رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

3124

تعرف على "مفتي القدس" الذي اتهمه "نتنياهو" بتدبير محرقة اليهود

22 أكتوبر 2015 , 06:42م
alsharq
بوابة الشرق - محمد الأخضر

تعرض رئيس الوزراء الاسرائيلي "بنيامين نتانياهو"، لسيل من السخرية والانتقادات عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، بسبب تصريحاته التي أطلقها أمام المؤتمر الصهيوني العالمي الذي عقد في القدس المحتلة، والذي اتهم فيه مفتي القدس السابق الحاج أمين الحسيني بأنه من أوحى وأقنع الزعيم النازي أدولف هتلر بارتكاب "محرقة اليهود".

وزعم نتنياهو في الفيديو الذي نشرته وسائل إعلام أول أمس، إن هناك اجتماع عقد في ألمانيا في نوفمبر 1941، بين هتلر والزعيم الفلسطيني وقتها المفتي الحاج أمين الحسيني، وأن هتلر لم يكن يريد تصفية اليهود بل طردهم فقط، وأن الحاج أمين الحسيني هو من قال للزعيم النازي إنه في حال طردهم فسيأتون جميعا إلى فلسطين، وسأله هتلر ماذا أفعل بهم؟ وأجابه (الحسيني) أحرقهم"، بحسب رواية نتنياهو.

إذن من هو الحاج أمين الحسيني، وما هو تاريخه النضالي؟

وفق وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، ولد الحاج محمد أمين بن الشيخ طاهر الحسيني، في القدس عام 1895، ويعتبر الحاج أمين الحسيني أشهر من تولى منصب الإفتاء في فلسطين، حيث تولى هذا المنصب الرفيع بين عامي (1921-1948)، كما عمل رئيساً للمجلس الأعلى الإسلامي (1922-1937)، ورئيساً للعلماء، وقد لعب دوراً هاما في الصراع العربي الإسرائيلي.

نشأ في كنف أسرة ميسورة، وتلقى تعليمه بداية في القدس، ثم أكمل تعليمه الخاص على يد عدد من العلماء والأدباء، كما التحق بكلية "الفرير" في القدس لتعلم اللغة الفرنسية، ثم التحق بالجامع الأزهر في القاهرة، وأدى خلال فترة دراسته فريضة الحج، فلازمته صفة "الحاج" طوال حياته.

الانخراط في السياسة وبداية الكفاح

كان لدراسته في مصر انعكاسا بالغا على اهتماماته السياسية، لما نسجه من علاقات مع قادة الحركة الوطنية في مصر آنذاك، فقرر الالتحاق في عام 1915 بالكلية الحربية باسطنبول، وتخرج منها ضابطا.

ومن ثم التحق الحاج أمين الحسيني بصفوف الجيش العثماني لفترة وجيزة، ثم انتقل للعمل سرا منضما إلى الثورة العربية الكبرى، من خلال لواء القدس والخليل، ثم انضم إلى جيش الشريف حسين بن علي، سعيا إلى تحقيق حلم إقامة دولة عربية مستقلة إبان الحرب العالمية الأولى.

وفي أعقاب صدور وعد بلفور عام 1917 قرر الحاج أمين الحسيني العودة إلى القدس، لخوض الكفاح والنضال ضد وجود اليهود والبريطانيين في فلسطين.

فقام ببناء أول منظمة سياسية في تاريخ فلسطين الحديث، والتي عرفت باسم "النادي العربي"، الذي كانت من ابرز مهامه تنظيم مظاهرات في القدس خلال عامي (1918-1919) وعقد في تلك الفترة المؤتمر العربي الفلسطيني الأول.

جرى اعتقاله عام 1920، إلا انه تمكن من الهرب إلى الكرك جنوب الأردن، ومنها إلى دمشق، فصدر بحقه حكم غيابي بالسجن لـ 15 عاما، إلا أن السلطات ما لبثت أن أسقطت الحكم في محاولة تهدف إلى المساهمة في تهدئة الغضب الشعبي في أعقاب حل الإدارة المدنية برئاسة هربرت صموئيل، وعاد الحاج للقدس مرة أخرى.

