رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

2161

إنشاء "كرسي الإيسيسكو لتحالف الحضارات" بجامعة قطر

24 أبريل 2016 , 05:52م
alsharq
الدوحة - الشرق

د. الدرهم: تفعيل الحوار بين أتباع الأديان في برامج علمية

د. التويجري: نسعى لتخريج أجيال تمتلك آليات متطورة للحوار

د. الصديقي: إدخال مقرر في كلية الشريعة لتعزيز قيم التعايش

وقعت جامعة قطر والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) مذكرة تفاهم اليوم لتأسيس "كرسي الإيسيسكو لتحالف الحضارات" في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر.

وقد تضمنت الفعالية توقيع اتفاقية علمية، ومحاضرة علمية ألقاها المدير العام لـ (إيسيسكو) حول موضوع حوار الحضارات.

د. الدرهم ود. التويجري خلال توقيع المذكرة

وقع الاتفاقية الدكتور حسن بن راشد الدرهم رئيس جامعة قطر ومعالي الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري مدير عام إيسيسكو وأمين عام اتحاد الجامعات الإسلامية وذلك بحضور معالي الدكتور حمد عبد العزيز الكواري مستشار سمو الأمير ومرشح دولة قطر لمدير عام منظمة اليونسكو، ونواب رئيس الجامعة، والدكتور يوسف الصديقي عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر، فضلا عن عدد من المسؤولين من جامعة قطر وإيسيسكو.

جانب من الحضور

وبموجب الاتفاقية ستقدم جامعة قطر التسهيلات والخدمات الميدانية لتنفيذ برامج الكرسي، بالإضافة إلى تخصيص المستلزمات الإدارية والمالية والفنية للكرسي. أما إيسيسكو فستقوم بتحمل تكاليف الأنشطة السنوية للكرسي وبإعداد الخطط التنفيذية والبرامج المتخصصة للكرسي بالتعاون مع الجامعة، فضلا عن التعريف بالكرسي وبأهدافه وبرامجه لدى اتحاد جامعات العالم الإسلامي للتعاون والشراكة في برامجه وأنشطته، ولدى المؤسسات العلمية البحثية المهتمة والمعنية من أجل المشاركة والمساهمة في تمويل برامجه.

د. حمد بن عبد العزيز الكواري

كما سيتعاون الطرفان في تنظيم محاضرات ولقاءات وندوات ودورات تدريبية وحلقات دراسية وورش عمل حول القضايا المتعلقة بالحوار بين الثقافات والحضارات وترسيخ التعايش وغيرها من القضايا ذات الصلة. بالإضافة إلى إعداد وإنجاز دراسات وقواعد بيانات في مجالات اختصاص تحالف الحضارات ونشرها، وتوفير منح دراسية فوق الجامعية (دراسات عليا) للبحث العلمي في مجالات الكرسي وجوائز تقديرية للأعمال البحثية المتميزة في المواضيع المتعلقة بمجالات عمل الكرسي.

وفي كلمته بمناسبة توقيع هذه الاتفاقية قال الدكتور حسن بن راشد الدرهم رئيس جامعة قطر إن الجامعة تحرص وتخطط عبر كرسي الإسيسكو"الاتحاد لتحالف الحضارات " من أجل تفعيل الحوار بين أتباع الأديان والحضارات والثقافات وتجسيده في برامج علمية ومشاريع عملية بحثية لتعالج بها فهم الآخر ومعالجة الصور السلبية الرائجة عن الإسلام في البيئة الغربية .

وقال الدكتور حسن الدرهم إن جامعة قطر تدرك أن دورها التعليمي يحتم عليها القيام بتجسيد التحالف بين الحضارات بمايتماشى واستراتيجية دولة قطر الرائدة في رؤيتها الوطنية 2030 ، ومانصت عليه خطة قطر لتحالف الحضارات 2013-2016 من إدخال موضوع تحالف الحضارات ضمن مقررات الجامعة التي يدرسها طلبة جامعة قطر .

وأثنى الدكتور الدرهم على علاقات التعاون بين المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ، وجامعة قطر وشكر الحضور الشخصي لمدير عام المنظمة إلى الجامعة لتوقيع هذه الاتفاقية .

