رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

1301

قطر والكويت.. محطات مضيئة من التعاون والتآزر

26 فبراير 2021 , 07:00ص
alsharq
الدوحة – الشرق

تتميز العلاقات القطرية الكويتية بالتاريخ المشترك والمصير الواحد، مما جعلها تحقق أعلى درجات التوافق والانسجام في إطار الروابط الوثيقة والمتميزة التي تربط بين البلدين الشقيقين بفضل رعاية وحكمة قيادة البلدين وحرصهما الدائم على تعزيز وتدعيم أواصر العلاقات الأخوية بين البلدين. وعرف التعاون المشترك بين البلدين تطوراً على كافة المستويات السياسية والاقتصادية، فضلاً عن الرؤى المشتركة حول الملفات الإقليمية والدولية، إلى جانب تبادل الجانبين الزيارات بشكل دائم على أعلى المستويات.

علاقات تاريخية

تعود العلاقة القطرية الكويتية إلى ما قبل القرن السادس عشر، وليس فقط في إطار العلاقات الرسمية كما هو معروف في العلاقات الدولية. وتتواصل العلاقات وتترسخ بجهود مستمرة من البلدين تجسدت في الزيارات المتبادلة والمشاورات المتواصلة وتبادل وجهات نظر حول مستقبل البلدين الشقيقين والقضايا ذات الاهتمام المشترك، وبالتالي فالعلاقات متينة ومتجذرة وامتدادها كبير لأبعد الحدود وإقامتها يسبق سبعينيات القرن الماضي، أي قبل تاريخ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، فضلاً عن الارتباط الوثيق في العادات والتقاليد.

ولا شك أن الدور الكويتي الحكيم في الأزمة الخليجية واحد من أبرز مظاهر متانة العلاقة وأهمية الروابط الخليجية والذي تجسد في إطلاق الوساطة الكويتية لاحتواء الأزمة وتداعياتها لإنقاذ مسيرة مجلس التعاون، إنما يعكس أيضا حرص القيادة الكويتية على الحفاظ على البيت الخليجي، باعتباره المعبر نحو تحقيق طموحات شعوبه.

واعترافاً وتقديراً لهذا الدور، دشنت دولة قطر محور طريق أمير دولة الكويت الراحل صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح - طيب الله ثراه، تقديرا لمواقف سموه وجهوده التي تواصلت حفاظا على أمن واستقرار المنطقة ولم الشمل الخليجي، فالعلاقات الكويتية ـ القطرية امتدت تاريخيا وترسخت عبر سنوات طويلة ومرت بمحطات بارزة أسهمت في ترسيخ التواصل سواء على المستوى الثنائي أو من خلال المنظمات الإقليمية والدولية ولاسيما عبر مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

اللجنة العليا المشتركة

وفي إطار الجهود المتواصلة لتعزيز التعاون وتقوية الشراكة في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والتعاون في المجال العسكري والأمني والتعليم والسياحة والفن تم تأسيس لجنة عليا مشتركة في 18 يونيو عام 2002 من أجل خلق توأمة بين البلدين الشقيقين تغطي كافة مناحي التعاون والبحث عن آفاق ارحب للتأخي.

وقد اجتمعت اللجنة العليا المشتركة في خمس دورات، وأنجزت العديد من الاتفاقات ومذكرات التفاهم والبرامج المشتركة، وكان آخر اجتماع عبر تقنية الاتصال المرئي في شهر نوفمبر العام الماضي 2020، حيث تم التوقيع على 5 مذكرات تفاهم لتعزيز التعاون المشترك، وتضمّنت مذكرات التفاهم: التعاون في مجال تشجيع الاستثمار المُباشر، وفي مجال شؤون الخدمة المدنية والتنمية الإدارية، وفي مجال الشؤون الإسلامية بين البلدين، ومُذكرة تفاهم للتعاون في المجالات الزراعية المختلفة، وأخرى بشأن التعاون في مجالات تحسين أعمال تنفيذ وإنشاء وصيانة الطرق، بالإضافة إلى محضر اجتماع الدورة الخامسة للجنة العليا المُشتركة للتعاون بين الدولتين.

التبادل التجاري

حقق التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين نمواً كبيراً في السنوات الأخيرة، خصوصا في السنوات الثلاث الماضية، حيث بلغ حجم التبادل التجاري في عام 2019 نحو 4.02 مليار ريال مقابل نحو 2.32 مليار ريال في عام 2016 ولعب الخط الملاحي الذي كان قد تم تدشينه بين ميناء حمد وميناء الشويخ الكويتي في أغسطس من عام 2017، دورا محوريا في مضاعفة حجم التبادل التجاري، ووفر خدمة مثالية في نقل البضائع، خاصة المواد الغذائية وغيرها من وإلى قطر بشكل منتظم.

