رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

دين ودنيا

2401

عبده صوفي: التواصِي بالحق والصبر من أسباب النجاة من النار

26 فبراير 2016 , 10:33م
alsharq
الدوحة - الشرق

تناولت خطبة الجمعة في جامع الأخوين سحيم وناصر أبناء الشيخ حمد بن عبدالله بن جاسم آل ثاني "رحمهم الله"، الحديث عن موضوع "تأملات في سورة العصر"، حيث تحدث خطيب الجمعة الشيخ عبده على الصوفي وقال إن الله تعالى أمرنا أن نقرأ القرآن الكريم ونفهم معانيه، ونتدبره لندرك مراميه، فقال سبحانه (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُو الأَلْبَابِ).

ثم تكلم عن سورة العصر وما حوته في طياتها من المعاني الإيمانية والفوائد التربوية، وذكر أن الصحابة الكرام رضي الله عنهم كانوا يقرؤونها إذا التقوا أو افترقوا، حتى قال أحد أئمة الفقه عنْهَا: (لَوْ لَمْ يَنْزِلْ إِلَى النَّاسِ إِلاَّ هِيَ لَكَفَتْهُمْ).

وذكر أن الله تعالى افتتح هذه السورة بالقسم، فقال: (وَالْعَصْرِ) وهو الزمن الذي تقع فيه أعمال بني آدم، وهذا يدل على عظم الوقت وأهميته، وشرف الزمان وعلو قيمته، وقال لقد بيَّنَت السورة الكريمة أن الناس فريقان: فريق يلحقه الخسران، وفريق ناج من الخذلان، فمن وفقه الله تعالى جعل الوقت عونا له في حياته، فأحسن استثماره في اكتساب أمور منها: الإيمان بالله تعالى، قال عز وجل: (إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا)، فالإيمان هو الركن الذي لا غنى عنه للإنسان، وهو أساس الفرح والأمان، وباب السرور والاطمئنان، ولا يقبل الله تعالى من إنسان عملاً، ولا يثبت له أجراً، ما لم يكن عمله نابعاً من الإيمان بالله تعالى، وحقيقته التسليم والخضوع لله عزَّ وجلَّ، وامتثال أمره، والرضَا بقَسَمِه، يقول النبيُ صلى الله عليه وسلم:(ذَاقَ طَعْمَ الإيمانِ مَنْ رَضِيَ بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمَّدٍ رَسُولاً) رواه مسلم.

وذكر أن من الإيمان بالله استثمار الجوارح في عمل الطاعات والقربات، ولذا أردف الله سبحانَه وتعالى عمل الصالحات بعد ذكر الإيمان فقالَ: (إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) والعمل الصالح هو العمل المرضي عند الله تعالى، ولا يكون كذلك إلا إذا توفر فيه إخلاص لله، وأن يكون وفق شرعه.

وذكر أنه لا تكتمل نجاة الإنسان وبعده عن أهل الخسران إلا بالتواصِي بالحق مع أهل الإيمان، قال تعالى: (وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ) والحق هو لزوم العمل بكتاب الله، وامتثال أمره، واجتناب نهيه، فيوصي المرء أهله وأرحامه، وأقاربه وجيرانه، ويدلهم على الطاعات، ويعينهم على فعل الخيرات.

وذكر أن خاتمة صفات أهل النجاة التواصي بالصبر قالَ تعالَى: (وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) والصبر خلق رائق نفيس، ويعني حمل النفس على لزوم الطاعة وكفها عن المعصية واحتمال المصائب، ومن رزق الصبر أعطاه الله خيراً كثيراً، وجعل العسير عليه يسيراً، قال صلى الله عليه وسلم:(وَمَا أُعْطِىَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْراً وَأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ)رواه البخاري.

مساحة إعلانية