رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

195

زيارة الأمير لواشنطن تأكيد جديد على استقلالية سياسة قطر الخارجية

26 فبراير 2015 , 10:39م
alsharq
الدوحة - بوابة الشرق

استقبل الرئيس الأمريكي بارك أوباما أمس الأربعاء، في البيت الأبيض صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، الذي يزور واشنطن للمرة الأولى منذ توليه الحكم في يونيو 2013.

ووصف أوباما العلاقة التي تربط بلاده بقطر بـ "الشراكة المتينة". وعلى الرغم من الأجواء الإيجابية التي ظهرت في المؤتمر الصحفي المشترك للزعيمين، فإنّ وسائل إعلام أمريكية حاولت جاهدة أن تركز الضوء على نقاط التباين، وبخاصة أنّ الدوحة تتبنى نهجاً مستقلاً في سياساتها الخارجية؛ مما يزعج البعض في واشنطن، وكذلك في المنطقة لا سيما إسرائيل.

ومن المعروف أنّ ثمة لوبياً مشتركاً تساهم فيه إسرائيل وبعض الدول العربية يعمل على تشويه صورة قطر في الإعلام الغربي عموماً، والأمريكي بشكل خاص، وكذلك في الكونجرس، وبخاصة بعد التباين مع موقف قطر من الثورات العربية، وموقفها في دعم غزة أثناء الحصار وضد العدوان الإسرائيلي.

وكان لافتاً أنّ الشيخ تميم أراد قبل لقائه الرئيس أوباما، التأكيد على أنه على الرغم من اتفاق البلدين في كثير من المواقف، فإنّ لقطر وجهة نظرها الخاصة في كثيرٍ من قضايا المنطقة وأزماتها، وفي كيفية التعامل معها، وقد فصّلها في مقالٍ له نشرته صحيفة نيويورك تايمز في اليوم ذاته الذي التقى فيه أوباما.

المواقف المشتركة

كما كان متوقعاً، استأثرت بمعظم النقاش الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) والإرهاب عموماً، والوضع في سوريا والعراق وليبيا واليمن، ومفاوضات الملف النووي مع إيران، وعملية التسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وقد فصَّل الزعيمان في مؤتمرهما الصحفي المشترك مواقف بلديهما تجاه تلك القضايا كما يلي:

الزيارة عكست مكانة قطر كشريك دبلوماسي مهم للولايات المتحدة.. ومقال الأمير بنيويورك تايمز أوضح بصراحة نقاط التباين في مواقف البلدين إزاء دعم غزة والثورات العربية

* بالنسبة إلى الحرب على تنظيم "داعش"، نوّه الرئيس أوباما بأهمية الدور الذي تضطلع به قطر ضمن التحالف الدولي، وشدّد على أنّ الطرفين ملتزمان بهزيمة التنظيم في العراق وسوريا.

* وفي الموضوع السوري، تم التأكيد على أنّ البلدين مستمران في دعم المعارضة المعتدلة، وأنهما متفقان على أنه لا يمكن تحقيق الاستقرار في ذلك البلد من دون خروج الأسد "الفاقد للشرعية" من المشهد، مع أنّ أوباما أقر بأنه لا يملك تصوراً لكيفية تحقيق ذلك، وبأنه تبادل أفكاراً مع الأمير تميم حول الموضوع.

* وفي الموضوع العراقي، تم التأكيد على أنّ قطر والولايات المتحدة ملتزمتان بالعمل على توفير الفرص لكل مكونات المجتمع العراقي، من السنة والشيعة والأكراد، للعيش معاً بسلام.

* أما بالنسبة إلى الملفين الليبي واليمني، فقد أشار أوباما إلى أنّ بلاده تسعى للعمل مع كل دول المنطقة لإيجاد حلول سياسية للمشاكل فيهما.

* وفيما يتعلق بالمفاوضات الجارية مع إيران حول ملفها النووي، أوضح أوباما أنه وضع الأمير في صورة هذه المفاوضات، وبأنه أكد له أنّ الهدف المتوخى منها هو أن يكون هنالك آلية يمكن من خلالها التأكد أنّ إيران لن تحصل على فرصة امتلاك سلاح نووي. كما أشار إلى أنّ الولايات المتحدة ستبقى تضغط على إيران لتعديل بعض سياساتها ذات التأثير السلبي في استقرار المنطقة، مؤكداً أنّ ذلك سيكون عبر الوسائل الدبلوماسية.

الرئيس أوباما يؤكد أهمية الدور الذي تضطلع به قطر ضمن التحالف الدولي ضد داعش.. والزيارة أكدت أن قطر والولايات المتحدة ملتزمتان بالعمل على توفير الفرص لكل مكونات المجتمع العراقي

ومن المعروف أنّ قطر كانت من أوائل دول الخليج التي دعت لاتباع سياسة الحوار مع إيران، وقامت بذلك فعلاً. ومنذ أن نشب الخلاف معها حول دور إيران في سوريا مع بدء الثورة، حاولت أن تحصر خلافها معها في قضية سوريا.