* أليات متطورة

من جانبه قال الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري مدير عام إيسيسكو: إنه سعيد لوجوده بجامع قطر بغية توقيع هذه الاتفاقية الهامة ، مؤكدا أن جامعة قطر صرح شامخ ومعلمة مضيئة ضمن المعالم الحضارية لدولة قطر. وأشاد بالدعم الكبير الذي يقدمه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ، وللعمل الإسلامي المشترك بوجه عام. وقال إنه في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ العام تبرز الحاجة ماسة إلى تعزيز قيم الحوار بين الثقافات والتخفيف من التوترات وحدة النزاعات ، وبناء نظام عالمي إنساني الروح تتعايش فيه الأمم والشعوب في أجواء من الوئام والتسامح وفي ظل الأمن والسلم .

وتحدث الدكتور التويجري عن تاريخ الحوار الحضاري منذ أطلقت الجمعية العامة للأمم المتحدة السنة الدولية لحوار الثقافات عام 2001، ومبادرة تحالف الحضارات 2004، وجعلت لها مفوضية سامية. وقال إن كرسي الأستاذية بكلية الشريعة بجامعة قطر يهدف إلى تعزيز روح الحوار ، وترسيخ التعايش الديني ، وتأصيل الحوار بين الثقافات والحضارات ، فكرا ومعرفة وتربية ، وتعليما ، ومحاربة الكراهية ، معالجة الصور النمطية عن الآخر في المناهج والمقررات الجامعية ، وتشجيع الدراسات التي تعنى بالاستشراق ، والاستغراب ، وفق مناهج موضوعية ، بمايساهم في في تعزيز التفاهم والتعايش الحضاري وتخريج أجيال تمتلك آليات متطورة في الحوار ومعالجة التطرف والتعصب الديني والثقافي .

أما الدكتور يوسف محمود الصديقي عميد كلية الشريعة فقد أكد في كلمته بالمناسبة أن هذا الكرسي هو ثمرة تعاون بناء بين جامعة قطر ووزارة التعليم العالي ممثلة في أمانتها العامة للجنة الوطنية القطرية للتربية والعلوم والثقافة ، وبين المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة- الإسيسكو .

واوضح أنه يدخل ضمن الرؤية الاستراتيجية لدولة قطر المنطلقة من مبادئ الدين الحنيف والقيم الإنسانية وقال إن الجامعة سعت لإدخال هذا المقرر ضمن مناهجها في كلية الشريعة وذلك في إطار سعيها لتعزيز قيم التعايش والسلم في العالم ، حث يدخل هذا المقرر ضمن حزمة متطلبات الجامعة الاختيارية والخاصة بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية تحت رمز ورقم مسمى DAWA222 مقرر تحالف الحضارات .

وقال الدكتور الصديقي إن الكلية تسعى حاليا إلى إنجاز موسوعة علم الاستغراب، وتنظيم ندوة دولية حول إحدى محاور تحالف الحضارات ، وذلك ضمن شراكتها العلمية والأكاديمية مع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة - الإسيسكو .

الحضور في لقطة جماعية

* حوار الحضارات

وفي أعقاب توقيع الاتفاقية ألقى الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري المدير العام لمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، محاضرة بعنوان (واقع حوار الحضارات في عالم اليوم)، وذلك بحضور عدد كبير من أعضاء هيئة التدريس بالجامعة والطلاب المهتمين.

وقال التويجري في بداية المحاضرة : إنَّ تعزيز الحوار بين الحضارات بشتى الطرق وبمختلف الوسائل يؤدي إلى التقارب بين الثقافات، ويكون أداة من أدوات التفاهم بين الشعوب الذي هو إحدى ركائز السلام، والهدف المرتجى من الجهود التي تبذل على مختلف المستويات في إطار الحوار والتقارب ونشر ثقافة السلام.

وأضاف: لقد انطلقت فكرة الحوار بين الحضارات في سنة 2001 بإعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة عن قرارها بجعل تلك السنة (سنة الأمم المتحدة للحوار بين الحضارات) بناءً على اقتراح من رئاسة القمة الإسلامية آنذاك، وبذلك أعطى المجتمع الدوليّ لفكرة الحوار بعدا جديدا ومفهوما عميقا.

وقال: لو التزم المجتمع الدولي بجميع مستوياته بمضامين الرسالة الإنسانية الحضارية الملتزمة بالقوانين الدولية، ولو سار الحوار بين الحضارات في الطريق المرسومة له، وارتقى الى المستوى الإنساني الذي يخدم مصلحة الإنسان أولا وقبل كل شيء، لكان هذا الواقع في حال مرضية ولكانت الإنسانية تعيش في سلام روحي وثقافي واجتماعي واقتصادي وسياسي مستتب، وأمن عالمي مستقر، لكن غلبة روح الأنانية، والاستعلاء والتعصب العرقي والديني والحضاري، والأطماع التوسعية حالت كلها دون تحقيق ذلك.

