محليات

483

مشاريع بحثية لحماية مواطني قطر من التهديدات الإلكترونية

أكد الدكتور أحمد المقرمد، المدير التنفيذي لمعهد قطر لبحوث الحوسبة أن هناك جهودا كبيرة يبذلها المعهد، تركز على الأمن المعلوماتي أحد التحدّيات الكبرى التى تواجه قطر. مشيرا في حوار خاص لــ الشرق إلى أن هناك مشاريع بحثية مختلفة تهدف إلى حماية مؤسسات ومواطني دولة قطر أمام التهديدات الإلكترونية.

وقال د المقرمد لقد لعبنا دوراً أساسياً في صياغة خطة تواجه تحدي الأمن الإلكتروني الكبير، ولعبنا دور الاستشاري مع وزارة الداخلية وجهاز أمن الدولة في القضايا الخطيرة المتعلقة بالأمن الإلكتروني والخصوصية.

معلنا في السياق ذاته عن مجموعة من الأبحاث متعددة الاختصاصات تجرى حاليا وذات الصلة بمتطلّبات قطر والمنطقة العربية والعالم في مجالات تقنيات اللغة العربية، والحوسبة الاجتماعية، وتحليلات البيانات، والنظم الموزّعة وعلوم وهندسة الحاسب الآلي. وأوضح في سياق حديثه لـــ الشرق: أن المعهد يعمل على إعداد القيادات في مجالات البحوث.

وصرح لقد انجز المعهد 11 مجموعة براءة اختراع 15 براءة اختراع فردية و20 بحثا تكنولوجيا تم ترخيصه و6 برامج تقنية في مرحلة ما قبل الانشاء وأكثر من 500 اصدار خاص بالمعهد وشركة ناشئة ناجحة للغاية.

كما أطلق المعهد تطبيق لوحة المفاتيح التى تحمل اسم "BrailleEasy"، الذي يسمح لضعاف البصر الكتابة بسرعة على الأجهزة المحمولة وتحدث عن الخطط والمشاريع التى يعكف على تنفيذها خلال المرحلة المقبلة.

وقال د المقرمد لقد تم تأسيس معهد قطر لبحوث الحوسبة في عام 2010 كمعهد بحوث وطني، ويعمل حالياً تحت مظلّة جامعة حمد بن خليفة وهو عضو في مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع. ويتطلّع أن يحتلَّ الريادة عالمياً في أبحاث الحوسبة في مجالات محدّدةٍ من شأنها أن تترك أثراً ايجابياً في حياة المواطنين والمجتمع على حدٍ سواء. ويدعم معهد قطر لبحوث الحوسبة هدف دولة قطر للتحوّل من اقتصاد كربوني الى اقتصاد قائم على المعرفة وكذلك تدعم بحوثنا، التى تتماشى مع استراتيجية قطر الوطنية البحثية، الأولويات الاستراتيجية المحدّدة في رؤية قطر الوطنية 2030. ويُجرى المعهد بحوث الحوسبة العالمية متعددة الاختصاصات وذات الصلة بمتطلّبات قطر وعموم المنطقة العربية والعالم. ونحن نعمل من جانبنا لاجراء أحدث البحوث العلمية في مجالات تقنيات اللغة العربية، والحوسبة الاجتماعية، وتحليلات البيانات، والنظم الموزّعة، والأمن المعلوماتي، وعلوم وهندسة الحاسب الآلي.

وأوضح د. المقرمد ان لدى المعهد خمسة أهداف استراتيجية تتوافق مع جهودنا وهى اعداد القيادات في مجالات البحوث والتعاون الوثيق من خلال نقل التكنولوجيا الى المنظمات والشركات المحلية، وبناء القدرات من خلال توفير الفرص للكفاءات المحلية واستقطاب أفضل الكفاءات العالمية، وتسويق البحوث من خلال تطوير حقوق الملكية وتطوير تطبيقات قائمة على أبحاثنا، الى جانب السعى لحيازة التقدير في جميع أنحاء العالم من خلال الحضور في المحافل الدولية، والصحف الكبرى والشراكة مع المؤسسات الرائدة.

