الحافلة للدبلوماسية المرنة والناجحة التي تتبعها القيادة، جعلت دولة قطر في مصاف الدول المحورية ذات الاستراتيجية المحترمة التي تحظى بتقدير المجتمع الدولي.

 

مساحة إعلانية