رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

6289

د. عمر عبد الكافي: الإرادة حجر الزاوية لفعل الخير ونفع الغير

26 يونيو 2015 , 04:45م
alsharq
محمد الأخضر

قال الداعية الإسلامي الدكتور عمر عبد الكافي أن الإرادة هي حجر الزاوية لفعل وعمل الخير ونفع الغير، والمتدبر في كلام الله عز وجل يجد أن مسألة الإرادة واضحة المعالم في كتب الله عز وجل، وفي أكثر من موضع، حيث جعل الله سبحانه وتعالى مسألة الخُلُق قبل التعليم، فبدون الخُلُق لا يستقيم العلم ويبلغ مراده، ويكون كالسفينة بلا دَفَّة توجهها وسط الأمواج.

وبيّن خلال محاضرة له ضمن فعاليات مهرجان "بشائر الرحمة" الذي تنظمه مؤسسة الشيخ ثاني بن عبد الله للخدمات الإنسانية "راف"، بَيّن الفرق بين الشعائر والشرائع الدينية، فالأولى هي العبادات ومكانها المسجد أو مجالس العلم كالصلاة والزكاة وغيرها، اما الشرائع فهي التي تعم العالم كله وأولها الخُلُق.

وأضاف: تعدد آيات العبادات في القرآن تجد أنها تقريباً 130 آية، في حين يصل عدد آيات الخُلُق إلى 1504 آية، وبحسبة بسيطة يتضح أن آيات الخلق بالتقريب ربع آيات كتاب الله، ومن ضمن مبادئ حسن الخُلُق، أن تلقى أخاك بوجه طلق، كما أخبرنا المصطفى صلى الله عليه وسلم، فالإنسان بسّام المحيا يمتلك أول إرادة من إرادات الخُلُق.

الأخلاق فرائض لا فضائل

واسترسل الدكتور عبد الكافي متحدثاً عن الإرادة الثانية في سبيل تعير الخُلُق فقال: الإرادة الثانية مفادها أن الإنسان يجب أن يعلم أن الأخلاق في الإسلام فرائض لا فضائل، فذو الخُلُق القويم لا يتفضل على أخيه بطيب خُلُقه وحسن معاملته بل هو فرض في شريعة الإسلام. ومن حسن الخُلُق والأدب ألا يركز الإنسان على انتقاد سلوك غيره، وأن يتجنب التسرع في إطلاق الأحكام، فكلنا عورات وللناس ألسن.

إرادة الخُلُق تبدأ من البيت

ونصح الداعية كل من يريد أن يُغير خُلُقه إلى الأفضل، أن يبدأ صفحة جديدة في بيته أولاً، وأن يُحسن معاملة زوجته وأولاده، وأمه وأبيه، فمن غير المفهوم أن يكون الرجل بسّاماً ضحاكاً مع رفقائه خارج البيت، وحينما تطأ قدميه عتبة بيته تجده عابساً متجهماً، لا يقول الكلام الطيب لأهله، بل يَنْقم ويغضب لكل شيء.

وأضاف: يجب أن نأخذ رسول الله قدوة حسنة، وننظر كيف كان يعامل أهله وزوجاته رضوان الله عليهم، وكيف كان يلاعبهم ويلاطفهم ويقوم على خدمتهم وتولي أمورهم.

العزيمة قرينة الإرادة

وشدد الدكتور عبد الكافي على أن إرادة الأخلاق تحتاج إلى عزيمة وصبر، وأن يظل الإنسان يسعى إلى تحقيق مراده في الخير ويحاول المرة بعد المرة دون يأس، وأن يتيقن أن الله لا يضيع أجر العاملين.

واستطرد قائلاً: في مسألة الخُلُق، يجب أن يكون الإنسان حليماً بطيء الغضب، وإذا حضر موقفاً يستدعي الغضب، يسأل نفسه، لو أن الرسول مكاني، ماذا كان يصنع صلى الله عليه وسلم؟ حينها سيعود الإنسان إلى عقله ورشده متأسياً بخُلُق النبي الكريم، الذي كان أبر الناس بأهله، وأن الله أرسله ليتمم مكارم الاخلاق، حيث يقول الله تعالى في سورة الجمعة "هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ"، صدق الله العظيم.

وأضاف: على الإنسان أن يفهم طبيعته الفكرية ويتجنب ما يغضبه ويثير حنقه، والإنسان سريع الغضب يجب عليه إذا أحس بعضبه أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، وأن يتوضأ ويصلي ويذكر الله، وأن يترك ويبتعد عن مسببات الغضب أينما كانت، إلى أن يهدأ ويعود لرشده، ومن ثم يُحكم خلقه وعقله في حل المشكلات، وهذه هي إرادة تغيير الخُلُق.

دعوة إلى تدبر كتاب الله

وفي ختام محاضرته، دعا الدكتور عمر عبد الكافي، إلى ضرورة استغلال هذا الشهر الكريم في إرادة التعامل مع كتاب الله عز وجل، وأن نقرأه بتدبر ووعي لآياته، وأن يتبع كل منا آلية معينة لفهم الآيات القرآنية، كأن يُدوِّن الأوامر والنواهي والأحكام والعبر والقصص في مفكرة، وأن يحاسب نفسه، هل اتبع ما أمر الله به وانتهى عما نهى عنه؟ وأن يَخُط لنفسه خطة زمنية لتطبيق ما يقرأ ويتدبر من كتاب الله في حياته وعمله حتى يمتلك إرادة قوية يُغير بها خُلُقه إلى الأفضل بإذن الله تعالى.

مساحة إعلانية