وأكد أنّ الانجازات التى حقّقها معهد قطر لبحوث الحوسبة منذ انشائه قد فاقت كلّ التصوّرات. ورغم قِصر عمره، إلا أنَّ انجازاته منذ انطلاقه قبل 5 سنوات تستحق الاشادة وتضمّنت الانجازات 11 مجموعة براءة اختراع (15 براءة اختراع فردية)، و20 بحثا تكنولوجيا تم ترخيصه، و6 برامج تقنية في مرحلة ما قبل الإنشاء كشركة ناشئة مع واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، وأكثر من 500 اصدار خاص بالمعهد، وشركة ناشئة ناجحة للغاية. وكل ذلك تجسيد لنجاح مؤسسة البحوث الاستثنائية في تحقيق أثر حقيقي.

وحول أبرز البحوث التى يقوم بها المعهد في مجال تقنيات اللغة العربية قال د. المقرمد يُعتبر معهد قطر لبحوث الحوسبة مقراً لأكثر الفرق البحثية تميّزاً في العالم في مجال المعالجة الطبيعية للغة، اضافة الى الباحثين الذين يعملون على مشاريع بالغة التأثير تُحدثُ تغييراً حقيقياً. وأحد هذه المجالات الرئيسية المهمّة "التعرف على الكلام باللغة العربية"، التى تتيح لأجهزة الكمبيوتر التعرف على الكلمات العربية المنطوقة وتحويلها الى نصوص.

وتمَّ تصنيف تقنية معهد قطر لبحوث الحوسبة "نظام النسخ الآلي"، من بين أفضل التقنيات في العالم للتعرف على اللغة العربية الفصحى. وعلاوة على ذلك، فقد قطعنا أشواطاً كبيرة في تحديد اللهجات والتعرّف عليها من مختلف أنحاء العالم العربي. وتعتبر هذه التقنية مهمة للغاية، فهى توفر العديد من الحلول مثل ترجمة البرامج السمعية والبصرية، وتوفير الوصول الى المحتوى لضعاف السمع، وكذلك السماح لهذا المحتوى نفسه ليكون قابلاً للبحث. وكدليل على نجاحه، فقد تمَّ استخدامه من قِبل قناة الجزيرة في الفيديوهات على موقعها على الانترنت لأكثر من عام. ونعمل أيضاً لتوسيع الاستخدامات المحتملة للبرنامج من خلال دمج تقنيات أخرى مثل الترجمة الآلية، التى سوف تفتح عالماً جديداً من الفرص كتوفير ترجمة فورية خلال الاجتماعات والمحاضرات.

وقال د. المقرمد إن هناك تقنية أخرى مهمّة تم تطويرها في معهد قطر لبحوث الحوسبة وتستحق تسليط الضوء عليها وهى القارئ الإلكتروني "جليس"، الذي يقدم الدّعم الشامل باللغة العربية للمستخدمين. وتم اختيار هذه التقنية كالقارئ الالكتروني الرسمى لمبادرة التعليم الالكتروني للمجلس الأعلى للتعليم في قطر حتى الآن، حققت تقنية "جليس" تأثيراً ايجابياً لـِ 22 ألف طالب في 40 مدرسة.

وتحدث المقرمد عن الانجازات التى حققها المعهد في مجال الحوسبة الاجتماعية. وقال لقد حظيت جهودنا على تقدير عالمي. ومن بين التقنيات الانسانية الرئيسية لمعهد قطر لبحوث الحوسبة منصّة (الذكاء الاصطناعى للاستجابة للكوارث)، والتى تستخدم وسائل الاعلام الاجتماعية والتعلّم الآلى لتقليل وقت الاستجابة للكوارث. واستخدمت جهات عالمية عدّة هذه المنصّة بشكل أساسي، ومن ضمنها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية، واليونيسيف، وأطباء بلا حدود، والصليب الأحمر الدولى وغيرها من المؤسسات. وتمَّ استخدام هذه المنصّة على مدى الأشهر الـ 12 الماضية، خلال زلازل نيبال، واعصارى هايان وفانواتو. وحازت المنصّة على التقدير لأثرها الايجابى الانساني والعالمي، وقد منحت وزارة العلوم وتقنية المعلومات والاتصالات والتخطيط المستقبلى بجمهورية كوريا الجنوبية المعهد مؤخراً الجائزة الكبرى لـلتحدي العالمى لـ "نظام البرمجيات مفتوحة المصدر 2015". وقد تم اختيارنا من بين 36 متقدّماً من 19 دولة.