* أوضح أوباما بأنّ الولايات المتحدة تريد أن ترى ظروفاً في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بحيث يكون الأمن والسلام هما السائدان فيهما، وأن تكون هناك فرص للناس، وخصوصاً الشباب، للتعليم والعمل والولوج إلى عالم الاقتصاد الحديث، منوهاً بالنموذج القطري في هذا السياق.

ترتيب الأولويات

وعلى الرغم من أجواء "التوافق" التي سادت المؤتمر الصحفي المشترك، بدا من الواضح أنّ ثمة تبايناً في ترتيب الأولويات وأساليب التعامل معها بين الطرفين؛ ففي مقاله في جريدة نيويورك تايمز بعنوان "رسالة قطر إلى أوباما"، أكد سمو الشيخ تميم بأنّ "الحلول العسكرية غير كافية لدحر الإرهاب ومواجهة التحديات الإستراتيجية الهائلة التي تواجه الشرق الأوسط والعالم"، بل حثّ على ضرورة وضع الإرهاب ضمن سياقه الاجتماعي والسياسي والاقتصادي بما يسمح بمعالجة الظاهرة من جذورها وليس مظاهرها فحسب، إذ قال: "الرصاص والقنابل وحدهما لن يكسبا الحرب على الإرهاب.. معالجة أسباب الإرهاب تتطلب مقاربة أعمق، وأطول مدى، وأكثر إستراتيجية. ستتطلب من القادة السياسيين أن يكون لديهم الشجاعة للتفاوض على حلول تعددية وشاملة، وتقاسم السلطة لحل النزاعات الإقليمية. وسوف تتطلب أن يحاسب الطغاة".

وأشار إلى أنه "يعلم أنّ كثيرين في الغرب ينظرون إلى التهديد الإرهابي ويقولون بأنّ المشكلة هي الإسلام. ولكني، بوصفي مسلماً، يمكنني أن أقول لكم إنّ المشكلة ليست في الإسلام، بل في حالة اليأس الذي ينتشر في مخيمات اللاجئين السوريين والفلسطينيين، وفي المدن والقرى التي أنهكتها الحروب في سوريا والعراق واليمن وليبيا وغزة. إنه اليأس الذي نراه في أفقر الأحياء في المدن الأوروبية الكبيرة، بل حتى في الولايات المتحدة". وهي المعاني ذاتها التي سبق أن عبّر عنها أوباما خلال قمة "مكافحة التطرف العنيف" التي استضافها البيت الأبيض في الفترة 18 — 20 فبراير 2015، مع أنها بقيت في إطار الأقوال ولم تتحول إلى سياسات.

وشدّد الأمير تميم على أنّ "حربنا على الإرهاب، في بعض الحالات، تساعد في الحفاظ على الديكتاتوريات الملطخة أيديها بالدماء، التي ساهمت في صعود هذه الحركات الإرهابية. نعتقد أنّ المعركة ضد التطرف العنيف ستنجح فقط إذا اقتنع الناس في المنطقة بأننا ملتزمون بإنهاء الأنظمة الاستبدادية مثل نظام بشار الأسد، الذي يقوم بارتكاب إبادة ضد شعبه".

والمطلوب، حسب رأي الأمير، "أن يكون ثمة جهد أمريكي — عربي لإيجاد حلٍ سياسي في سوريا". وهنا بدا واضحاً اختلاف الموقف القطري مع النهج الذي تتبعه إدارة الرئيس أوباما، والذي ما زال يصر على أنّ الأولوية ينبغي أن تكون للقضاء على تنظيم "داعش"، وبأنّ مصير الأسد ونظامه مؤجلان إلى ما بعد تحقق ذلك.

وختم الأمير مقاله بأنه ما لم يحقق الشباب العربي آماله وطموحاته في الحرية والعدالة والكرامة والأمن الاقتصادي، وهي القيم التي أطلقتها ثورات "الربيع العربي"، وما لم تكن هناك حلول للعنف في سوريا والعراق، فضلاً عن الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، فإنّ التطرف سيعيد إنتاج نفسه.

نقاط التباين بين قطر والولايات المتحدة

تتعرض قطر منذ سنوات لحملة إعلامية وسياسية في واشنطن من قبل بعض الأطراف المحسوبة على اللوبي الإسرائيلي وحلفائه في اليمين الأمريكي، وبتحريضٍ من بعض الدول العربية المستاءة من المواقف القطرية المؤيدة لحقوق الشعوب في الحرية والكرامة، ولنهجها المستقل في السياسة الخارجية.

