رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

466

الطبيب علي رضا بمركز سدرة للطب لـ الشرق: تحفيز الشباب على دراسة الجينوم لعلاج الأمراض الوراثية

24 مارس 2024 , 07:00ص
alsharq
❖ وفاء زايد

أكد الطبيب علي رضا حقيقي متحدث في مؤتمر الجينوم الوظيفي والطب الدقيق في مركز سدرة للطب ومحاضر ومدير المركز الدولي للأمراض الوراثية بجامعة هارفارد ورئيس مبادرة التقدم للعلوم أهمية علوم الجينوم في اكتشاف الأمراض الوراثية وإيجاد علاجات شافية للأمراض المعقدة والنادرة، وتطوير عصر الرعاية الصحية الدقيقة من خلال سلسلة من المبتكرات العلمية مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي.

 وأوضح في حديث لـ الشرق أنّ الجينوم يعزز الفهم للأمراض المعقدة، مثل أنواع السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية، ومن خلال تحديد الطفرات والاختلافات الجينية.

 وعلل د. علي رضا حقيقي انتشار علم الجينوم على نطاق واسع بعوامل رئيسية ؛ منها تقنيات التسلسل وتطور الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، وقد مكن الانخفاض الكبير في تكلفة التسلسل الجيني قاعدة أكبر من الباحثين والأطباء من استخدام هذه الأداة الفعالة، وإتاحة هذه الوسيلة لتساعد على دمج الطب الشخصي في الاتجاه السائد، ومن ثم تخصيص رعاية المرضى حسب كل حالة.

ويرجع الاهتمام بعلم الجينوم أيضًا إلى قدرته على تقديم رأي قاطع حول الأساس الجيني للأمراض، وهو أمر بالغ الأهمية في عصر الرعاية الصحية الدقيقة.

 وأوضح أنّ علم الجينوم يعيد اكتشاف الأدوية عبر تحديد المؤشرات الحيوية والأهداف العلاجية، وبالتالي تيسير عملية تطوير الأدوية الجديدة والتدخلات العلاجية، كما أحدث علم الجينوم تحولًا جذريًا في نهج الرعاية الصحية، حيث يمكن من تحليل التركيب الجيني الكامل للفرد من اكتشاف احتمالية إصابته بالأمراض في وقت مبكر.

 ويعد الاكتشاف المبكر أمرًا بالغ الأهمية للوقاية الفعالة والتدخل في الوقت المناسب، مما قد يغير نتائج المرضى بشكل كبير، وأصبحت درجات المخاطر الجينية، التي تجمع تأثيرات المتغيرات الوراثية المتعددة، ذات دور فعال في التنبؤ بمدى القابلية للإصابة بالأمراض الشائعة.

وأشار إلى أنّ علم الجينوم جزء لا يتجزأ من تعزيز الفهم للأمراض المعقدة، مثل أنواع السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية، ومن خلال تحديد الطفرات والاختلافات الجينية المحددة، يمكن للأطباء تحديد بروتوكولات العلاج الفعالة، والتي قد تشمل علاجات موجهة تعالج التشوهات الجينية، حيث يؤدي هذا المستوى من الدقة إلى تحسين فعالية العلاجات، وتقليل الآثار الجانبية المحتملة عن طريق تجنب النهج الموحد المخصص للجميع، بالإضافة إلى الوقاية من الأمراض وعلاجها، يمهد علم الجينوم أيضًا الطريق لإحراز تقدم في مجال الصحة الإنجابية.

وعن تأخر المنطقة العربية في الأبحاث المعنية بعلم الجينوم، أوضح د. علي حقيقي: لقد تأخرت أبحاث الطب الجينومي عالمياً بسبب محدودية الوصول إلى أحدث التقنيات ونقص البرامج التعليمية المخصصة، وعدم كفاية التمويل ودعم البنية التحتية، وهناك ندرة في المنصات المتاحة للباحثين المحليين للمشاركة في الدراسات الجينومية المؤثرة، وكان دمج البيانات الجينومية في الممارسة السريرية بطيئًا.

كما مثلت الحاجة إلى أطر تنظيمية تدعم البحوث الجينية وتحمي بيانات المرضى تحديات صعبة.

 وقال: شهدنا في السنوات الأخيرة زيادة في الاستثمار والاهتمام بعلم الجينيوم، وتسعى البلدان اليوم بنشاط إلى بناء القدرات البحثية الجينومية وتقوم بإنشاء برامج وطنية لعلم الجينوم، فالجهود الكبيرة التي بُذلت في قطر والإمارات العربية المتحدة والبحرين والمملكة العربية السعودية تؤكد سعيها الدؤوب لإحداث نقلة نوعية.

 وتمهد الاستثمارات في التعليم والبنية التحتية والسياسات الطريق لعصر جديد من العلوم الطبية في المنطقة، مع إمكانية تقديم إسهامات كبيرة في مساعي أبحاث الجينوم على النطاقين الإقليمي والعالمي.

وتتيح هذه الجهود تنوعاً وفرصًا فريدة للاكتشاف والابتكار من خلال تسخير هذه الإمكانات، حيث يمكن للمنطقة العربية أن تبرز كوجهة رائدة في الطب الجيني، وتساهم برؤى جديدة في علم الوراثة البشرية والأمراض المعقدة.

وعن المؤتمرات العلمية التي تنظمها سدرة، أوضح د. علي حقيقي إنّها تلعب دورًا محوريًا في تطوير الأبحاث الطبية من خلال تيسير نشر أحدث النتائج، وتعزيز التعاون الدولي، كما يعزز جودة الأبحاث الطبية ومدى انتشارها، وهو ما ينعكس بالإيجاب على ممارسات الرعاية الصحية العالمية وسياساتها.

ويعد مؤتمر سدرة للطب الدقيق بمثابة حلقة وصل في المنطقة تجمع العقول العلمية لتبادل أحدث الأبحاث، ومناقشة تحويل الاكتشافات الجينومية إلى حلول رعاية صحية قابلة للتنفيذ.

 وأكد أهمية تحفيز الشباب لدراسة علوم الجينوم، وقال: إننا نحتاج لتوجيه اهتمام الشباب في علم الجينوم ؛ منها تعزيز البنية التحتية البحثية، ودمج علم الجينوم في المناهج الأكاديمية، وتقديم المنح الدراسية والتدريب الداخلي، ووضع مسارات وظيفية واضحة، تعزيز ثقافة حب الاستطلاع والمعرفة والتفكير النقدي.

 كما أنّ عرض تطبيقات علم الجينوم التي تلقى صدى مثل الطب الشخصي، وعلم الأنساب، وعلم الطب الشرعي، يعزز الشغف.

وبصفته مديرًا للمركز الدولي للأمراض الوراثية بجامعة هارفارد، ومشاركًا في المبادرات العالمية ومحاضراً بسدرة للطب يؤكد ضرورة التعاون الدولي في مجال الطب الجينومي نظرًا للتقدم التكنولوجي السريع والطبيعة العالمية للبحث العلمي.

 ومن خلال ورش العمل والبرامج التدريبية والمبادرات البحثية المشتركة، فإننا ندعم تطوير الخبرات والبنية التحتية المحلية، وتمكين البلدان من الاستفادة من الطب الجينومي.

مساحة إعلانية