رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

2612

"أكاديمية الأرقم" القطرية مطرزة بأنامل فلسطينية

23 يناير 2022 , 07:00ص
alsharq
غزة - حنان مطير

على ضوء شمعة أو كشاف هاتفها النقال، تمسك الفلسطينية نعمة السيلاوي بالإبرة وخيط الحرير ذي اللون الأزرق وتغرسها في قلب قطعة القماش، مرة واثنتين ومائة، حتى إذا ما انتهت من تطريز كلمة "أكاديمية الأرقم"، ابتهج قلبها فرحا وأملا.

5 أغلفة للقرآن الكريم طرزتها نعمة بشغف ومتعة متناسية التعب والجهد الكبير المبذول في إنجازها، فبعد التعب ستحصل على مبلغ يساعد في إعالة أسرتها المكونة من 12 فردا.

نعمة البالغة -29 عاما تروي لـ "الشرق" أنها تعيل أسرتها من خلال العمل في التطريز، وأنها لا تدخر جهدا من أجل إنجاز ما تقدر عليه "فوالدي كبير ومريض، أما إخوتي فجميعهم خريجون من الجامعة لكنهم لم يحظوا بأي فرصة عمل للأسف، في حين تساعدني والدتي في العمل على ماكينة خياطة، وكذلك أختي مريم التي تعمل في مختبر للتحاليل الطبية، جميعنا نتعاون من أجل العيش بكرامة".

وكانت أكاديمية الأرقم في قطر قد تعاونت مع جمعية رياديات المستقبل في خانيونس جنوب قطاع غزة من أجل تطريز مجموعة من الأغلفة لكتب القرآن الكريم بالطريقة الفلسطينية، ليكون هدية مميزة للطلبة الحافظين للقرآن الكريم في قطر.

رياديات المستقبل

وتوضح هناء البطة مديرة جمعية رياديات المستقبل لـ"الشرق" أن "التعاون بدأ مع بداية دخول الوفود المتضامنة مع الفلسطينيين إلى قطاع غزة ومنها الوفود القطرية، وكانوا في حينها يقبلون كثيرا على منتجات الجمعية الفلسطينية التراثية، التي تقوم بإنجازها نساء يعشن وضعا اقتصاديا صعبا، مما ساهم في إعالتهن".

وتقول: "كان لنا شرف العمل في تطريز أغلفة القرآن الكريم لأكاديمية الأرقم القطرية للمرة الثالثة، وكانت النساء الفلسطينيات على أحر من الجمر في انتظار تلك الطلبية، كونها تساهم في تحسين وضعهن المادي إلى جانب الشعور بالقدسية لأن العمل متعلق بالمصحف الشريف ثم بحفظ التراث الفلسطيني".

وتضيف: "كل العاملات في التطريز في الجمعية يعشن ظروفا اقتصادية صعبة للغاية، وجمبعهن يعلن أسرا كبيرة".

ذوق رفيع

وتواصل: "تأكدت أن القطريات صاحبات ذوق رفيع، فمن خلال تواصلي مع الأكاديمية شعرت كم أنهن يمتلكن أذواقا راقية في انتقاء الألوان المناسبة جدا".

وتتابع: "نحن الفلسطينيات لا يصعب علينا دمج أنواع الخيوط وألوانها وذلك أمر اعتيادي كون تلك الخيوط وذلك التطريز من ثقافتنا وتراثنا وقد اعتادت عيوننا على رؤية المنتجات التراثية يستخدمها ويرتديها أجدادنا وجداتنا وأمهاتنا، لكن الأمر بالطبع مختلف في حال لم تكن المرأة فلسطينية، بالمقابل شعرت وكأنني أتحدث لنساء فلسطينيات لديهن خبرة كبيرة في الثقافة الفلسطينية".

وتبين أن ألوان الخيوط الحريرية المستخدمة في تطريز أغلفة القرآن الكريم كانت الأحمر مع الأسود، والأزرق مع الأبيض، وقد بدت جميلة ومتناسقة جدا وفق وصفها.

وتؤكد: "أسعدني كثيرا التفات القطريين لأعمالنا وخاصة لأغلفة القرآن الكريم، فتلك قطر التي عهدناها والتي لطالما نظرت للأمور بمنظور أخلاقي تعاوني إنساني له تقديره من قبلنا نحن الفلسطينيين فلا تجد زاوية في قطاع غزة إلا ولقطر بصمة فيها". وتبين مديرة الجمعية أن مجموعة من الأغلفة معطرة بالحب ستصل قطر قريبا آملة الاستمرار في ذلك التعاون.

 

مساحة إعلانية