رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

اقتصاد

990

رجال أعمال لـ الشرق: التوسع الكبير بصناعة المعادن يوفر فرصاً واعدة للمستثمرين 

24 سبتمبر 2022 , 07:00ص
alsharq
حسين عرقاب

نشر موقع "metal-am" تقريراً أكد فيه النمو الكبير الذي تشهده صناعة المعادن في قطر خلال الفترة الأخيرة، مستدلا على ذلك بالأرقام التي نشرها موقع وزارة التجارة عبر بوابة قطر الصناعية، التي تم الكشف فيها عن وصول عدد الشركات المحلية العاملة في هذا القطاع إلى 220 شركة توظف أكثر من 24 ألف عامل، وبقيمة استثمارية بلغت 6 مليارات و250 مليون ريال قطري أي ما يقارب 1.7 مليار دولار أمريكي، مرجعا ذلك للإدراك الكبير بأهمية هذا القطاع ضمن القطاعات الاقتصادية الأكثر نموا، والاهتمام الذي بدأ يستقطبه لدى رجال الأعمال ودوره المتزايد في تقوية الاقتصاد الوطني وتعزيز مسيرة التنمية بالذات في البنية التحتية، التي تعد المعادن واحدا من بين أبرز البضائع التي يتم الارتكاز عليها في هذا الجانب.

حجم النمو

وبين التقرير زيادة قيمة الاستثمار في قطاع صناعة المعادن داخل الدولة بأكثر من 283 مليون دولار أمريكي، وحوالي 1.033 مليار ريال قطري سيرت جميعها لإطلاق عدد من الشركات الجديدة، وتوسعة العديد من المشاريع الأخرى، بالأخص من ناحية القدرات الإنتاجية، التي قفزت بشكل نوعي في عدد كبير من المصانع القطرية العاملة في هذا القطاع، والتي شكلت منتجاتها عمودا أساسيا لرحلة تحضير البلد لاحتضان النسخة الثانية والعشرين من كأس العالم لكرة القدم لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وذلك من خلال توفير نسبة معتبرة من حاجيات السوق الوطني في مختلف أنواع المعادن.

وذكر التقرير أبرز الشركات المحلية العاملة في قطاع المعادن محليا، وفي مقدمتها شركة "قطر ستيل" الرائدة في مجال إنتاج الحديد والصلب ستيل، التي يعود تأسيسها إلى ثمان وأربعين عاما، بالإضافة إلى شركات الاتحاد للألومنيوم والفولاذ، وألما للألومنيوم والفولاذ و"اتش سي سي ستيل"، متوقعا ظهور العديد من الشركات خلال المرحلة المقبلة، بالنظر إلى الفرص الكبيرة التي ما زال يطرحها السوق الوطني للحديد والصلب، في إطار سعي الدوحة لتحقيق رؤيتها المتعلقة بعام 2030، والرامية من خلالها إلى تطوير مختلف المجالات، التي تعد المعادن واحدة من بين أهم مقوماتها، ضاربا المثال بالبنية التحتية وكذا اللوجستية.

توافق الآراء

وتعليقا منهم على ما جاء في التقرير، شدد عدد من رجال الأعمال على زيادة الاهتمام بقطاع صناعة المعادن في الدوحة من طرف المستثمرين، مستدلين على ذلك بالزيادة الواضحة في عدد الشركات الناشطة في هذا المجال في الست سنوات الأخيرة، والتي حقق فيها العاملون في القطاع قفزة نوعية من حيث حجم الإنتاج الذي تضاعف بصورة جلية، أو من ناحية نوعية السلع التي بلغت أعلى المستويات في ظل اعتماد المنتجين على أحدث الأساليب والآليات المستخدمة في إنتاج المعادن في أكبر دول العالم، ما مكننا حتى من الوصول بهذه المنتجات إلى مجموعة من الأسواق الخارجية.

في حين أشاد آخرون بنوعية المنتجات المصنعة محليا فيما يتعلق بالمعادن وقدرتها على منافسة نظيراتها القادمة من الخارج من جهة الجودة في المقام الأول، ومن ثم الأسعار التي لا تختلف فيها كثيرا عن غيرها المنتجة في المصانع الخارجية، مؤكدين تفضليهم للسلع الوطنية في هذا القطاع، داعين المستثمرين إلى التركيز أكثر على هذا القطاع في المرحلة المقبلة، والعمل على الاستفادة من الفرص التي توفرها الأسواق الوطنية الخاصة بهذا المجال، من خلال إطلاق مشاريع جديدة أو توسعة الاستثمارات الحالية، وهو ما يتماشى مع رؤية قطر المستقبلية المبنية في الأساس على التقليل من الاعتماد على الاستيراد والتركيز على تغطية حاجياتنا الداخلية بواسطة المنتجات المحلية في شتى الأسواق بما فيها المعادن.

