رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

2922

ظاهرة التسول تعود بطرق دخيلة على المجتمع

25 نوفمبر 2023 , 07:00ص
alsharq
محمد العقيدي - محسن اليزيدي

انتشرت خلال الفترة الأخيرة ظاهرة التسول بشكل موسع في مختلف مناطق الدولة، لتنتقل بعدها إلى أمام المجمعات التجارية والمواقف، وأمام البنوك، وعلى الشوارع التجارية، ووصلت اليوم إلى الأسواق المفتوحة مثل سوق واقف وغيره من الأماكن السياحية الأخرى في البلاد.

وفي استطلاع قامت به الشرق مع عدد من المواطنين والقانونيين أجمعوا على أن ظاهرة التسول دخيلة على المجتمع القطري وأن غالبية المتسولين قادمون من الخارج إما بتأشيرات سياحية أو عائلية وقالوا إن انتشارها مؤخرا رغم وجود قوانين تمنعها وأرقام هواتف للإبلاغ سببت حرجا لأفراد المجتمع الذين يفاجأون بمثل هذه الحالات التي تتعدى على خصوصيتهم مثل الدخول إلى المجالس، والضرب على زجاج السيارة أثناء الوقوف لطلب المساعدة.

 محمد سالم الدرويش: التسول اتخذ أشكالاً وحيلاً مختلفة

أكد المواطن محمد الدرويش أن حالات التسول اتخذت أشكالا عديدة وحيلا مختلفة من خلال اصطحاب المتسولين أسرهم وأطفالهم معهم حتى يتعاطف أفراد المجتمع معهم ولكي يثيروا الشفقة لدى الآخرين حتى يساعدوهم بالمبالغ المطلوبة، ووصلت ظاهرة التسول اليوم إلى المساجد والمنازل والأسواق التجارية والمجمعات، حيث يقوم المتسولون باستقبال أي شخص آخر كان خارجا من البنك أو من الجمعية أو المجمع التجاري وغيره من الأماكن الأخرى لطلب مبلغ مادي منه.

وأضاف الدرويش أن استمرار ظاهرة التسول في البلاد يعكس صورة غير حضارية، ويجب الضرب بيد من حديد للقضاء على هذه الظاهرة السلبية، خاصة أن هناك جهات خيرية في الدولة تقوم بدورها على أكمل وجه مع من تنطبق عليهم اشتراطات المساعدات.

وضرورة التكاتف للتصدي لظاهرة التسول التي أصبحت تؤرق المجتمع القطري حيث أصبح الكثيرون يمتهنون هذا العمل وجعلوا من التسول وسيلة للكسب المادي السريع وعادة ما يكثر تواجدهم في المجمعات التجارية وعلى أبواب المساجد بل ووصل بهم الحال أن يقتحموا منازل المواطنين ومجالسهم خاصة أن جميع المتسولين هم قادمون من خارج الدولة أما حضروا إلى البلاد للقيام بالتسول.

حسين صفر: التعاطف مع المتسولين يشجعهم على الاستمرار

قال حسين صفر: انتشرت خلال الفترة الأخيرة ظاهرة التسول بشكل كبير في البلاد، ويعود ذلك لعدة أسباب منها دخول عدد كبير من الزوار إلى الدولة، علاوة على جهل البعض بقوانين وعقوبات ظاهرة التسول في البلاد، لافتا إلى أن التسول ظاهرة دخيلة على المجتمع وتعتبر من الأمور السلبية.

وأضاف، أنَّ ظاهرة التسول دخيلة على المجتمع القطري، ولم نكن نعهدها من قبل، وتؤثر على المجتمع وتعطي صورة غير حضارية.

وطالب بالعمل على تطبيق القوانين للقضاء على الظاهرة، وتوعية الناس بخطورتها وسلبياتها، موضحًا أنَّ هذه العادةَ يرفضُها المجتمع القطري الذي يدرك جيدًا أنها تسيء لصورة البلاد، لافتًا إلى أنَّ البعض يمارس هذه الظاهرةَ بدافع جمع الأموال أو التَّحايل وليس للحاجة، كما أنَّ لها تأثيراتٍ سلبيةً كثيرةً على المُجتمع، ويجب التصدي لهذه الظاهرة من خلال التركيز على الحملات التوعويَّة في وسائل الإعلام المُختلفة للحدِّ من انتشارها. ولفت إلى أن التسول لم يعد مقصورًا على الرجال فقط، بل أصبحنا نرى السيدات أيضًا يقصدن المنازل وفي الشوارع وأمام المساجد يطلبن المساعدة، موضحًا أنَّ الكثيرين من أبناء الوطن والمقيمين قد يتجاوبون معهم ويقومون بإعطائهم الأموال، ما يشجعهم على الاستمرار على هذه الظاهرة.

