تقارير وحوارات

411

"الجامعة العربية" تنعي الملك عبد الله بتذكر مواقفه العظيمة

أكد كبار مسؤولي الجامعة العربية، أن رحيل الملك عبد الله بن عبد العزيز ينطوي على خسارة كبيرة للأمة العربية، لكنهم راهنوا على استمرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، في تبني نفس المواقف القوية دفاعا عن قضايا الأمة.

العربي ينعي عبدالله

وقبيل مغادرته إلى الرياض، اليوم الجمعة، لتقديم واجب العزاء والمواساة في وفاته نعى الدكتور نبيل العربي، الأمين العام للجامعة العربية، خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي وافته المنية فجر اليوم.

وعبر العربي، في بيان أصدرته الجامعة العربية، عن حزنه العميق لفقدان العالم العربي، بل الإنسانية جمعاء، رجلا صادقا وشجاعا، ووصفه بأنه كان قادرا على مواجهة التحديات بصلابة وحكمة، وكان مؤمنا بالقضايا العربية ومدافعا عنها في أحلك الظروف وأكثرها شدة وتعقيدا.

وتقدم الأمين العام بخالص تعازيه لخادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، وإلى سمو الأمير مقرن بن عبد العزيز ولي العهد، وإلى جميع أبناء الشعب السعودي. وأعلنت الجامعة عن تنكيس أعلامها حدادا على الفقيد.

قائد الإصلاح

وقال السفير أحمد بن حلي، نائب الأمين العام للجامعة العربية، إنه برحيل الملك عبد الله، تكون الأمة العربية قد خسرت واحدا من أعظم رجالاتها وأحد قادة الإصلاح والتنوير، فقد كان، رحمه الله، يمتلك عقلية فذة وبصيرة ثاقبة أهلته للعمل على لعب دور بالغ الأهمية في تحضين التضامن العربي والمساهمة في إيجاد حلول للأزمات العربية والخلافات التي تنشأ في بعض الأحيان بين الدول العربية، دون أن يتأخر لحظة عن القيام بذلك في أي مرحلة.

ولفت بن حلي إلى أن ثمة مرجعيات أساسية في النظام الإقليمي العربي تعود إليه، سواء عندما كان وليا لعهد المملكة أو عندما تولى مقاليد الأمور فيها، مذكرا في هذا الصدد بوثيقة الإصلاح والتطوير التي أقرتها القمة العربية التي عقدت بتونس في العام 2004 والتي تشكل منذ الوقت المرجعية التي تعتمد عليها الجامعة العربية في قيامها بمراقبة الانتخابات العربية أو التحولات الديمقراطية في المنطقة، وكذلك وثيقة العهد والوفاق بين القادة العرب والتي تؤكد الحرص على تكاتف جهودهم للعمل على تحقيق مصالح الشعوب العربية في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية والفكرية والتي أقرتها نفس القمة.

راعي القضية الفلسطينية

ويقول السفير محمد صبيح، الأمين العام المساعد للجامعة العربية لشؤون فلسطين والأراضي المحتلة، لقد كرس الراحل العظيم حياته وإمكانات المملكة في خدمة قضايا الأمة العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وكان، رحمه الله، شخصية مرموقة يعتد بها في كل مكان في العالم وليس على المستوى العربي فحسب، وكان شغله الشاغل يتركز في كيفية النهوض بالأمة وتجنيبها الخلافات والأزمات والتي كان يسارع إلى احتوائها عبر مبادراته الخيرة، منطلقا من رؤيته الثاقبة وفكره السديد.

ويتوقف صبيح عند دوره على صعيد القضية الفلسطينية، فيقول، إن الملك الراحل كان صاحب القلب الحنون والأيدي البيضاء وفي الوقت نفسه الموقف الحازم، ولاشك أن الشعب الفلسطيني سوف يفتقده ويفتقد مواقفه القوية المنحازة إلى حقوقه التي ظل على الدوام مدافعا عنها.

وأضاف صبيح قائلا، وألفت في هذا الصدد إلى مقاربته القوية أمام الرئيس الأمريكي الأسبق، جورج بوش، خلال قمة جمعتهما في الولايات المتحدة عندما شرح له ممارسات إسرائيل العدوانية ضد الفلسطينيين إبان الانتفاضة الثانية التي اندلعت في العام 2001 والتي كانت تقابل احتجاجاتهم السلمية بتقطيع الأيدي والأرجل والقتل وسفك الدماء.

ويتذكر السفير صبيح تصدي الملك عبد الله بقوة لطروحات الرئيس الليبي الأسبق العقيد معمر القذافي في قمة شرم الشيخ التي عقدت في العام 2003، والتي كانت تدفع إلى خلق محاور الفرقة بطريقة لا تخدم الأمة العربية ولا القضية الفلسطينية، لكنه نهض غاضبا مفندا هذه الطروحات ووجه كلاما قاسيا وواضحا للقذافي أمام القادة جميعهم وعلى شاشات التلفزيون، ثم ترك مقر قاعة القمة.