محليات

1432

طارق الحبيب: قطر سباقة في الإبداع بشكل جديد متفرد

طالب عدد من المختصين بتعميم فكرة الدليل ـ دليل معايير الجودة للممارسة الأخلاقية والمهنية للإرشاد الزواجي والأسري ـ الذى قام مركز الاستشارات العائلية بتدشينه مؤخرا في إطار الجهود التي تبذلها الدولة بشأن تعزيز دور الأسرة في المجتمع تماشيا مع أهداف الرؤية الوطنية 2030.

من جهته قال الأستاذ الدكتور طارق الحبيب -المشرف العام على مركز مطمئنة الطبي للاستشارات والتدريب بالمملكة العربية السعودية-، إن دولة قطر كعادتها دائما سباقة في الإبداع، حتى وإن لم تسبق في الابتكار فإنها تجدد في الإبداع بشكل جديد متفرد، وأظنه قد تجاوز كثيرا من الأدلة الاستشارية والإكلينيكية في كثير من الدول العربية من حيث المحتوى، وأرى أن الممارس النفسي والاجتماعي والأسري يجب أن يلتزم بضوابط الدليل حتى تكون ممارسته مهنية وترتقي إلى حاجة المستشير والمريض حتى نحقق الراحة لأفراد هذا المجتمع الكريم.

وطالب الدكتور حمود القشعان -عميد الشؤون الأكاديمية والدراسات العليا كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت-بتعميم دليل مركز الاستشارات العائلية على المراكز العلمية والإرشادية ولكي يكون هذا المنتج مرجعاً ملزماً لتدريس طلبة التدريب الميداني في المقررات الجامعية، لكونه يتميز عن الدليل الأخلاقي الغربي للإرشاد لتخصص علم النفس أو عن الدليل الأخلاقي للممارسين في الخدمة الاجتماعية، أو كذلك عن الدليل الأخلاقي للجمعية الأمريكية للإرشاد الأسري

وأضاف ان هذا الدليل قامت فلسفته على الاستفادة من التجربة الغربية خلال المائة عام الماضية والا انه أضاف عليها الخصوصية العربية والإسلامية بروح جديدة ومعاصرة

واشار إلى أن دليل مركز الاستشارات العائلية يعد مرجعاً شاملاً لمعايير الجودة في ممارسة الإرشاد، حيث جاء هذا الدليل لتحقيق معادلة الموازنة بين الإطار النظري العلمي والمرجعي وبين الإطار الميداني في الممارسة المهنية، فكما أن الإرشاد يحتاج إلى عنصري العلم والمهارة، فإن هذا الدليل يحتوي على عنصري المرجعية العلمية والأخلاقية المستنبطة أصولها من روح ديننا الإسلامي ومدعمة بالقيم التي تربى عليها أهل قطر منذ القدم، إضافة إلى عنصر الخبرات الميدانية لمركز الاستشارات العائلية خلال الممارسة الميدانية عند ظهور بعض المواقف والحالات المستجدة.

التعليم والتدرب

وتوقع مؤلف الكتاب الأستاذ الدكتور طلعت منصور أن تصبح معايير دليل مركز الاستشارات العائلية موضوعاً للتعليم والتدريب، وذلك من خلال دعم كيان متميز بالمركز الذي يولي اهتماماً خاصاً بتلك المعايير للهيئة العاملة بالمركز والمؤسسات الأخرى المعنية. ومن هذا المنطلق تُستثمر هذه المعايير كمدخل لتطوير العمل بالمركز، وكأساس للتنمية المستدامة وللكفايات العاملة به فالعمل الاجتماعي المهني مع الأسرة ينبغي أن يرتكز على «ميثاق شرف أخلاقي مهني» تعززه مبادرة مشروع مركز الاستشارات العائلية والاستفادة منها أيضاً كنموذج يمكن تعميمه وتطويره بالمؤسسات المعنية في المجتمع القطري.

عشرة أقسام

تجدر الإشارة إلى أنَّ الدليل يتضمن عشرة أقسام، كل قسم يختص بموضوع عام تم تفصيله إلى مجموعة معايير الجودة الفرعية المقنِنَة للممارسة المهنية والأخلاقية للممارسة موضوع القسم.

