محليات

6022

الدين والحياء من الله و رسوله والإرادة وسائل تغيير العادات السيئة

ناقش المشاركون في فعاليات مهرجان بشائر الرحمة الرمضاني، الذي تقيمه مؤسسة الشيخ ثاني بن عبد الله للخدمات الإنسانية "راف"، بالتعاون مع "سباير زون" ، عقب صلاة التراويح بقاعة فندق الشعلة موضوع " الخطوات العلمية للتخلص من العادات السلبية "، وهو أمر يسعى كل إنسان التخلص منه .

وجاءت محاضرة الليلة السادسة بالمهرجان الذي يحمل هاشتاق" # رمضاني إرادة "، " الخطوات العلمية للتخلص من العادات السلبية "، وتبادل مناقشة الموضوع كل من الدكتور ابراهيم الجناحي وفضيلة الشيخ الدكتور خالد الجبير ، وسط جمع غفير من الجمهور.

واتفق المتحدثان على أن تصنيف العادة بأنها حسنة أو سيئة ، يخضع لمعايير دينية أو مجتمعية ، وأنها تختلف من مجتمع إلي آخر ، لافتين إلي أن هناك عادات ترفضها كافة المجتمعات مثل ممارسة "الكذب" ، وأوضحا أن العادة المجتمعية قد تكون مقبولة في مكان ، ومرفوضة في مكان آخر ، وأن بعض هذه العادات غير مقبولة إنسانياً.

الدين يضبط العادات

وأكد المتحدثان أن الدين هو الذي يضبط العادات المجتمعية ، وأن الحياء من الله ومن رسوله ومن الناس، فضلاً عن امتلاك الإرادة ، أساس تغيير العادات السيئة إلي إيجابية.

طرح الدكتور إبراهيم الجناحي في بداية المحاضرة تساؤلات حول كيفية تكون العادات السيئة ، وما هي العادة الحسنة ، ومتي نسمي أي نشاط أو حركة بأنه عادة؟ موضحاً أن العادة هي الشيء الذي يعتاد الانسان علي تكراره حتي يكون جزءاً من حياته يمارسه دون تعب.

وقال " إن الانسان حين يمارس عاداته لا يشعر بصعوبة فيها وتتحول إلي أمر سهل " ، لافتاً إلي أن دراسات عديدة أجريت علي المخ والجهاز العصبي ، وقام العلماء بمتابعة كيف تتكون العادات في المخ ، ورصدوا ظهور خطوط كهربائية عصبية تسير في مسارات بشكل أعمق داخل المخ ، كلما تكررت عادة معينة.

وقال الجناحي مجيباً علي سؤاله السابق " إن تصنيف العادة بأنها حسنة أو سيئة ، يخضع لمعايير دينية أو مجتمعية ، كما أن بعض العادات تتعارض مع الإنسانية ، ولا يختلف عليها أي مجتمع في العالم مثل "الكذب" حين يمارسه صاحبه ، وهو غير مقبول بأي حال ، بغض النظر عن طبيعة هذا المجتمع وتدينه من عدمه.

العادات تحكمها المجتمعات

وبين المحاضر الجناحي أن هناك عادات شخصية ذاتية يمارسها الانسان ، وآخري مجتمعية ، مثل طريقة السلام والقاء التحية ، وهي تختلف من مجتمع لآخر ، ففي الغرب لا يجدون حرجاً من أن يحتضن الرجل المرأة ويقبلها أمام الجميع في السلام العادي ، بينما في مجتمعاتنا لا يوجد هذا الأمر ، ولا نقبله شرعياً ولا اجتماعياً، موضحاً أن العادة المجتمعية قد تكون مقبولة في مكان ، ومرفوضة في مكان آخر .

وشدد الجناحي في الوقت نفسه علي أن الدين هو الذي يضبط العادات المجتمعية ، وأن عادات سلبية ترسخت لدينا نظراً لقبول المجتمع بها في السنوات العشر الأخيرة ، لافتاً إلي أن العادات التي يكتسبها الإنسان يجب أن يكون ضابطها الشرع ، وأن يكون الكتاب والسنة مرجعية الإنسان في أي مجتمع.

ونوه الجناحي بأن الشرع لدينا ليس متحجراً ، وإنما يعطي مرونة كافية أمام الإنسان المسلم للتحرك ، وبناء مجتمع إيجابي ، وممارسة عادات إيجابية ، موضحاً أن ممارس العادة السيئة يراها سبباً لراحته النفسية بما يشكل رابطة ذهنية عصبية لها في مسارات المخ ، ضارباً المثل بالتدخين وكيف أن المدخن يري السيجارة سبباً في راحته وذهاب الألم الذي يعانيه.

العادة تشكل المخ

وتابع الجناحي : أن علاج العادة السيئة يكمن في محو المسارات العصبية ، وربط الأمور بشكل خاطئ للوصول الي نتائج مريحة لديه.

ونوه بأن اختصاصيون اخضعوا مجموعة من الأشخاص لفحوصات بالأشعة المقطعية علي المخ ، وعرضوا عليهم مشاهد مؤلمة ، وأثبتت الدراسات ، أن منطقة وسط المخ يظهر بها نشاط مفاجئ ، وبالتالي قسموا المخ الي 3 فصوص ، الأول في منطقة الوسط ، وهو الفص الحيواني وينشط كلما ظهر تهديد للحياة أو صراع علي البقاء ، بينما يتولي الفص الأمامي الأمور الإنسانية العقلية مثل التفكير والحكمة والقدرة علي اتخاذ القرار .

