رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

1288

في ذكرى رحيله الثالثة

صوت الخليج تقلّب في دفاتر الموسيقار الراحل عبدالعزيز ناصر

24 يوليو 2019 , 07:00ص
alsharq
هاجر بوغانمي

المطوع: عبدالعزيز ناصر طور الأغنية القطرية فأخرجها من ثوبها القديم وقدمها بشكل حداثي

 

د. النعمة: في انعزاله وباعتزاله الصوفي غدا مترهباً يستلهم في محراب فنه هموم وطنه وأوطانه العربية

 

د. عبدالملك: كان مشروعه أن يغير نظرة المجتمع للفن وللأغنية خاصة معتمداً على التزامه ودقته في اختيار الكلمات

 

تزامنا مع الذكرى الثالثة لرحيل الموسيقار عبدالعزيز ناصر، والتي تصادف الثاني والعشرين من يوليو، قدمت إذاعــة صوت الخليج مساء أمس الأول لمسة وفاء للراحل في سهرة خاصة أعدها وقدمها الإذاعي عبدالسلام جاد الله، واستضافت نخبة من الفنانين والكتاب والإعلاميين أصدقاء الراحل ورفقاء دربه، ومجايليه، نذكر من بينهم إبراهيم المطوع، د. حسن النعمة، ود. أحمد عبدالملك، والفنان علي عبدالستار، والفنان صقر صالح، والملحن الكويتي يوسف المهنا، وتضمن مختارات من الأغاني والمقطوعات الموسيقية التي لحنها فارس الأغنية القطرية.

استعرض البرنامج المسيرة الانسانية والفنية الحافلة للراحل الذي "عشق الوطن حتى صار من رموزه، وأحب الموسيقى ووظفها في خدمة المبادئ الانسانية، وخبأ أحزانه في قلبه كي يعطي للآخرين فرحا وأملا" كما وصفه عبدالسلام جاد الله، وقدمت الحلقة بلغة الموسيقى والشعر والأدب سيرة الراحل، وقلبت في دفاتره الفنية والإنسانية، وأحيت في نفوس محبيه وأصدقائه أعمالا خالدة، مركزة على جملة من المحاور هي: رؤية ومشروع عبدالعزيز ناصر الإنساني الذي عبر عنه فنيا، ودور الموسيقار الراحل في وضع ملامح للأغنية القطرية.

تحدث الكاتب والصحفي إبراهيم المطوع عن العلاقة التي جمعته بالراحل، فقال: بداية العلاقة مع الأستاذ عبدالعزيز ناصر كان لقاء صحفيا تطور إلى صداقة. مشيرا إلى أن هناك نقاطا كثيرة جمعت بينهما، كما جمعت بينهما وجهات نظر كثيرة. مضيفا: كان عبدالعزيز ناصر رجلا مثقفا، وعنده عمق في التفكير والطرح، فاستهوتني جلساته، والحديث معه، وصار هناك تبادل للكتب والمعارف.

ولفت المطوع إلى أن عبدالعزيز ناصر طور الأغنية القطرية فأخرجها من ثوبها القديم وقدمها بشكل حداثي سواء على مستوى اللحن أو الأداء أو الآلات الموسيقية المستخدمة في الأغنية، حيث كانت الأغنية تقدم بجملة موسيقية واحدة تتكرر بين المؤدي والكورال، وعندما جاء عبدالعزيز ناصر وضع للأغنية مقدمة ولزمة وكوبليه.

من جانبه قدم الشاعر د. حسن النعمة كلمة في الموسيقار الراحل، بدأها نثرا وختمها شعرا، حيث قال: يتنزل الفنان عبدالعزيز ناصر في معارج فنه، رحاب الأرض مستلهما تراثه بإشراقاته الفنية التي طبعت ألحانه بطابع الأصالة في بيئته الوطنية والخليجية والعربية، فلقد عبر عنها بسمو خياله وإبداعه عشقا ووجدا، ولقد أضاف الى ثراء بيئته إبداعا وإتقانا، ووقع عبدالعزيز إيقاعاته وألحانه فصاغ فيها ألوانا، فهو في انعزاله وفي محراب فنه، وباعتزاله الصوفي، فلقد غدا مترهبا يستلهم في ذلك المحراب هموم وطنه، وهموم أوطانه العربية، وافصح عنها في ألحانه. لقد أمضني فقدي لعبدالعزيز كما أمضكم وأنا على يقين أن فقده قد أمضّ كل بني وطنه وكل عارفيه من كل أنحاء الوطن العربي.

في مداخلة هاتفية أخرى، قال الفنان علي عبدالستار متحدثا عن أغنية "مغربية" فقال: عبدالعزيز ناصر أعيش على ذكراه في كل يوم وفي كل لحظة، مشيرا إلى أنه رحل جسدا لكن أعماله وروحه وإحساسه واخلاقه ووطنيته لا تزال موجودة بيننا. مشيرا إلى أن أغنية "مغربية" محطة فنية رئيسية مهمة عرفته بدول الخليج منذ أول ظهور لهذه الأغنية، ثم انتشارها. وأكد أن عبدالعزيز ناصر لا يعطي اللحن فقط بل يعطي معه إحساسه، وأنه علامة فارقة في المشهد الفني القطري.

أما الروائي والأكاديمي د. أحمد عبدالملك فقال: هناك محطات في حياة عبدالعزيز ناصر، المحطة الأولى هي فرقة الأضواء عام 1966، والمحطة الثانية دراسته في مصر عام 1972، والمحطة الثالثة العمل الرسمي، ومحطة التقوقع والنأي بالذات إلا من مجموعة من الرفقاء له، وفي هذه المرحلة تفرغ للأمور الإنسانية والسياسية. وأكد د. عبدالملك أن الراحل رمز من رموز المجال الفني في قطر، مضيفا: اتجه عبدالعزيز ناصر في مشروعه الى الأغنية السياسية والإنسانية بعدما ترك العمل، فانفتحت الأغنية القطرية على شعراء عرب مثل نزار قباني وهارون هاشم، وسميح القاسم وآخرين. فكان مشروعه أن يغير نظرة المجتمع للفن وللأغنية خاصة، معتمدا على التزامه الأخلاقي والديني وأيضا دقته في اختيار الكلمات النبيلة.            

مساحة إعلانية