وأضاف: لقد فشل النظام العالمي الحالي في حل الأزمات المستعصية التي تهدد الأمن والسلم الدوليين، كما عجز هذا النظام عن اتخاذ التدابير الكفيلة بردع كل من ينتهك القوانين الدولية، ويرتكب جرائم الجرب والجرائم ضد الإنسانية، كما فشل النظام العالمي الحالي في منع الجريمة المنظمة العابرة للقارات، وفي كسر شوكة دعاة العنصرية والكراهية والتطرف وفي القضاء على بؤر الإرهاب التي لا تزال رقعته تتوسع ونفوذه يمتد، بل ويمكن أن نقول في هذا السياق، إنَّ بعض السياسات التي تنتهجها الدول العظمى تساهم هي الأخرى في توسيع دائرة الإرهاب على عديد من الأصعدة.

وفي ختام كلمته قال التويجري: نحن في العالم الإسلامي في أشد الحاجة إلى أن نعي ما يتوجب علينا القيام به وأن نساهم في حدود رؤيتنا الحضارية للحوار بين الحضارات في دعم جهود المجتمع الدولي من خلال المشاركة الفعالة في المحافل الدولية التي تعنى بهذا الحوار الإنساني الراقي وإقامة شبكة من الحوارات الثقافية والحضارية انطلاقا من الحوار الوطني بين الشركاء في الوطن الواحد، والحوار بين المنتمين إلى الأمة الواحدة على اختلاف في المشارب والمدارس والمذاهب والتوجهات، والحوار بين الأمم والشعوب ذات الثقافات المختلفة والحضارات المتعددة، وقبل هذا وذاك أن نحافظ على هويتنا ونتمسك بثوابت ديننا وحضارتنا في غير جمود وانغلاق ولا ضعف واستلاب.

* مبادرات قيمة

من جانبه ذكر د. يوسف الصديقي عميد كلية الشريعة الإسلامية معلقا على موضوع المحاضرة: لا نختلف جميعاً على أهمية المكون الحضاري في حياة الشعوب، وفي أن يقود هذا المكون الحضاري إلى رفاهية البشر وحل إشكاليات الاختلاف الثقافي والسياسي والديني بين الشعوب عبر الحوار الذي دعا إليه جوهر الحضارة بشكل عام في جوهر كل حضارة من الحضارات القائمة. غير أن العقود الأخيرة التي تقدمت فيها الأيديولوجيا السياسية للحضارات على الأيديولوجيا الثقافية والإنسانية، وربما الاقتصادية كما يرى العديد من المثقفين تقدمت معها أجندات الصراع والصدام الذي نادى به مفكرون غربيون مثل صموئيل هنتينجتون في كتابه ( صراع الحضارات) في التسعينيات، الذي كان عنوان حقبة الحقب السياسية الصدامية بين أفكار الشرق والغرب، والتي جاءت مواكبة لظهور حركات الإسلام السياسي وصدامها بالأنظمة الحاكمة في بلدانها وشد رحالها إلى أفغانستان ثم صدامها مع الغرب عقب أحداث 11 سبتمبر في الولايات المتحدة.

وأضاف الصديقي: المشروع السياسي الأمريكي المنطلق من ايديولوجية الهيمنة سمعنا به في نهاية السبعينيات، وبدأ يخرج إلى التنفيذ ووجدناه بين سطور مقالات صنَّاع القرار في العالم وبعد أحداث 11 سبتمبر 2001، لم يكن مطروحاً أي سياق حقيقي مخلص للحوار، وكان الغالب هو طرح ايديولوجية تدور في فلك صراع الحضارات ونهاية التاريخ.

وقال الصديقي: كانت هناك محاولات فردية في العالم العربي لديها نزعة السلام العالمي بادرت إلى تقديم أطروحات حول حوار الحضارات والأديان والثقافات، مثل مبادرة دولة قطر المسؤولة عن ملف تحالف الحضارات ووزير الخارجية سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس لجنة تحالف الحضارات في الأمم المتحدة، وتماشياً مع مبادرة دولة قطر الخاصة بتحالف الحضارات قامت جامعة قطر من خلال كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بطرح مقرر تحالف الحضارات ضمن حزمة المقررات الاختيارية لمتطلبات الجامعة تحت مسمى "تحالف الحضارات".

مساحة إعلانية