ولم تقتصر العلاقات الاقتصادية القطرية الكويتية على الجانب الرسمي فقط، بل تعدته إلى شراكة ناجحة ومتميزة بين القطاع الخاص في كلا البلدين. واستكمالاً لمنظومة العلاقات المتميزة بين الشعبين الشقيقين تم الإعلان في ديسمبر 1995 عن قرار السماح للمواطنين القطريين والكويتيين بحرية التنقل والسفر من وإلى البلدين في جميع المنافذ البحرية والجوية والبرية بموجب البطاقة المدنية.

وقد تم توقيع اتفاقية مهمة بين قطر للبترول ومؤسسة البترول الكويتية لتوريد ما يصل إلى 3 ملايين طن من الغاز الطبيعي المسال سنويا إلى الكويت، وتبلغ مدتها 15 عاما، حيث سيبدأ وصول الشحنات إلى ميناء الزور الكويتي في عام 2022.

ويصل حجم الاستثمارات القطرية في الكويت إلى 40%، ويتوقع أن ترتفع أكثر خلال السنوات القليلة القادمة، حيث إن تكنولوجيا المعلومات وتطوير البرامج والخدمات اللوجستية وخدمات التخزين والسياحة والفنادق والترفيه من أكثر القطاعات التي يمكن أن تشهد نموا في الاستثمارات بين البلدين، وفي ظل العلاقات المتينة والتفاهمات بين البلدين من المنتظر أن تشهد الفترة المقبلة نشاطاً أكبر في العلاقات الاقتصادية ومزيداً من التعاون بين رجال الأعمال القطريين والكويتيين، كما ستشهد الاتفاقات ومذكرات التفاهم التي تم توقيعها في مجال التعاون المشترك، خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية مزيداً من الحركة والتفعيل خلال الفترة المقبلة، خاصة بعد انحسار جائحة كورونا، كما يتوقع انتظام تصدير منتجات وطنية قطرية إلى الكويت خلال الفترة المقبلة، كان قد تم تسجيلها.

التعليم والبحث العلمي

ويمثل التعاون العلمي إحدى الركائز المهمة ضمن مجالات التعاون، خصوصاً في السنوات الأخيرة، حيث أتاحت المنح التعليمية المتبادلة بين البلدين فرصاً عديدة للكثير من طلبة الكويت للدراسة في العديد من أفرع أفضل الجامعات العالمية التي تم افتتاحها في دولة قطر. وتم تجديد اتفاقية التعاون في مجال التعليم العالي والبحث العلمي فقد صدر قرار من وزارة التعليم العالي في دولة الكويت تضمن الموافقة على إيفاد أي طالب كويتي حصل على قبول من إحدى جامعات مؤسسة قطر التعليمية تقديراً لتميز الجامعات في قطر.

كما بلغ عدد المنتسبين من الطلبة الضباط الدارسين بكلية أحمد بن محمد (41) طالب ضابط من منتسبي الرئاسة العامة للحرس الوطني، والمنتسبين في الدورات عددهم (8) من مرتب الجيش الكويتي، حيث تم تخريج (16) مرشح ضابط من منتسبي الرئاسة العامة الحرس الوطني من كلية أحمد بن محمد العسكرية وذلك يوم الخميس الموافق 28 /1/ 2021، كما تم تخريج (4) مرشحي ضابط من منتسبي الجيش الكويتي و(6) من منتسبي الرئاسة العامة للحرس الوطني من كلية الزعيم محمد بن عبدالله العطية الجوية، وذلك يوم الأربعاء الموافق 27 /1/ 2021. هذا بالإضافة إلى مشاركة أعداد كبيرة من مختلف قطاعات القوات العسكرية القطرية في التمارين المشتركة التي تقام في دولة الكويت الشقيقة، وبالمثل تشارك أعداد كبيرة من القوات المسلحة الكويتية في التمارين التي تقام في دولة قطر.

الشركات الكويتية

بلغ عدد الشركات الكويتية التي دخلت السوق القطري بملكية 100% خلال عام 2019 نحو 57 شركة، ليرتفع عدد الشركات الكويتية إلى 170 شركة، مقابل 113 شركة في عام 2018، بينما بلغ عدد الشركات القطرية الكويتية المشتركة العاملة في السوق القطري نحو 656 شركة، وأهم الصادرات القطرية إلى الكويت خلال عام 2019 تمثلت في غازات ونفط وهيدروكربونات غازية أخرى.

ولعل من المهم الإشارة إلى دور القطاع الخاص الكويتي في الاقتصاد القطري والاستثمارات وحجم التبادل التجاري والذي يعكس طبيعة العلاقات المتميزة بين البلدين.

وما حركة الطيران بين البلدين إلا أحد هذه الشواهد على تطور هذه العلاقات التي يحرص البلدان على تعزيزها وتطويرها، حيث بلغ عدد الرحلات التي سيرتها الشركات الوطنية الكويتية وشركة الخطوط الجوية القطرية خلال الفترة من شهر يناير 2019 ولغاية شهر مارس 2020 قبل تفشي جائحة كورونا 13487 رحلة بواقع 237 رحلة أسبوعياً وعدد المسافرين في كلا البلدين بلغ 1886460 مسافراً حتى مارس 2020.

مساحة إعلانية