رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

4535

مهرج سوري يشيع البهجة لدى أطفال مخيمات إدلب

23 ديسمبر 2021 , 05:25ص
alsharq
إدلب - سونيا العلي

بضحكات ومرح يستقبل أطفال مخيم "التعاون" في بلدة معرة مصرين القريبة من محافظة إدلب شمال غربي سوريا، المهرج الذي يزورهم على دراجته النارية، حاملاً السعادة والهدايا والفرح لجميع الأطفال الذين يتحلقون حوله باهتمام وحماس، لمشاهدة العروض المسرحية المسلية، والاستماع للأغاني الطفولية، والمشاركة في التمثيل والغناء.

يعايش أطفال إدلب مشاهد القتل والدمار، وأصوات القصف التي تلقي الرعب في قلوبهم الصغيرة، لذلك تطوع شاب للقيام بتسلية الأطفال في المخيمات، وعرض المسرحيات الهادفة عليهم، بهدف إبعادهم عن أجواء الحرب، حيث يتنقل بين مخيمات عدة في محافظة إدلب شمال غرب سوريا بشكل دوري، لتجسيد شخصية المهرج والترفيه عن الأطفال العالقين في دوامة المعارك المشتعلة بين الحين والآخر.

فراس الأحمد (35 عاماً) من مدينة إدلب هو صاحب فكرة المهرج يتحدث لـ"الشرق" عن أهدافه بقوله: "لم يعرف أطفال إدلب من حياتهم سوى القتل والدمار، كما حرموا من اللعب والتسلية، ومشاهدة البرامج الترفيهية بحكم انقطاع التيار الكهربائي عن المخيمات، لذلك تطوعت لتقديم العروض المسرحية لهم بهدف إسعادهم وزرع الأمل في قلوبهم البريئة."

كان فراس مولعاً بالتمثيل منذ طفولته، لذلك قرر أن يستغل موهبته في إسعاد أطفال الخيام والتخفيف عنهم، وعن ذلك يقول: "حين رأيت فرحة الأطفال بالعرض الأول الذي قدمته، وتصفيقهم لي، لم أستطع حبس دموعي، وصممت على المتابعة والاستمرار بتقديم العروض مهما كانت الأحوال."

يختار فراس ساحة المخيم مكاناً لتقديم عروضه ليحول المعاناة والألم إلى فرح، ويردف قائلاً: "أقدم العروض لدعم الأطفال نفسياً، أما الأدوات التي أستخدمها فهي بسيطة جداً، عبارة عن دمى ملونة تجسد حيوانات أو شخصيات كرتونية محببة لدى الأطفال، إضافة لمكبر صوت، وملابس المهرج." ويشير الأحمد أن عمله تطوعي، دون أي مقابل مادي "أشعر بالأمان والطمأنينة عندما أساهم بجعل الأطفال يبتسمون ويفرحون، وأصبح سبباً في إسعادهم."

وعن أمانيه يقول: "أمنيتي أن يعود الجميع إلى مدنهم وبلداتهم وديارهم، وأن نعيش بسعادة وأمان."

الطفلة براءة العبس (10سنوات) نازحة من مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي إلى مخيم معرة مصرين شمال إدلب، يروق لها حضور العروض المسرحية، وتشعر بسعادة كبيرة، وعن ذلك تقول لـ"الشرق": "يزورنا المهرج المضحك بين الحين والآخر، وأذهب مع صديقاتي لحضور العروض المشوقة التي تحكي عن قصص حيوانات الغابة، وتعلمنا دروساً هامة في الأخلاق."

كذلك الطفل سليم الجاسم (9سنوات) نازح من مدينة سراقب إلى مخيم على أطراف مدينة إدلب، ما إن يسمع بوصول المهرج إلى المخيم حتى يرافق أخاه الصغير البالغ من العمر أربع سنوات، ويسرعان لحضور المسرحيات مع بقية أطفال المخيم، تسبقهم قلوبهم لرؤية الدمى الملونة وهي تحكي لهم القصص الممتعة، وتصدح أصوات ضحكاتهم البريئة، وعن ذلك تتحدث أمهما بالقول: "لا يجد أطفالنا أي وسيلة للسعادة في هذه الخيام البائسة التي تنعدم فيها مقومات الحياة، فلا يسعهم حضور برامج الأطفال بسبب انقطاع الكهرباء، ولا يجدون مساحات للعب والترفيه عن أنفسهم." وتشير أن الأطفال يضحكون كثيراً، وتبدو عليهم السعادة حين يشاهدون عروض المهرج."

وتضيف: "في المخيمات التي يطغى على أهلها الحزن والبؤس والشقاء، يحاول المتطوع الشاب أن يقاوم الحرب والدمار بالتمثيل والرقص والغناء، ولا تثنيه المعارك المشتعلة عن زرع البسمة على وجوه الأطفال، ونشر الفرح والأمل في نفوسهم، بعد أن حرمتهم الحرب من حقوقهم، وعيش حياتهم بسلام كبقية أطفال العالم."

مساحة إعلانية