وتتمثل أهم نقاط الحملة على قطر بما يلي:

* وجود علاقات مزعومة لقطر بجماعات متطرفة، مثل فرع تنظيم القاعدة في سوريا (جبهة النصرة) وتشكيلات إسلامية أخرى مقاتلة في سوريا وليبيا، فضلاً عن حركة طالبان الأفغانية. وإذ لا تنكر قطر احتفاظها بقنوات اتصال مع بعض الجماعات الإسلامية بما يسمح لها بالقيام بدور الوساطة التي أثمرت في مناسبات عديدة إنقاذ حياة العديد من الرهائن والمختطفين، فإنّها تنفي قطعياً تقديم أي دعمٍ لجبهة النصرة أو غيرها من الجماعات المتطرفة. كما أنها مارست دور الوسيط في المفاوضات بين الولايات المتحدة وطالبان وبطلب من واشنطن، فضلاً عن وساطتها العام الماضي للإفراج عن جندي أمريكي كانت تحتجزه الحركة مقابل خمسة من قادة طالبان كانوا محتجزين في سجن جوانتنامو.

* سماح قطر بوجود رسمي لقيادة حركة حماس على أراضيها ودعمها المستمر لسكان قطاع غزة المحاصر؛ فبحسب ناقديها، دعمت قطر التيارات الإسلامية، وبخاصة الإخوان المسلمين في كل من تونس ومصر وليبيا خلال ثورات الربيع العربي، وتستضيف عدداً من قادة الإخوان المسلمين المصريين المطاردين من قبل النظام العسكري بعد انقلاب صيف 2013 على الرئيس محمد مرسي.

وإذ لا ترى الدوحة حماس "حركة إرهابية" كي ترفض استضافتها، فإنها في المقابل لا تستضيف الإخوان بوصفهم ينتمون إلى تيار الإسلام السياسي، وإنما تفسح المجال لإيواء لاجئين سياسيين مضطهدين ومستهدفين بالقمع في بلدانهم من شتى التيارات الفكرية والسياسية. ومع ذلك، أوضحت أنّ المنفى السياسي مشروط بعدم ممارسة نشاط سياسي انطلاقاً من قطر.

الأمير أكد للأمريكيين أن الحلول العسكرية غير كافية لدحر الإرهاب ومواجهة التحديات بالشرق الأوسط

ومع كل نقاط الاختلاف بين الطرفين القطري والأمريكي، فإنّ العلاقة إذا ما أُخذت في سياقها الاستراتيجي الواسع، نجدها تقوم على مصالح مشتركة واسعة ومتنوعة؛ فقطر تُعد مستثمراً أساسياً في الولايات المتحدة، فحسب وزير المالية القطري، تنوي قطر أن تستثمر 35 مليار دولار في مجالي التكنولوجيا والبنية التحتية على مدى السنوات الخمس القادمة في الولايات المتحدة.

كما أنّ حجم التبادل التجاري ما بين البلدين يبلغ سبعة مليارات دولار سنوياً. والأهم من ذلك، أنّ قطر تُعدّ شريكاً دبلوماسياً مهماً بالنسبة إلى الولايات المتحدة؛ فهي تملك علاقات مع كثير من القوى التي لا تستطيع أن تتعامل معها الولايات المتحدة، ولكنها لا تستطيع أن تتغاضى عن وجودها، مثل حركتي حماس وطالبان.

أما بالنسبة إلى قطر فهي بحاجة إلى حليف عسكري وأمني يمكنها الاعتماد عليه بوصفها دولةً صغيرةً تعيش في بيئة مضطربة، وعملياً فإنّ الولايات المتحدة هي ذلك الحليف.

باختصار، تحافظ قطر بشكل ذكي على استقلالية قرارها السياسي وسياستها الخارجية في علاقتها بالولايات المتحدة، من دون أن تفرّط بالتحالف معها.

اقرأ المزيد

alsharq القمم العربية الطارئة منذ تأسيس الجامعة العربية.. دواعي الانعقاد وأهم القرارات

يشكل الهجوم الإسرائيلي الغادر الذي استهدف أحد المقرات السكنية لعدد من قادة حركة حماس في العاصمة الدوحة خرقا... اقرأ المزيد

234

| 13 سبتمبر 2025

alsharq  العمل الإنساني العالمي.. مفاهيم راسخة تمثل الضمير الحي للبشرية

يعد اليوم العالمي للعمل الإنساني، الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2008 ويُصادف 19 أغسطس من كل... اقرأ المزيد

210

| 18 أغسطس 2025

alsharq إيطاليا تغرّم شركة ملابس صينية شهيرة مليون يورو.. ما حقيقة المواد المستخدمة؟

غرّمت هيئة مراقبة المنافسة الإيطالية، اليوم الإثنين، الجهة المسؤولة عن المواقع الإلكترونية في أوروبا لمجموعة شين للتجارة عبر... اقرأ المزيد

306

| 04 أغسطس 2025

مساحة إعلانية