رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

813

بعد 4 سنوات على الثورة المصرية.. الثوار في السجون ومبارك خارجها

24 يناير 2015 , 01:33م
alsharq
القاهرة – وكالات

قبل 4 سنوات، كان زياد العليمي، أحد النشطاء، يهتف في ميدان التحرير "الشعب يريد إسقاط النظام"، أما اليوم، بعد 4 سنوات على الثورة، فإنه يتألم عندما يزور قادتها القابعين في السجون، في حين برأ القضاء الرئيس الأسبق حسني مبارك.

مثل كثير من الشباب، حلم زياد العليمي الذي كان قياديا في "ائتلاف لشباب الثورة" الذي تشكل داخل ميدان التحرير بعد اندلاع التظاهرات ضد مبارك، بتحقيق أهداف ثورتهم التي طالبت بـ"عيش وحرية وعدالة اجتماعية وكرامة إنسانية".

ستفلت من العقاب

ولكنه اليوم يرى في تبرئة مبارك من تهمة التواطؤ في قتل المتظاهرين أثناء الثورة ومن اتهامات أخرى بالفساد المالي "رسالة موجهة إلينا مفادها أنه مهما ارتكبت السلطة من فساد ومهما قمعت ستفلت من العقاب، وهذا كان مؤلما للغاية".

قبل شهرين، برأت محكمة جنايات في القاهرة مبارك و7 من كبار المسؤولين الأمنيين في عهده من اتهامات بالتورط في قتل نحو 800 متظاهر إبان الثورة، كما ألغت محكمة النقض قبل نحو 10 أيام حكما آخر بحبسه 3 سنوات وحبس نجليه 4 سنوات في قضية استيلاء على أموال عامة وأمرت بإعادة محاكمتهم.

والجمعة، وقبل 3 أيام من ذكرى الثورة الرابعة، أُطلق سراح علاء وجمال نجلي مبارك الذي قال محاميه فريد الديب إنه أصبح حرا طليقا، ولكنه سيبقى في مستشفى عسكري في القاهرة لأنه يعاني من بعض المتاعب الصحية.

ويقول العليمي وهو محام أصبح بعد الثورة قياديا في الحزب المصري الديموقراطي الاجتماعي (يسار وسط) لوكالة فرانس برس: "عندما كنا نجتمع لنخطط لتظاهرات 25 يناير في العام 2011 كنا نتوقع أن نعدم لو فشلت الثورة، ونحن اليوم ندفع ثمن مواقفنا السياسية" في إشارة إلى أحكام بالسجن صدرت بحق نشطاء من أبرز قادة ثورة 2011 .

من بين هؤلاء علاء عبد الفتاح الذي صدر بحقه حكم بالسجن 15 عاما طعن به أمام محكمة الاستئناف التي ما زالت تنظر في القضية.

كما صدرت أحكام بالسجن 3 سنوات على أحمد ماهر ومحمد عادل القياديين في حركة 6 أبريل، التي حظرها القضاء في أبريل الماضي.

وصدرت أحكام بالسجن على عشرات الشباب غير الإسلاميين بتهم التظاهر غير المشروع تطبيقا لقانون مثير للجدل صدر في نهاية 2013.

تصفية حسابات

ويرى أحمد عبد ربه أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، أن مصر تشهد "تصفية حسابات سياسية ضد كل من عبر عن ثورة يناير ما يحدث يعكس وجهة نظر الدولة في الثورة".

ويعتبر عبد ربه أن الهدف من الملاحقات القضائية لشباب الثورة هو "إخافة كل من يريد أن يقوم بالتغيير في الشارع".

ومن حين لآخر، يزور العليمي رفاق الثورة في سجن طرة جنوب القاهرة، الذي غادره تباعا عدد من رموز حكومة وحزب مبارك مبرئين من تهم الفساد.

ثأر

ويقول الباحث بمركز سياسات الشرق الأوسط في معهد بروكنجز إتش إية هيللر "من المثير أن نرى الأمور تدور دورة كاملة" في إشارة إلى ما يعتبره عودة لنظام مبارك.

ويضيف أنه رغم "وجود اختلافات" في تركيبة النظامين وفي طريقة أدائهما إلا أن "العديدين في (مؤسسات) الدولة كانوا يعارضون بقوة الانتفاضة الثورية في 2011" وبالتالي فمن المتوقع أن "نرى الآن نوعا من الثأر ممن كانوا بارزين فيها".

وبينما يواجه النشطاء محاكمات وأحكاما بالسجن لمجرد التظاهر، برأ القضاء جميع أفراد الشرطة المتهمين بقتل المتظاهرين في 2011.

معايير مزدوجة

وقالت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في بيان الجمعة إن "القضاء المصري أظهر معايير قضائية مزدوجة بتبرئة مسؤولين بالدولة من ارتكاب انتهاكات حقوق إنسان في الوقت الذي انزل عقوبات قاسية على المدافعين عن حقوق الإنسان والنشطاء المدافعين عن الديموقراطية".

وجاء قمع الناشطين غير الإسلاميين عقب حملة قمع شنتها السلطات على أنصار الرئيس محمد مرسي الذي أطاح به الجيش في يوليو 2013 وأسفرت عن مقتل أكثر من 1400 منهم وتوقيف أكثر من 15 ألفا.

ويتهم ناشطون غير إسلاميين نظام قائد الجيش السابق الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي بأنه امتداد لنظام مبارك.

لكن السيسي ينفي هذه الاتهامات، وحرص بعد تبرئة مبارك من قبل القضاء على إصدار بيان أكد فيه أن مصر "لا يمكن أن تعود إلى الوراء" وأنها "ماضية في طريقها نحو تأسيس دولة ديموقراطية حديثة قائمة على العدل والحرية والمساواة ومحاربة الفساد".

لكن العليمي الذي انتخب نائبا في أول برلمان بعد إسقاط مبارك يقول إن "شيئا لم يتغير نحن نواجه طريقة إدارة البلاد نفسها من استبداد وفساد وتضييق على الحق في التعبير والتنظيم وتقليص الحريات".

ورغم ذلك فان العليمي يقول بتحد واضح أنه "بالقياس على قدرتنا على الانجاز في 2011 فان هناك دوما أملا".

ميدان التحرير نفسه، أيقونة الثورة، أصبح التظاهر فيه حكرا على أنصار السلطة الحالية، كما توجد بوابة حديدية خضراء كبيرة على احد مداخله تغلق عند اندلاع تظاهرات مناهضة للسلطة.

نظام أعنف

العضو بجماعة الإخوان المسلمين، الشاب عمار مطاوع الذي تم توقيف شقيقته لثلاثة أشهر ووالده لأيام قبل إطلاق سراحهما يقول بأسى: "بعد 4 سنوات، أصبحنا نخوض معركة أصعب أمام نظام اعنف في ظل رأي عام يتقبل التنكيل بالمعارضة"، مشيرا إلى التأييد الكبير الذي يحظى به السيسي في مصر وكذلك إلى شعور فئة كبيرة من المصريين بالحنين إلى الاستقرار الأمني والاقتصادي المفقود منذ إطاحة مبارك.

ويقول هيلر: "ليس هناك ناشط ثوري أعرفه يعتقد أنهم حققوا أيا من أهداف انتفاضة 2011 باستثناء إطاحة مبارك من الحكم"، ويتابع "هذا ليس إنجازا يستهان به لكنه لم يكن هو كل طموحهم".

مساحة إعلانية