رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

1484

كشمير.. بارقة أمل على طريق السلام المنشود

24 أكتوبر 2017 , 01:13م
alsharq
الدوحة - قنا

بدأت تلوح في الأفق بارقة أمل حول إمكانية إحلال السلام في ولاية جامو وكشمير ، بعد أن أعلنت الهند عزمها إطلاق ما أسمته الحوار المستدام لحل هذا النزاع، اعتمادا على فهم التطلعات المشروعة للشعب الكشميري.

ووردت هذه المبادرة في تصريحات أدلى بها وزير الأمن الداخلي الهندي راجناث سينغ، الذي أوضح في مؤتمر صحفي، عقده في نيودلهي أمس "الاثنين"، أن" دينيشوار شارما " الرئيس السابق لمكتب الاستخبارات الهندية ، سيتولى مسؤولية بدء هذا الحوار المرجو لفهم متطلبات الشعب الكشميري المشروعة ، ولم يكشف سينغ عن المزيد من التفاصيل حول الحوار المقترح سواء فيما يتعلق بموعد انطلاقه، أو الجهات الكشميرية التي سيشملها الحوار والمشاورات لكن " محبوبة مفتي "رئيسة حكومة الشطر الهندي من كشمير رحبت بمبادرة الحوار الجديدة، وقالت في تصريحات صحفية " إن الحوار بات ضرورة في الوقت الحالي والوسيلة الوحيدة للتقدم إلى الأمام".

ويطالب سكان "جامو وكشمير" بالاستقلال عن الهند، والانضمام إلى باكستان، منذ استقلال البلدين عن بريطانيا، عام 1947، واقتسامهما إقليم كشمير، ذو الغالبية المسلمة، ويحتل الإقليم موقعا استراتيجيا هاما في جنوب القارة الآسيوية، حيث تحده الصين من الشرق والشمال الشرقي، وأفغانستان من الشمال الغربي، وباكستان من الغرب والجنوب الغربي، والهند في الجنوب، وتبلغ مساحته 242,000 كم وعدد سكانه 15 مليون نسمة حسب تقديرات عام 2000 وتبلغ نسبة المسلمين فيه أكثر من 90%.

3 حروب

وفي إطار الصراع على كشمير، خاضت باكستان والهند 3 حروب في أعوام 1948 و1965 و1971، ما أسفر عن مقتل نحو 70 ألف شخص من الطرفين، وظلت هذه القضية نقطة ساخنة في ملف العلاقات بين الدولتين ، وعلى "خط الهدنة"، في كشمير والذي يمثل الحدود الفعلية بين البلدين، وتستند كل جهة على مجموعة من الحقائق التاريخية والديموغرافية لتدعم مطالبها بحكم الإقليم وضمه كاملاً إليها، وتكتسب كشمير أهمية استراتيجية بالنسبة للهند ،حيث ترتبط قضية كشمير بتوازن القوى في جنوب آسيا، وتوازن القوى بين الهند والصين، أما أهميته لباكستان فجغرافية وسكانية، حيث تنبع أنهار باكستان الثلاثة "السند وجليم وجناب" منه، والإقليم ليس له ميناء إلا ميناء كراتشي الباكستاني.

الغالبية المسلمة

وتقيم الحكومة الباكستانية مطالبتها بضم كشمير على مجموعة من الأسس منها ، أن 97% من سكان كشمير مسلمون ، وأن كشمير قبل تقسيم القارة الهندية كانت مرتبطة بباكستان الحالية بطرق برية وأن مخارج تجارتها العادية ترتبط بالأمة الإسلامية، وترى باكستان أن كشمير ضرورة حيوية لبقائها على قيد الحياة وأن سيطرة الهند على كشمير تعرض نظم الري الباكستانية للخطر، وكذلك مشروعات القوى الكهربائية وذلك لأن أعلى نهر السند ورافدين من روافده الخمسة الرئيسية تجري في كشمير.

كما أن ثلاثة من أصل ستة أنهار تمتد عبر باكستان، تنبع من أنهار كشمير، ومن الناحية العسكرية ترى إسلام آباد أنه بدون كشمير، سيكون طريق" الحرير" إلى الصين في خطر بشكل كبير وأنه لن تكون هناك صلة مع حليفها الصين، وأن الموقع الاستراتيجي لكشمير هو من النوع الذي بدونه لا تستطيع باكستان الدفاع عن نفسها ، كما ترى باكستان أنه يجب حل نزاع كشمير في ضوء قرارات الأمم المتحدة، وضرورة ارتكاز أي محادثات مع الهند في المستقبل على تأمين حق تقرير المصير لشعب كشمير، كما ترحب إسلام آباد بأي وساطة دولية أو بدور طرف ثالث لتسهيل المحادثات.