وتابع الجناحي بأن منطقة أطراف المخ هي المسؤولة عن تسجيل كافة خبرات الانسان ، وأطلق عليها العلماء وصف "الكمبيوتر" ، موضحاً أن العادات الانسانية تتكون بأطراف المخ ، موضحاً أن العلماء انتهوا إلي أن المنطقة الحيوانية في المخ أقوي 10 أضعاف من المنطقة الإنسانية بداخله ، لأن الله خلقها لإبقاء الجنس البشري وبالمقابل فإن حكمة الله اقتضت أن تكون المنطقة "الإنسانية "هي المتحكمة في "الحيوانية"

المواقف تصرع المخ

وأوضح: أن صراعاً يحدث بين هذين الفصين داخل المخ في كل موقف يتعرض له الإنسان ، وأن رد الفعل الفص الحيواني هو الذي يظهر أولاً قبل أن يتحكم فيه الفص الإنساني.

وقال الجناحي " أن أي تصرف قمنا به ثم ندمنا عليه ، هو مسؤولية الفص الحيواني ، وكلما شعرنا بارتياح من تصرف ما ، فإن مرجعيته أن الفص الانساني هو المتحكم.

ونوه بأن التخلص من العادات السيئة يكون من خلال المعرفة بأن هذه العادات يحكمها الشرع أولاً، وأن هناك جزء حيواني في المخ هو المتحكم بهذه العادة ، مشدداً في الوقت نفسه علي أن الإخلاص والاعتماد علي الله والاخذ بالأسباب العلمية والإدارة، وخلق طرق جديدة تفرض التغيير للأفضل ، أساس الاقلاع عن العادات السيئة ، واحلالها بعادات حسنة.

العادات نوعين

وبدور قال فضيلة الشيخ الدكتور خالد الجبير " إن العادات نوعين ، عائلية وراثية ، وأخري مكتسبة " لافتاً إلي أن السكر والضغط والقلب أمراض وراثية ، كما أن الكذب والخيانة والزنا والسرقة أمراضاً وراثية.

واستدل الجبير علي ما ذهب إليه بوجود عائلات بعينها يكثر فيها ممارسة الكذب ، وحب النساء ، والرابط بين هذه العائلات في هذه العادات "جيني وراثي" تنتقل من جيل إلي جيل ، ومثلها بطبيعة الحال العادات الايجابية .

وقال " بعض الناس يفصلون بين العادة السيئة والدين ، وقد نجد من يحرص علي الصلاة ويقف في الصف الأول ولكنه يمارس السرقة والكذب في تناقض تام مع تعاليم الإسلام " مرجعاً هذا الأمر الي وجود سبب "جيني " وراء هذه العادة.

وبين أن العادات المكتسبة مرجعها "الجينات " أيضا ً ، وأن عائلات كثيرة لديها شهرة كبيرة في ممارسة الرياضة ، وأخري تحب الرقص والموسيقي ، وهو ناجم عن "جين " متوارث من جيل إلي بين هذه العائلات يجعلهم يحبون نشاطاً أو هواية معينة.

واقعة في الحرم

وحكي الجبير واقعة شاهدها في الحرم المكي وأرجعها الي أنها عادة مكتسبة ، موضحاً أنه شاهد مجموعة كبيرة من دولة ما يطوفون حول الحرم بطريقة راقصة ، وعرفت أنهم من شعب يحبون ممارسة الرقص ، ويطوفون علي طريقتهم الخاصة.

ونوه الجبير بأن كافة العادات سواء كانت سيئة أو حسنة ، مرتبطة بجينات وراثية ، والرابط بينها ليس ديني وإنما "جيني وراثي" موضحاً أن المشكلة تكمن في وجود انفصام لدي من يمارس هذه العادات ، ولا يسعي لتغييرها من أجل ربه ، ولكنه أشار في الوقت نفسه إلي أن تغير العادات السلبية والتوبة عنها يكون بالحياء من الله تعالي ، ورسوله محمد صلي الله عليه وسلم ، ومن الناس ، مستدلاً فيما ذهب إليه بقول النبي الكريم "من لم يستح فليفعل ما يشاء.

اقرأ المزيد

المنتخب الأردني يسعى لحسم التأهل ونظيره الكويتي يتطلع لتعزيز الحظوظ في مواجهة الغد

يسعى المنتخب الأردني لحسم تأهله، في حين يتطلع نظيره الكويتي لتعزيز حظوظه نحو بلوغ الدور ربع النهائي، عندما... اقرأ المزيد

92

| 05 ديسمبر 2025

إدارة الأرصاد الجوية تحذر من أمطار رعدية ورياح قوية في عرض البحر

حذرت إدارة الأرصاد الجوية من رؤية أفقية متدنية متوقعة على بعض مناطق الساحل في البداية.. ومن أمطار رعدية... اقرأ المزيد

1040

| 05 ديسمبر 2025

رئيس مجلس الوزراء يهنئ نظيره التايلاندي

بعث معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية برقية تهنئة إلى... اقرأ المزيد

52

| 05 ديسمبر 2025