محليات

335

الدوحة تستضيف حواراً وطنياً لممثلي الأطراف الافغانية

تستضيف دولة قطر وعلى مدى يومين حوارا وطنيا يجمع ممثلين عن حركة طالبان وبعض الشخصيات الافغانية الفاعلة على الساحة وشخصيات من دول أخرى.

ويسعى الحوار من خلال نقاشات مفتوحة لبناء مناخ يشجع على المصالحة الافغانية بين كافة الاطراف في افغانستان.

وانطلاقا من حرص دولة قطر على تحقيق الأمن والاستقرار في أفغانستان تسعى دولة قطر من خلال تنظيم هذا الحوار الى تقريب وجهات النظر بين جميع الاطراف الافغانية حول كافة القضايا والموضوعات التي تحقق الامن والسلام والاستقرار للشعب الافغاني.

وأكد الدكتور محمد نعيم الناطق الرسمي للمكتب السياسي لطالبان بالدوحة أهمية الاجتماعات التي تستضيفها الدوحة حاليا للبحث عن مخرج للأزمة الافغانية ، منوها بالدعم الذي تقدمه دولة قطر لتحقيق السلام والاستقرار في أفغانستان قائلا اننا نقدر الجهود القطرية وسعيها في عقد الصلح وإقامة حوار بناء " وهي خطوة جيدة من الحكومة القطرية ومقدرة ونطالب دولة قطر بالبناء عليها والسير في هذا الطريق والاستمرار عليه لأننا في البدايات ونحتاج الكثير من جهودها في هذا المجال".

وجدد نعيم في تصريحات على هامش الاجتماعات التي تتواصل بفندق روتانا سيتي سنتر ، مطالب طالبان لإطلاق حوار مع الحكومة الافغانية وهي انهاء الاحتلال الاجنبي لأفغانستان ورفع الحظر المفروض على أعضاء المكتب السياسي لطالبان ورفع اسمائهم من القوائم السوداء والممنوعين من السفر والقبول بتسميتها إمارة اسلامية وتغيير الاعلام الافغاني للغته التي تتهم قيادات طالبان.

رفع الحظر

وقال نعيم إن الحوار الوطني الذي تستضيفه الدوحة ويجمع ممثلين عن حركة طالبان وبعض الشخصيات الأفغانية الفاعلة وشخصيات من دول أخرى اتسم بالهدوء وأعرب المشاركون فيه عن تفاؤلهم بنتائجه مشيرا إلى أن الحوار جاء من خلال نقاشات مفتوحة بشأن المصالحة بين جميع الأطراف.

وأوضح أنه تم مبدأيا الاتفاق على ضرورة إخراج القوات الأجنبية من البلاد لكن لم يتم التطرق إلى آليات ذلك كما اتفق المجتمعون على حتمية وجود نظام إسلامي مستقل في أفغانستان وكذلك وافق أكثر المجتمعين على إيجاد عنوان رسمي للإمارة الإسلامية ورفع الحظر المفروض على أعضاء المكتب السياسي للإمارة ورفع أسمائهم من القوائم السوداء وقوائم الممنوعين من السفر خاصة وأن هذا المنع عرقل كثيرا من المفاوضات . إضافة إلى التغيير لغة الإعلام وكيل الاتهامات لقيادات الإمارة ورموزها وإنساب الكثير من الأعمال زورا وبهتانا.

وقال انه لم يتم التطرق إلى مسألة وقف إطلاق النار خلال هذا الاجتماع سواء خرجت القوات الأجنبية أو لم تخرج. كما لم يتم الاتفاق على دورة جديدة للحوار وإن كان الجميع يطالب بعقد اجتماع آخرلاستكمال ما بدأناه.

وأوضح نعيم أن الحكومة الأفغانية لم تشترك في هذه الاجتماعات وإن وجدت بعض الشخصيات المحسوبة عليها مثل وزير الداخلية السابق مشيرا إلى أنه لو كانت الحكومة ممثلة في هذه الاجتماعات لكانت هذه الحوارات قطعت شوطا كبيرا ولوصلنا إلى مراحل متقدمة منها.

وأضاف ان طالبان تريد الحوار وتسعى إليه وتحافظ عليه ونحن نقدر الجهود القطرية وسعيها في عقد الصلح وإقامة حوار بناء وهي خطوة جيدة من الحكومة القطرية ومقدرة ونطالب دولة قطر بالبناء عليها والسير في هذا الطريق والاستمرار عليه لأننا في البدايات ونحتاج الكثير من جهودها في هذا المجال.

وحول الانشقاقات والاختلافات داخل طالبان قال انها ليست كبيرة ولا عميقة كما يصورها الإعلام الخارجي أو إعلام الحكومة بل هي اختلافات بسيطة في وجهات النظر لبعض القضايا التي تحدث دائما بين فصيل وآخر وهي جميعها أمور يمكن تجاوزها.