زيادة الاستثمار

وفي حديثه لـ الشرق أكد سعيد محمد الجربوعي المدير التنفيذي لشركة "تي بي أم" حقيقة ما جاء به تقرير موقع "metal-am" والذي ارتكز في الأساس على أحدث بيانات وزارة التجارة والصناعة، والتي كشفت عن زيادة حجم الاستثمار في السوق المحلي لصناعة المعادن خلال الفترة الأخيرة، حيث بلغت القيمة الإضافية بين عام 2016 والسنة الجارية أكثر من مليار ريال قطري، وهو ما يدل فعلا على زيادة الاهتمام بهذا القطاع على المستوى الوطني، وسعي العديد من المستثمرين إلى الاستفادة من الفرص التي يوفرها.

وأضاف الجربوعي إن تضاعف حجم الاستثمارات الوطنية في قطاع المعادن، والنجاح في الرفع من مستوى إنتاجنا لهذه المواد من حيث النوعية والكم سمح حتى بدخول المنتجين الوطنيين لمجموعة من الأسواق الخارجية، وبالذات في الألومنيوم الذي تمكنا من تصديره إلى العديد من البلدان في صورة اليونان، بالإضافة إلى الأسواق المجاورة، وفي مقدمتها سلطنة عمان والكويت وكذا العراق، مشيرا إلى الفوائد الكبيرة التي سيعود بها النمو في قطاع المعادن على الاقتصاد الوطني، الذي سيعزز بموارد مالية تدعم المداخيل السنوية من صادراتنا في الغاز الطبيعي المسال.

تنافسية السلع

من جانبه صرح عادل اليافعي رئيس مجلس إدارة شركة الأوتاد للتجارة و المقاولات بأن زيادة حجم الاستثمارات المحلية في قطاع المعادن، والتمكن من مضاعفة الإنتاج المحلي في هذا الجانب والوصول بنوعيته إلى أعلى المستويات، لعب دورا رئيسيا في إمالة الكفة لمصلحتها على حساب المنتجات المستوردة، بالذات مع أسعار المميزة والتي جعلتها الخيار الأول بالنسبة لمستخدميها في السوق الوطني، وفي مقدمتها مؤسسته التي باتت تولي اهتماما كبيرا بالبضائع المحلية من المعادن، التي تعتبر اليوم واحدة من بين أهم ركائز النجاح في المشاريع التي تشرف عليها الشركة في قطاع التشييد.

وتابع اليافعي إن التطور الحاصل في هذا القطاع في جميع الجوانب أدى أيضا إلى زيادة حجم الصادرات القطرية في بعض المنتجات، ضاربا المثال بالألومنيوم التي سجلت في السداسي الأول من السنة الحالية ارتفاعا في كمياتها المتواجدة في الأسواق الخارجية، وهو ما جاء نتاجا للمجهودات الجبارة التي بذلتها المصانع المحلية من أجل الرفع من قيمة منتجاتها على جميع المستويات، لا سيما المتعلقة بالجودة، مؤكدا مرة أخرى على النوعية العالية للمعادن الوطنية بشتى أصنافها، ما فرضها كرقم صعب في الأسواق المحلية وغيرها من الخليجية وحتى الأوربية التي بدأت هي الأخرى بدورها في استقبال كميات معتبرة من السلع الوطنية في المعادن.

توسعة المشاريع

بدوره قال معتوق التميمي إن النمو الذي حققته صناعة المعادن في قطر خلال الفترة الأخيرة يجب أن يستمر في الفترة المقبلة، بالنظر إلى العديد من المعطيات، أولها حاجة الدولة إلى مثل هذه المنتجات التي تعد ركيزة رئيسية في النهوض بقطاع البنية التحتية واللوجستية في الدولة، واللذين يعدان من بين أهم الأعمدة التي تبني عليها الدولة رؤيتها المستقبلية، مشيرا إلى حجم الفرص الكبيرة التي يطرحها هذا القطاع بالنسبة للمستثمرين المطالبين بالاستفادة منها.

ودعا التميمي رجال الأعمال إلى الحرص على إطلاق مشاريع جديدة في هذا القطاع، أو على الأقل توسعة الاستثمارات الحالية، وذلك بغرض التمكن من تغطية الطلب المحلي المتعلق بالمعادن، والمساهمة في تمكين الدولة من تحقيق أهدافها المستقبلية المرتبطة بالتقليل من الاستيراد والاعتماد على السلع المحلية في تمويل شتى الطلبات الداخلية، ولما لا مضاعفة حجم صادراتنا من المعادن بالشكل الذي ينمي الاقتصاد الوطني.

مساحة إعلانية