الهند تدافع عن موقفها

أما الهند فتدافع عن موقفها من قضية كشمير بالقول إن حكومة كشمير الشرعية وافقت على الانضمام للهند في سنة 1947، وإنها نفذت منذ عام 1947 مشرعات تنمية ضخمة لتطوير اقتصاديات كشمير ومواصلاتها ، كما نفذت مشروعا ضخما لتوزيع الأراضي وأن كشمير ارتبطت بالهند بطرق النقل ، كما ترى أن مستقبل كشمير يمكن أن تحققه الهند بأسواقها الواسعة وإمكانياتها الصناعية، أما مطالب باكستان بشأن مياه الأنهار للري أو لتوليد القوى الكهربائية فيمكن أن تنظمها اتفاقية دولية، وأن نيودلهي ملتزمة بحماية مصالح الأقلية الهندية في كشمير والتي يبلغ عددها مليوني من البشر، وتعتبر كشمير نقطة ساخنة للنزاع، ذلك لأنها مقسمة بين الهند وباكستان.

تاريخ النزاع الكشميري

يرجع تاريخ النزاع الكشميري بين البلدين إلى أغسطس سنة 1947م حيث لم يتقرر وضع كشمير في مرحلة التقسيم سواء بالانضمام إلى الهند أو إلى باكستان وخاصة أن غالبية السكان كانوا مسلمين في الوقت الذي كانت الهيئة الحاكمة من الهندوس في وقت التقسيم، وقد طالب مهراجا كشمير بإبقائها على حالها الراهنة دون أن تنضم إلى أي من الدولتين، ولكن بعد ذلك شهدت كشمير مصادمات مسلحة شاركت فيها القوات الهندية والباكستانية ، واستمرت المعارك لمدة عام كامل ،إلا أنه في يناير 1949م تدخلت الأمم المتحدة وتوقف القتال وأنشئ خط وقف إطلاق النار جاعلا ثلثي مساحة كشمير وأربعة أخماس السكان تحت السيطرة الهندية والباقي تحت السيطرة الباكستانية.

وكانت الأمم المتحدة قد قررت في عام 1949 إجراء استفتاء حر ومحايد لتقرير مصير كشمير ،ولكن الهند ضمت الإقليم إليها ورفضت الاستفتاء ، وتلتزم الهند في سياستها الرسمية إزاء كشمير بالحفاظ على الوضع القائم.

يعرف إقليم كشمير، باسم جنة الله في الأرض لجمال طبيعته ونقاء أنهاره فضلًا عن جوه المعتدل، وهناك أماكن سياحية ساحرة، مثل "الوادي السعيد" و"وادي الدموع"، وبحيرة "دال"، ومرتفعات "غولمارج"، وحدائق "شاليمار باغ" التي تعني بالعربية "دار البهجة" وتعود لعهد المغول، ويطلق على الجزء الكشميري الخاضع لباكستان اسم آزاد جامو وكشمير، وتبلغ مساحته 13297 كيلومترا مربعا، وعدد سكانه حوالي 4.6 مليون نسمة، وعاصمته مدينة مظفر آباد، أما الجزء الخاضع للهند فيسمى جامو وكشمير ، ويبلغ عدد سكانه حوالي تسعة ملايين نسمة ، ومدينة سريناغار هي العاصمة الصيفية للإقليم ، أما جامو فهي العاصمة الشتوية له.

لقد مضى على قضية كشمير عقود طويلة شهدت كثيرا من اللحظات والمواقف الساخنة والخطيرة بين الدولتين الجارتين الهند وباكستان، ويرى المراقبون أن أي تحرك لفتح أبواب الحوار والسلام أمام هذه القضية سيجد ترحيبا عالميا كبيرا، وعند النظر إلى المستقبل ، في حال اقرار السلام في كشمير فسوف تفتح أبواب كثيرة للعمل والتعاون والازدهار والسلام والتجارة للكشميريين وجيرانهم ، وستكون النتائج مثمرة وكبيرة بالنسبة للمنطقة والعلاقات السياسة والاقتصادية بين دولها والعالم .

مساحة إعلانية