رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

22442

استوحى تصميمه الفريد من وردة الصحراء

متحف قطر الوطني.. صرح ثقافي عملاق ومنارة تراثية عالمية

24 مارس 2019 , 07:00ص
alsharq
ناصر الحموي

المتحف الرئيسي للدولة يساهم في بناء ثقافة أصيلة تقوم على الإبداع والابتكار

سيضم مقتنيات قيمة وقطعاً نفيسة تروي قصة وتاريخ قطر

يعزز الانتماء الوطني بما يحتويه من آثار توثق التطور وترصد حياة الأجداد               

 

متحف قطر الوطني هو الصرح التراثي القطري الحديث والعملاق الذي يفتتح تحت الرعاية الكريمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى يوم 28 مارس الجاري ، يجسد رسالة هيئة متاحف قطر الرامية إلى الارتقاء بالمكون المعرفي والثقافي لدى أفراد المجتمع وبناء ثقافة أصيلة تقوم على الإبداع والابتكار في دولة قطر من خلال احتفائها بالماضي واستشرافها المستقبل ..كما أن افتتاحه سيجعل من قطر عاصمة دائمة للثقافة في المنطقة العربية.

ويعد متحف قطر الوطني المتحف الرئيسي للدولة، وسيكون بفضل تصميمه الفريد المستوحى من وردة الصحراء إحدى الواجهات السياحية المميزة في قطر والمنطقة ، حيث سيقوم بدور مهم في تعزيز الانتماء الوطني، من خلال ما سيضمه من شواهد وآثار ترصد حياة الأسلاف وتوثق التطور الذي شهدته دولة قطر حتى أضحت ما هي عليه الآن، إذ سيضم المتحف أكبر عدد من المقتنيات والقطع التي تروي قصة وتاريخ قطر بدءا من الماضي مرورا بالحاضر ثم المستقبل ..، كما يعد متحف قطر الوطني نقطة تواصل مع الجمهور المحلي من خلال إعطاء صوت لتراث قطر والاحتفال بمستقبل الدولة في الوقت نفسه، حيث سيتمكن زوار المتحف من معرفة المزيد عن أسلافهم وعن إنشاء المدن القديمة، فضلًا عن التعرف على عملية تحديث المجتمع القطري، حيث يروي فصول قصة نشأة قطر جيولوجياً منذ أكثر من 700 مليون عام، مانحا قطر صوتا للتعريف بتراثها الثري وثقافتها الغنية والتعبير عن طموحات شعبها المستقبلية النابضة بالحياة.

وردة الصحراء

 يتميز متحف قطر الوطني بطراز فريد، يعتبر بمثابة التوجه المعماري لدولة قطر، حيث استوحى المهندس المعماري الشهير جان نوفيل الحائزة على جائزة (بريتزكر) للهندسة المعمارية والمعروف بتصاميمه المعمارية الفريدة، تصميم متحف قطر الوطني من "وردة الصحراء"، إذ صمم المتحف على شكل أقراص متشابكة ليكون مركزًا للجمهور والطلاب وخبراء المتاحف.

ويتكون مبنى المتحف الجديد من أقراص أسمنتية مائلة متشابكة تخترق بعضها البعض وتتلون باللون الرملي وهي تحدد أرضيات وجدران وسقوف أجنحة المتحف المتنوعة وهذه الحلقات المتداخلة توحي ببتلات وردة الصحراء، والتي تنساب بطريقة طبيعية حول القصر التاريخي، لتعطي مشهداً جميلاً للأقراص المتشابكة، وبين الأقراص، توجد واجهات زجاجية تملأ الفراغات، كما أن ألواح الجدار الخارجي مثبتة في السقف والأرضية والجدران وهي تجعل التزجيج يبدو كأنه من دون إطار عندما ينظر إليها من الخارج، وتحجب النتوءات العميقة على شكل أقراص الشمس وترشّح أشعتها الساقطة، كما أن المبنى بتنظيمه يوحى لزائريه بأنه كالخان الذي هو مكان راحة التجار وتبادل الأفكار والبضائع عبر الطرق التجارية القديمة .