رحيل الاحتلال

وقال اننا مصممون على ضمان السلام والعمل عليه لكن شريطة رحيل القوات الأجنبية خاصة وأنهم يماطلون في مغادرة البلاد فقد قالوا انهم سيخرجون في 2014 ثم قالوا بعد ذلك سنخرج في 2016 والآن أجلوا الخروج لوقت لاحق فكيف نثق في أقوالهم ما لم تترجم هذه الأقوال إلى أفعال.

وأكد أن خروج القوات الاجنبية من أفغانستان لن يكون له أي أثر سلبي مشيرا إلى أن الوضع السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي في العراق يختلف كثيرا عن مثله في أفغانستان.

من جهته قال السياسي الأفغاني البارز عمر داود زاي، وزير الداخلية السابق ان طالبان كانت واضحه تماما في التأكيد على انها تريد الحوار مع الحكومة ولكن لها شروط مسبقة لمحادثات السلام والاستقرار الدائم وهي ضرورة انهاء وجود القوات الاجنبية لافتا الى انه كان هناك اتفاق على رحيل القوات الاجنبية من افغانستان نهاية عام 2016 ولكن نظرا للظروف التى حدثت هذا العام طلبت الحكومة الافغانية من الولايات المتحدة الامريكية ان تمدد فترة بقاء قواتها على الارض.

وقال ان كل هذه الشروط والشروط المسبقة تمت المطالبة بها فى اجواء ودية هادئة مؤكدا انها بداية جيدة للغاية كما ان هناك الكثير من النقاط المشتركة التى يمكن العمل عليها فمن الواضح ان كل عملية سلام تحتاج الى وسيط محايد ونزيه وفى الماضي كانت مباحثات السلام تعانى من غياب الوسيط النزيه وتم مناقشة تشكيل فريق من الوسطاء يكونون مقبولين من الطرفين منوها بدور قطر في الاستضافة وجهودها للوساطة وحل النزاعات.

وقال ان احد ثمار هذا الحوار هو الاتفاق على مبدا على وجود فريق وسطاء نزيه ومحايد وسيتم مناقشة اعضاء هذا الفريق فى كابول.

حوار مباشر

فيما اعرب د. عبد القيوم كوجاي احد المشاركين المستقلين فى الاجتماعات عن تفاؤله بحرص الطرفين على الحوار قائلا ان كابول على استعداد للحديث مع طالبان مباشرة والاستماع اليهم ومعرفة المشكلات والمطالب والحكومة الافغانية مستعدة لذلك.

وعن مدى امكانية تنفيذ مطالب طالبان قال "من المفهوم عندما نقول اهمية الحوار والتفاوض وتبادل الاراء والمطالب وتحديد مدى امكانية تحقيقها واذا كان يمكن تنفيذ هذه المطالب فما المانع".

وعن مطالبة طالبان برفع بعض اسماء اعضائها من القوائم السوداء للمطلوبين قال "عليهم مناقشة ذلك مع ممثلي الامم المتحدة والولايات المتحدة الامريكية وحكومة كابول لا يمكنها تنفيذ ذلك وحدها ، مشيرا الى ان الحكومة اطلقت سراح العديد من سجناء طالبان وبعضهم ما يزال فى جوانتنامو وقد استطاعت طالبان تحرير بعض من سجنائها لدى الولايات المتحدة من خلال المحادثات والحوار.

وقال اننا نقدر الحكومة القطرية على توفيرها العديد من التسهيلات واستضافتها للحوار .

وعن مسمى الامارة الاسلامية الذى تطلقه طالبان كشرط للحوار قال "عندما كانوا فى السلطة كانوا امارة اسلامية ولكنهم الان ليسوا فى السلطة انها حركة طالبان.

وقف اطلاق النار

من جهته قال باول كوتا ممثل منتدى بغواش المنظم للحوار ان الاجتماعات تبحث عن رؤية يمكنها استيعاب كافة الاراء حيث لا يوجد حل عسكري للازمة الافغانية.

وعن الخطوات المطلوبة من كافة الاطراف اكد الحاجه الماسة لوقف اطلاق النار وكافة الاعمال العسكرية التى تؤثر على الشعب الافغاني مطالبا بايجاد نوع من الاستيعاب وبناء الثقة بين مختلف الجماعات وانه لا يوجد احتكار للسلطة مضيفا ان هذا ما قالته طالبان وهى خطوة ايجابية فى اتجاه الحل.

وعن استضافة قطر قال "نقدر دور قطر فى هذه القضية وقضايا اخرى ومن المهم ان يكون لدينا دولة مثل قطر تساعد في عملية السلام وليس فقط في افغانستان بل اننا نامل ان تساعد فى اتجاهات اخرى مثل سوريا والعراق وايضا مشكلة احتدام العلاقات بين السعودية وايران وكل هذه المبادرات يتم تسهيلها بواسطة دولة ما ودائما ما تكون قطر متواجدة وانا سعيد ان هذا يحدث".