عربي ودولي

814

رئيس وزراء العراق يؤكد حرص بلاده على أن تكون مصدر استقرار في محيطها الإقليمي والدولي

أكد رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، حرص بلاده على أن تكون مصدر استقرار في محيطها الإقليمي والدولي، وسعيها إلى تقريب وجهات النظر وإيجاد الحلول السلمية والمستدامة للأزمات الإقليمية والخلافات بين دول المنطقة عبر طرحها العديد من المبادرات التي تهدف إلى ضمان حماية السلم والأمن في المنطقة.

وقال الكاظمي، في كلمته أمام الدورة 77 للجمعية العامة للأمم المتحدة الليلة الماضية: "امتدادا لهذه السياسة المتوازنة، فقد استضافت بغداد العديد من الاجتماعات بين هذه الدول مما يُعدّ نتيجة للسياسة المتوازنة التي تعمل بها هذه الحكومة، وتعمل بها الدبلوماسية العراقية الحريصة على بناء الوسطية في المنطقة وإيجاد نقطة التقاء مع دول الجوار، والعمل من أجل مصلحة جميع الأطراف بما يصب في مصلحة شعوب المنطقة التي تربطها علاقات تاريخية وثقافية وكذلك نشجع التعاون الإقليمي ونزع فتيل الأزمات في المنطقة."

وشدد الكاظمي على موقف العراق تجاه القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في ممارسة حقوقه المشروعة، مؤكدا ضرورة وقف كل الإجراءات الأحادية التي تقوّض حلّ الدولتين، واحترام الوضع التاريخي لمدينة القدس ومقدّساتها.

كما أكد على حرص العراق على وحدة الأراضي السورية وسلامتها، وقال: "ندعم إجراء المحادثات السياسية بين الأطراف السورية كافة، ودعم جهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، وفقا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة."

وتحدّث رئيس الوزراء العراقي، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، عن أبرز التحديات التي تواجه بلاده، مؤكدا في الوقت نفسه حرص بلاده على حل الأزمات الإقليمية والدولية عبر قنوات الحوار. وقال "يمرّ العراق بظروف مناخية صعبة بسبب شح الموارد المائية وتغيير مجاري الأنهار التي يشترك بها مع بعض دول الجوار"، مشيرا إلى أن العراق أصبح خامس أكثر البلدان هشاشة تجاه التغيّرات المناخية.

وعزا ذلك إلى "إقامة المشاريع دون الأخذ بالحسبان تأثيراتها على الحصص المائية، والاستخدام المنصف للدول المتشاطئة."

وأوضح أن كل ذلك أيضا أدّى مؤخرا إلى جفاف معظم مناطق أهوار العراق، وتضرر سبل العيش لمئات الأسر الريفية في الأهوار العراقية، "التي تُعدّ محميّات طبيعية ضمن قائمة التراث العالمية." كما أدى إلى زيادة نسبة التصّحر والنزوح الداخلي بسبب عوامل الطبيعة وفقدان مصادر العيش للعديد من العائلات، وتقليل نسبة الأراضي الزراعية.

ودعا رئيس الوزراء العراقي جميع دول المنطقة إلى الحوار لحل القضايا المائية وفق القوانين والاتفاقيات الدولية.

وفي الشأن السياسي، شدد الكاظمي على أن حكومته بادرت بتنفيذ الاستحقاقات الوطنية، والحفاظ على التجربة الديمقراطية والمطالب الجماهيرية وعملت على تأسيس انتخابات نزيهة وعادلة، بدعم من مجلس الأمن والأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى، أشاد الجميع بنزاهتها ومهنيتها العالية.

وقال: "رغم نجاح الانتخابات التشريعية، فقد عجزت القوى السياسية عن الاتفاق على تشكيل الحكومة مما أدى إلى خلق انسداد سياسي.".. مشيرا إلى أن حكومته دعت إلى حوار وطني جاد وشفاف لجميع القوى السياسية والأحزاب المختلفة "لمناقشة سبل الخروج من الأزمة السياسية الحالية، سعيا إلى بناء حكومة تلبي طموحات الشعب والتعبير عن آمالهِ وتحقيق أهدافه لضمان مستقبله." وقال لقد أثبتت أنها أفضل انتخابات منذ عام 2003 حتى الآن".

وأكد أن حكومته تعمل على بناء الدولة، والحفاظ على هيبتها على أساس التعايش بين مكونات الشعب العراقي كله، مع احترام التنوع والتعدد الفكري والديني والمذهبي في ظل سيادة قيم العدالة والمساواة ومبادئها، إضافة إلى ضمان حرية التعبير والتظاهر السلمي وحقوق الإنسان، وتقوية أجهزة إنفاذ القانون، والعمل على تعزيز إجراءات المساءلة ووقف الانتهاكات الفردية ومحاسبة مرتكبيها. كما تعمل على حصر السلاح بيد الدولة، ومنع حيازته أو استخدامه خارج إطار القانون ومؤسسات الدولة، والتحقيق بمن استخدمه ضدّ المواطنين وأفراد القوات الأمنية ومحاسبة المستخدمين وفق القانون، وتطبيق العدالة على الجميع.

وشدد رئيس الوزراء العراقي على أن التحديات التي تواجه بلاده اليوم إنما هي نتيجة لتراكمات طويلة "نعمل على تفكيك ألغامها، ونأمل في أن يتطلع مجتمعنا الذي يشكل الشباب الجزء الأكبر منه نحو التمسك بالديمقراطية والدفاع عنها، باعتبارها نمط حياة وآليات للحكم الرشيد."

كما أعرب عن تطلع بلاده إلى تلقي المزيد من الدعم الأممي في إعادة إعمار المناطق المحررة والمتضررة من عصابات تنظيم /داعش/، وكذلك المساعدات الأممية للاستجابة للاحتياجات الإنسانية الضرورية الطارئة لتعزيز القدرات العراقية، وجهوده في إعادة بناء البنى التحتية المدمرة، بما يساعد في عودة هذه المدن وأهاليها والنازحين إلى الحياة الطبيعية من جديد.

اقرأ أيضاً

العراق يتلقى طلبات لزيادة الكميات المصدرة من النفط إلى آسيا

المحكمة الاتحادية في العراق ترد دعوى حل البرلمان

المحكمة الاتحادية في العراق ترد دعوى حل البرلمان

أخبار ذات صلة

رغم إعلان ترامب وقف إطلاق النار.. تجدد القتال بين تايلند وكمبوديا

11.2 مليون دولار دعما قطريا - بريطانياً للروهينجا