أمّا التعاون الوثيق مع شركة بوينج فهو مبادرة أخرى، رسّخها فريق بحوث تحليلات البيانات وتستحق أيضاً تسليط الضوء عليها. ويطوّر الفريق من خلال هذه الشراكة حالياً برنامج صيانة الطائرات (AHM) الذي يستخدم بيانات الرحلة التى تنقلها الطائرة للتنبؤ بالاحتياجات والأحداث في الرحلات المستقبلية. وتم نشر هذا النظام حالياً كمنتج برنامج صيانة طائرات لبوينج.

ونتيجة للعمل الأكثر ابتكاراً الذي أجراه فريقنا لتقنية اللغة العربية، أطلق معهد قطر لبحوث الحوسبة مؤخراً تطبيق لوحة المفاتيح الذى يحمل اسم "BrailleEasy"، والذي يسمح لضعاف البصر الكتابة بسرعة على الأجهزة المحمولة التى تعمل باللمس، بتطوير لوحة مفاتيح خاصة تجمع بين الكتابة بشكل مريح بيد واحدة مع سرعة الكتابة بكلتا اليدين بطريقة بريل، اذ تستند الى نظام بريل الأصلى للكتابة بكلتا اليدين مع تطويره لاتاحة القدرة على الكتابة بيد واحدة، مما يسهم في استخدام الأجهزة المحمولة براحة أكبر. ومع اجراء تعديل بسيط يتمثل في تحويل الكتابة بنظام بريل بكلتا اليدين الى نظام من ايماءتين يمكّن جميع المستخدمين الناطقين باللغة العربية واللغة الانجليزية من التعلّم بسرعة على كيفية استخدام لوحة المفاتيح.

ومن مشاريع المعهد الأخرى؛ المبادرة التعاونية بين معهد قطر لبحوث الحوسبة ومعهد علوم الحاسوب والذكاء الاصطناعى التابع لمعهد ماساتشوستس للتقنية (MIT — CSAIL) لتحويل أشرطة الفيديو ثنائية الأبعاد "2D" لكرة القدم تلقائياً الى ثلاثية الأبعاد "3D". وتمتلك هذه التقنية مجموعة واسعة من التطبيقات؛ تتيح التمتّع بألعاب كرة القدم كما لو أنّها تجرى في الملعب نفسه، وتسمح للمشاهدين بتجربة مشاهدة الأخبار بطريقة مغامرة من خلال أجهزة الواقع الافتراضي.

ولا يزال المعهد يركز جهوده على الأمن المعلوماتي، المجال البالغ الأهميّة وأحد التحدّيات الكبرى في دولة قطر. وتجرى حالياً مشاريع بحثية مختلفة تهدف الى حماية مؤسسات ومواطني دولة قطر أمام التهديدات الالكترونية. ووفقاً لهذا الاعتبار، وجّه معهد قطر لبحوث الحوسبة تركيزه بشكل خاص على تحليل البيانات والتخفيف من آثارها، والاستخبارات الالكترونية، وأنظمة التحكم الصناعية، ونظام التحكم الاشرافي وتجميع البيانات(SCADA). وقد لعبنا حتّى اليوم دوراً أساسياً في صياغة خطة تنفيذ تحدى الأمن الالكتروني الكبير لدولة قطر، اضافة الى دورنا الاستشاري مع جهات مثل وزارة الداخلية وجهاز أمن الدولة في القضايا الخطيرة المتعلقة بالأمن الالكتروني والخصوصية.

وقال د. المقرمد يعتبر معهد قطر لبحوث الحوسبة ان التعاون هو أساس رسالته. فالشراكات القويّة جوهرية في أيٍ من مجالات البحث، وأننا نسعى للدخول في شراكات مع المنظمات التى تضيف قيمةً للمشاريع التى تم تحديدها. وكان عدد المنظمات المعروفة التى تعاونت مع معهد قطر لبحوث الحوسبة في الموضوعات البحثية المهمة مشجعاً بنفس القدر. وقد قمنا بالتزامات محلية مع جهات حكومية كجهاز أمن الدولة، ووزارة الداخلية، ووزارة الثقافة، وجهات أخرى، كالخطوط الجوية القطرية، والمؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء (كهرماء)، ومركز قطر للابتكارات التكنولوجية "كيومك"، ومعهد قطر لبحوث الطب الحيوي، وقناة الجزيرة، والنساء العرب في مجال الحوسبة، والنادي العلمي القطري، والهلال الأحمر القطري.

وعلى الصعيد العالمي، لدينا أيضاً علاقات تعاون قوية مع معهد علوم الحاسوب والذكاء الاصطناعي التابع لمعهد ماساتشوستس للتقنية وشركة بوينج، ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.