ويتضمن الدليل مائة واثنين وثلاثين معيار جودة تتناول عشرة موضوعات لعشرة أقسام، القسم الأول (معايير الرعاية لصالح الأسرة وأعضائها) وهي أحد عشر معيارا ترسي مبادئ رعاية الأسرة، وحماية مصالح جميع أفرادها وخاصة الأطفال، بعدالة وتوازن، والمشاركة في جميع البرامج التي تحمي الأسرة وتحافظ على تماسكها وأمنها واستقرارها، القسم الثاني (معايير المسؤولية المهنية) يتضمن خمسة عشر معياراً تؤكد حرص الاختصاصيين في الإرشاد الزواجي والأسري على الالتزام بجودة الخدمات العلاجية والوقائية التي يقدمونها للأفراد والأسرة، وبذل أقصى الجهد للتأكد من ضمان جودتها وملاءمتها للأسرة طبقا للمعايير التي يفصلها هذا القسم، القسم الثالث (معايير العلاقة الإرشادية) يحتوي على خمسة وعشرين معياراً توضح مهارات العلاقة الإرشادية، وإدارة عملية الإرشاد مع المسترشدين في جميع مراحلها، والالتزام الأخلاقي والمهني الواجب لتحقيق ضمانات جودة الخدمات ومردودها على تعزيز نمو المسترشدين أسراً وأزواجاً وأفراداً، والحفاظ على حقوقهم، وتيسير تقدمهم وارتقائهم، القسم الرابع (معايير الخصوصية والسرية) التي تحدد ثلاثة عشر معياراً يجب على المرشدين الالتزام بها لضمان السرية والخصوصية للمسترشدين من الأسر والأزواج والأفراد، باعتبار هذه الخصوصية والسرية حقاً من حقوق المسترشد، ومسؤولية مهنية وقانونية يلتزم بها المرشدون.

القسم الخامس (معايير الكفايات المهنية والشخصية) التي تنص على خمسة عشر معياراً توضح مجالات المعرفة والمهارات والاتجاهات والقيم والخصال الشخصية التي تؤهلهم عن جدارة واستحقاق للعمل في الإرشاد الزواجي والأسري، وفي المجالات ذات الصلة به، القسم السادس (معايير العلاقات مع الاختصاصيين الآخرين): و تتضمن عشرة معايير تبرز قيمة العمل بروح الفريق والتعاون بين التخصصات العلمية والمهنية لأعضاء الفريق الإرشادي أو العلاجي، وما يحكم هذه العلاقات المهنية من معايير الاحترام والموثوقية بما يحقق المصلحة العليا ورفاهة المسترشدين،القسم السابع (معايير القياس والتقويم) وتشمل اثني عشر معياراً تقنن استخدام أدوات القياس والتقويم باعتبارها ركناً أساسيّاً من أركان الكفاءة المهنية للمرشد يجب إتقانها معرفة ومهارة، وتوظيفها في جمع معلومات ذات مصداقية عن المسترشدين، تسهم في دقة التشخيص، وجودة الخطة العلاجية، وحسن متابعة تقدم الحالة وكتابة التقارير، القسم الثامن (معايير التعليم والتدريب والإشراف): وهي أحد عشر معيارا توضح ضوابط القيام بالأدوار الإضافية المهمة التي يقوم بها الاختصاصي الممارس للإرشاد الزواجي والأسري، والتي يتطلبها تحقيق أهداف ورسالة مركز الاستشارات العائلية، مثل دورهم كمعلمين ومدربين ومشرفين على تطوير البرامج التعليمية والتدريبية وتنفيذها والإشراف على الطلاب والمتدربين والمستشرفين، بما يضمن تأديتهم لهذه الأدوار باحترافية كخبراء متمكنين من المعرفة والمهارات والخبرات العميقة، القسم التاسع (معايير البحوث والنشر) يسعى مركز الاستشارات العائلية لدعم تصميم برامجه العلاجية والوقائية بنتائج الأبحاث والدراسات العلمية ذات الصلة في مجال تصميم الخطط والبرامج العلاجية والوقائية، باعتبارها ركناً أساسيّاً من أركان مسؤولياتهم وكفاياتهم المهنية. لذا يتضمن هذا القسم عشرة معايير خاصة بالمشاركة في إعداد الخطة البحثية للمركز وتصميم البحوث، وكتابة تقاريرها، بما يخلق الوعي بمنهجية البحث العلمي وتقنياته والتمكن منها معرفة ومهارة وخبرة والتزاما بأخلاقيات البحث العلمي.

أما القسم العاشر والأخير فهو (معايير الدعاية والإعلام) كثيرا ما تستعين وسائل الإعلام بمرشدي ومرشدات مركز الاستشارات العائلية للمشاركة في البرامج الإعلامية الخاصة بالأسرة، لذا اشتمل هذا القسم على عشرة معايير تضع ضوابط مزاولتهم للدور الإعلامي وفقا للمعايير الأخلاقية والمهنية للإرشاد الزواجي والأسري.