رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

712

ما هو السبب الحقيقي وراء احتفاظ "داعش" بقوته حتى الآن؟

22 سبتمبر 2015 , 03:59م
alsharq
القاهرة – بوابة الشرق

ربما يستغرب الكثير من احتفاظ التنظيم الذي يعاديه معظم دول العالم بل ويحاربونه، بقوته حتى الآن، حيث يواجه تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" يوميًا غارات لقوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، لكن ما هو السبب الحقيقي الذي يجعل "داعش" قويًا حتى اليوم؟!

على الرغم من الغارات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة وقوات التحالف ضد التنظيم، والتي يتجاوز عددها 7000 خلال العام الماضي في الأماكن التي يسيطر عليها التنظيم في سوريا والعراق، كما تنفق حكومة الولايات المتحدة حوالي 10 ملايين دولار يومياً لتمويل جهودها في مكافحة داعش، ولا زال التنظيم محتفظًا بقوته.

ووفقًا لصحيفة "نيويورك دايلي نيوز" الأمريكية، التي نشرت في مقال لها، أمس الإثنين، على موقعها الإلكتروني، فإنه بعد مرور عام على إعلان الرئيس أوباما أن الولايات المتحدة ستقوم بدحر تنظيم داعش، فإن الجهد المبذول حتى الآن بمثابة "أزمة تكتيكية" على حد وصف رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، الذي انتهت ولايته، الجنرال مارتن ديمبسي.

وعلى الرغم من خسارة تنظيم داعش لحوالي خمس الأراضي التي كان يسيطر عليها، فإن تلك الخسائر كانت في مناطق سكانها الأقوى ليسوا من العرب أو السنة، وعلاوة على ذلك فقد حقق التنظيم الإرهابي مكاسب في مناطق غالبية سكانها من السنة حيث لا يواجه التنظيم أية منافسة جدية.

الداخل الأمريكي

وأوضحت الصحيفة أن هناك انفجار للإحباط والجمود خلال جلسة استماع مجلس الشيوخ الأمريكي الأسبوع الماضي عندما اعترف قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال لويد أوستن أن عدد المعارضة السورية الذين دربتهم الولايات المتحدة، لمحاربة تنظيم داعش، يتراوح ما بين أربعة أو خمسة أشخاص فقط، لاسيما أن هذا العدد هو حصيلة برنامج تدريبي أنفقت عليه الولايات المتحدة حوالي خمسمائة مليون دولار.

وتقول الصحيفة أن الهجوم الذي تعرض إليه الجنرال أوستن ليس في محله، إذ أن الحرب ليست أزمة، كما أن الولايات المتحدة لم تمول عدداً كافياً من المقاتلين لمحاربة هذا التنظيم، بيد أن الأزمة الحقيقية تكمن في أن تنظيم داعش على استعداد للقيام بما يلزم للفوز على عكس الولايات المتحدة وحلفائها.

وضربت الصحيفة مثال بحرص الولايات المتحدة وحلفاؤها على تجنب سقوط الضحايا من المدنيين، ومن ثم تمتنع عن ضرب العديد من أهداف تنظيم داعش في المدن، ومما لا يثير للدهشة، أن داعش يستغل ذلك ويعمد إلى تحريك المقاتلين والمعدات إلى المناطق الحضرية، ولولا فرار المدنيين من أي مدينة وبقاء مقاتلي داعش من أجل القتال (كما حدث في كوباني بشمال سوريا) لما كان لقوات التحالف أن تتدخل بالضربات الجوية ضد التنظيم.

تجديد الصفوف

ووصفت الصحيفة داعش بالبراعة الفائقة في تجديد صفوفها، حيث أشارت تقديرات الاستخبارات الأمريكية العام الماضي أن العدد الإجمالي لمقاتلي داعش يتراوح ما بين 20 إلى 30 ألف مقاتل، وهو العدد نفسه للتنظيم اليوم على الرغم من سقوط ضحايا على مدار عام.

وبحسب الصحيفة، يرجع ذلك إلى سياسة التنظيم في توظيف المسلمين الأجانب لأنهم أفضل كثيراً مقارنة مع أي من منافسيهم، رغم القيود القاسية المفروضة على المجندين الجدد. كما يستخدم داعش المجندين لتقليل اللجوء إلى ميليشيات من العرب السنة، خشية من إمكانية دخولهم في منافسة مع التنظيم.

وتنوه الصحيفة إلى ما قام به التنظيم في سوريا والعراق، حيث دخل داعش في شراكة مع الثوار العرب السنة من أجل أن ينقلب عليهم في وقت لاحق، وطالبهم بحلف يمين الولاء لداعش أو الإعدام، وكان القتل والترويع مصير أي زعيم للعشائر العربية السنية تجرأ وتحدى داعش.

وعلى الرغم من القواعد المحدودة للحرب على داعش ونجاحات التنظيم في توظيف المقاتلين الجدد وما يرتكبه من فظائع، فإن مثل هذه الأشياء ما كان لها أن تكون عائقاً أمام دحر داعش إذا كانت هزيمة هذا التنظيم من الأولويات القصوى للدول التي يدق التنظيم أجراسه الدموية على حدودها، ولكن الحال ليس كذلك، حيث إن تركيا ترغب في رحيل بشار الأسد والتخلص من الأكراد على طول حدودها، وهي تقف هادئة من دون أن يتحرك لها أي ساكن، بحسب الصحيفة.

لعبة التوازنات

وتلفت الصحيفة إلى أن الحكومة في بغداد تضع تعزيزات أمنية للدفاع عن المناطق ذات الأغلبية الشيعية في العراق بدلاً من تمكين العرب السنة للتخلص من داعش بأنفسهم، وباتت الحكومة العراقية على استعداد لتسليح بعض السنة ولكن ليس بشكل كبير ولا بأعداد كبيرة، وذلك خشية من استخدام تلك الأسلحة ضد بغداد أو تقع في أيدي داعش، ولذلك بسبب لعبة التوازنات.

ولا يختلف الوضع كثيراً بالنسبة إلى بشار الأسد، وبرأي الصحيفة أنه على الرغم من تصريحاته فإن نظام الأسد يحارب داعش فقط عندما يهدد مناطق محورية لبقاء النظام، وحتى إذا أراد التغلب على داعش فإن قواته ضعيفة وثمة حاجة إليها في مناطق أخرى.

وتختم الصحيفة حديثها باستدعاء حرب أمريكا على العراق لمحاربة داعش، حيث تقول: "نحتاج إلى نسخة أخرى من خطة الصحوة التي قامت بها الولايات المتحدة بنجاح في العراق خلال العقد الماضي، بيد أن الاختلاف الآن يتمثل في عدم وجود قوة أمريكية كبيرة على الأرض لكي يتم تنفيذها، وللأسف لا يعتقد الكثيرون أن مثل وجود مثل هذه القوة سيكون مجدياً من الناحية السياسية".

مساحة إعلانية