حمد اليافعي: القوانين القطرية تكافح التسول

قال المحامي حمد اليافعي: كرَّم الله الإنسان وفضله على سائر المخلوقات وجعله أرقى كائن على الوجود، ويعتبر التسول من الأفعال التي تنقص من كرامة الشخص، فمحترف هذه المهنة يأكل أموال الناس باطلا دون كد أو جهد خاصة وأن ديننا الحنيف دعا إلى العمل والسعي إلى كسب الرزق وجعل أفضل ما يأكل الرجل من كسب يده.

وأضاف: إن التسول ظاهرة تسيء إلى سمعة المجتمع قبل أن تسيء إلى المتسول، فهي تجعل هذا الأخير يظهر بصورة المحتاج والذليل، ديننا يمنع أن يُذل المؤمن نفسه، لافتا إلى أن التسول ظاهرة منتشرة في مختلف بقاع العالم، وتختلف من مجتمع إلى آخر.

وأوضح أن بعض الأشخاص يفضلون الراحة على العمل فيتجهون إلى التسول الذي يعتبرونه تجارة مربحة أفضل من العمل.

وفيما يخص رأي القانون القطري تجاه ظاهرة التسول أكد اليافعي: تنص المادة (278) من قانون العقوبات القطري على أنه يعاقب بالحبس مدة لا تجاوز ثلاثة أشهر، كل من يتسول في الطرقات، أو الأماكن العامة، أو يقود حدثاً للتسول، أو يشجعه على ذلك. ويجوز بدلاً من الحكم بالعقوبة المتقدمة، الحكم بإيداع المتسول إحدى المؤسسات الإصلاحية التي تخصص لذلك.

ولفت إلى أن التسول باتخاذه أشكالا مختلفة له أثره على المجتمع الحديث لذلك بين المشرع القطري هذه الظاهرة ووضع لها عقوبات تمس بحرية مرتكبها وكذلك نص على عقوبات مالية لمرتكبها ردعا للعامة وللحفاظ على رقي وحضارة المجتمع القطري.

 د. عايش القحطاني: الإسلام حفظ كرامة المسلم عن الابتذال

أكد فضيلة الشيخ الدكتور عايش القحطاني، أن الإسلام حرص على حفظ كرامة المسلم وصون نفسه عن الابتذال والتعرض للأهانة والوقوف بمنزل الذل والهوان فحذر من التسول الذي يتنافى مع الكرامة الإنسانية فالمحترف لهذه المهنة القبيحة إنما يأكل أموال الناس بالباطل ويطعم أبناءه مالا حراما، وقد عالج الإسلام هذه الظاهرة بتحريم التسول والحث والحض على العمل والإنتاج وجعل أفضل ما يأكل الرجل من كسب يده لقوله صلى الله علية وسلم (ما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده).

وأشار الشيخ القحطاني إلى أهمية أن يتكاتف المجتمع وبالتعاون مع الجهات المختصة للحد من هذه الظاهرة وأن نتحلى بالمسؤولية كي لا تزداد، وعن الأسلوب الأمثل للتعامل مع المتسولين في الشارع قال الشيخ إن الإسلام نهانا عن نهر السائل (وأما السائل فلا تنهر) ولكن يجب علينا اتباع الأساليب الحسنة في هذا المجال وأن نوجه هذا السائل للجمعيات الخيرية التي ستقوم بدورها في مساعدة السائل إن كان فعلا محتاجا وللتأكد من حالته وظروفه المالية حتى لا نفتح الباب على مصراعيه للمتسولين الذين امتهنو التسول وجعلوه وسيلة للتكسب السريع على حساب الآخرين المحتاجين المتعففين في بيوتهم وما نلاحظه نحن أن غالبية المتسولين هم زائرون من الخارج أما بتأشرات سياحية أو زيارة عائلية وليسوا من أهل البلد لأن ولله الحمد لا يوجد في قطر متسولون حيث إن المجتمع القطري متكاتف.

وأضاف الشيخ القحطاني: من كان في ضيق وكربة فعليه مراجعة الجهات المعنية وهي كثيرة في بلدنا ولله الحمد فهناك مؤسسات خيرية تعمل بكل جهد ونشاط في جمع الصدقات وزكاة الأموال وتوزعها لمستحقيها من المحتاجين داخل قطر وخارجها، لذلك أدعو إلى تكثيف الجهود التي تساهم في زيادة الوعي المجتمعي حيال هذه الظاهرة من خلال المنابر في المساجد ووسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي للقضاء على هذه الظاهرة التي تشوه الوجه الحضاري للبلاد وتعطي انطباعا سيئا عن المجتمع القطري المسلم المتكاتف.

مساحة إعلانية