جيش الجهاد المقدس

انتخب الحاج أمين لمنصب مفتي القدس بعد أن توفي كامل الحسيني المفتي السابق، فأنشـأ "المجلس الإسلامي الأعلى"، للإشراف على مصالح المسلمين في فلسطين، وعقد في حينه مؤتمرا صحفيا موسعا بحضور مندوبين من مختلف الدول العربية والإسلامية، اصدر خلاله فتوى تحرم بيع الأراضي الفلسطينية لليهود، وبموجبها اعتبر سماسرة الأراضي الضالعين بصفقات بيع أراض لليهود خارجين عن الدين الإسلامي، ولا يجوز دفنهم في مقابر المسلمين.

وقام في تلك الأثناء بشراء الأراضي المهددة بالمصادرة من قبل سلطات الانتداب البريطانية، وضمها للأوقاف الإسلامية، وظل الحسيني داعما للجهود السياسية لحل القضية الفلسطينية، ورافق نشاطه السري قيامه بتشكيل خلايا عسكرية، كمقدمة لتأسيس "جيش الجهاد المقدس".

جرى اختيار الحاج الحسيني رئيسا لـ "الهيئة العربية العليا لفلسطين"، في أعقاب استشهاد عز الدين القسام عام 1935، ورفض بشكل قاطع، قرار تقسيم فلسطين بين العرب اليهود الذي جرى طرحه عام 1936، وتصدى له بقوة واختار الحرم القدسي الشريف مقرا له، وبالتالي لم تتمكن السلطات البريطانية من اعتقاله.

حينها أصدر المندوب السامي البريطاني قرارا، بإقالته من منصبه، باعتباره طرفا مباشرا ومسئولا عن العمليات "الإرهابية" التي نفذت بحق الجنود البريطانيين، وعلى رأسها اغتيال حاكم اللواء الشمالي "اندروز"، فأصبح مطاردا، وأضطر للتوجه إلى مدينة يافا، ثم عبر البحر إلى لبنان.

علاقته بألمانيا

بعد مباشرته نشاطه السياسي مرة أخرى، تنقل الحسيني بين العديد من العواصم العربية والغربية، من بينها "برلين" والتي وجه منها العديد من الرسائل التي تضمنت مطالب عادلة، دعت إلى الاعتراف الرسمي من جانب دول المحور باستقلال كل من مصر والسعودية والعراق واليمن، والاعتراف بحق البلدان العربية الخاضعة للانتداب، ألا وهي سوريا ولبنان وفلسطين والأردن بالاستقلال.

وكان الحاج أمين الحسيني قد عقد لقاءً مع أدولف هتلر عام 1941، طرح فيه العديد من المطالب الداعية إلى الاعتراف بحق العرب في إلغاء الوطن القومي اليهودي، وعدم الاعتراف بالوطن القومي اليهودي على أرض فلسطين.

وقبل سقوط ألمانيا في يد الروس عام 1945، استطاع الحسيني الهرب، لكنه اعتقل في فرنسا التي قررت تسليمه لأمريكا، لكنه هرب إلى القاهرة 1947، وظل متخفيا لفترة من الزمن، حتى نجح في الحصول على حماية القصر الملكي ضد المطاردة الدولية، ليبدأ في تنظيم صفوف المجاهدين من القاهرة.

وفي أعقاب نكبة عام 1948، أوعزت الحكومة البريطانية للملك فاروق، بإصدار قرار يقضي بفرض الإقامة الجبرية عليه، واستمر هذا الحال إلى أن اندلعت ثورة مصر عام 1952، وهاجر عام 1959، إلى بيروت لاستئناف نشاطه السياسي من خلال رئاسته "الهيئة العربية العليا لفلسطين"، وأصدر مجلة "فلسطين" من بيروت، وظل هناك حتى توفي عام 1975، ودفن في مقابر الشهداء عن عمر يناهز 79 عاما.

مساحة إعلانية