استخدام التكنولوجيا

يقع المتحف الجديد على مساحة تبلغ حوالي 40 ألف متر مربع على الطرف الجنوبي من كورنيش الدوحة وسيكون أول معلم يراه المسافرون والقادمون من المطار، ويضم صالات عرض ضخمة، حيث ستجمع المعارض بين القطع والمقتنيات التاريخية والتأثيرات المعاصرة لبدء حوار حول أثر التغيير السريع في المجتمعات، كما ستثير تقنيات العرض المبتكرة انتباه الجماهير، إذ ستتحول جدران المتحف بكاملها إلى شاشات سينمائية وستعمل أجهزة نقالة على توجيه الزوار.

هذا فضلا عن أن المتحف الجديد يحتوي على قاعة تتسع لـ 220 شخصا، بالإضافة إلى مركز أبحاث ومختبرات، ومتجرين ومقهيين ومطعم، علاوة على توفير منتدى طعام مخصص لبرامج الثقافة الغذائية وللحفاظ على تقاليد الطهي، وحديقة مليئة بالنباتات الأصليّة، بهدف استقطاب أكبر عدد من المهتمين بالحركة الثقافية والفنية..

مقتنيات فريدة وتاريخية

يضم متحف قطر الوطني الجديد الممتد على مساحة 40 ألف متر مربع (430 ألف قدم مربعة) أعمالا فنية مبتكرة صممت خصيصا على يد فنانين قطريين ودوليين لعرضها بالمتحف، بالإضافة لمقتنيات نادرة وثمينة، ومواد وثائقية، وأنشطة للتعلم التفاعلي، وينقسم المتحف الجديد إلى ثلاثة أقسام وهي: البدايات، والحياة في قطر، وبناء الأمة.

سيتعرف المتجول في صالات متحف قطر الوطني الجديد على ثلاثة مواضيع رئيسية تتعلق بتاريخ وثقافة قطر وهي: البدايات والحياة في قطر وبناء الأمة وسيتاح لزائري المتحف التعرف على هذه المحاور الثلاثة من خلال عروض صوتية ومرئية تبرز مقتنيات المتحف وكنوزها الرائعة حيث تتألف مجموعة متحف قطر الوطني حالياً من حوالي 8 آلاف قطعة وتشمل مقتنيات وعناصر معمارية وقطعا تراثية كانت تستخدم في المنازل والسفر ومنسوجات وأزياء ومجوهرات وفنونا زخرفية وكتبا ووثائق تاريخية، وتتوزَّع محتويات هذه الأقسام الثلاثة على 11 صالة عرض دائمة لكل منها شخصيتها المنفردة التي تكتُب من خلالها جزءًا من قصة المتحف بمدادٍ بديع من العناصر التي تتنوع بين الموسيقى وسرد القصص والصور الأرشيفية والمرويات والروائح المثيرة للذكريات التي تمنح الزائر تجربة حسية عميقة تجعله يندمج مع مجموعة مذهلة من المقتنيات الأثرية والتراثية.

وللاستمتاع بمشاهدة المحتويات، ينطلق الزائر في رحلة زمنية يقطع خلالها مسافة 2.7 كيلومتر، يبدأها مع الحقبة الجيولوجية قبل استيطان الجزيرة العربية، ثم ينتقل من محطة لأخرى عبر التاريخ وصولا إلى وقتنا الحالي، مستكشفا على طول الطريق محتويات مدهشة حتى يصل إلى درة تاج المتحف، وهي قصر الشيخ عبدالله الذي يمثل جوهر الهوية القطرية الوطنية.

قصر الشيخ عبد الله

 ويحتوي متحف قطر الوطني الذي أصبح اليوم شبه مكتمل من حيث الشكل الخارجي، على قصر الشيخ عبد الله بن جاسم آل ثاني ، وتعتبر العملية الناجحة لإعادة ترميم وإحياء المجد السابق للقصر القديم للشيخ عبد الله بن جاسم آل ثاني القصر والتي استغرقت ثلاث سنوات، من أهم أعمال هيئة متاحف قطر في الحفاظ على التراث المعماري القطري، وإعادة تأهيله تمهيداً لاستثماره واستخدامه الاستخدام الأمثل بما يضمن استدامة القيمة التراثية للمبنى...وسيكون هذا القصر الذي يتوسط مبنى متحف قطر الوطني الجديد. معرضا مركزيا داخل المتحف عند افتتاحه، وسيغدو  فضاء لتثقيف الزوار حول ماض وتاريخ قطر وتحديث المجتمع القطري.             

مساحة إعلانية