محليات

292

قطـر ثاني أعلى مستوى لاستخدام "البرودباند" المنزلي

أعلنت مفوضية البرودباند للأمم المتحدة خلال اجتماعها السنوي العاشر اليوم، الإثنين، في نيويورك "من أجل التنمية الرقمية" أن نصف سكان العالم سيتمكن من استخدام الإنترنت خلال 3 سنوات، فيما يعتبر البرودباند الجوال المستخدم من خلال الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر اللوحي في الوقت الحالي من أسرع التقنيات المستخدمة نمواً في تاريخ البشرية.

وكشف التقرير أن أكثر من 40 بالمائة من سكان العالم يستخدمون الإنترنت في الوقت الحالي فعلياً، مع توقع بارتفاع عدد مستخدمي الشبكة من 2.3 مليار شخص في 2013 ليصل إلى 2.9 مليار شخص نهاية هذا العام، وسجلت في دولة قطر ثاني أعلى نسبة لاستخدام البرودباند في المنازل بنسبة (96.4 بالمائة) من بين الدول النامية بعد كوريا.

كما سيتمكن أكثر من 2.3 مليار شخص من استخدام البرودباند الجوال في نهاية 2014، مشكلاً بذلك ارتفاعاً كبيراً نحو العدد المتوقع لمستخدمي البرودباند الجوال وهو 7.6 مليار شخص خلال السنوات الخمس القادمة. ويبلغ عدد المشتركين في البرودباند الجوال في الوقت الحالي أكثر من ثلاثة أضعاف عدد المشتركين في البرودباند التقليدي الثابت. إذ يلاحظ استمرار انتشار تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي التي مكنها البرودباند على نطاق واسع وذلك بوجود أكثر من 1.9 مليار ناشط على شبكات التواصل الاجتماعي.

البرودباند

وقال سعادة الشيخ عبدالله بن محمد بن سعود آل ثاني، رئيس مجلس إدارة مجموعة Ooredoo والمفوض لدى مفوضية البرودباند التابعة للأمم المتحدة: "يبين هذا التقرير الدور المهم الذي تلعبه تقنية البرودباند في التنمية البشرية والأعمال، ولذلك فانه يتعين علينا توفير خدمة الاتصالات للمجتمعات التي لا تتمتع بكافة الخدمات حول العالم. ونؤمن في Ooredoo بأن القدرة على استخدام البرودباند هو حق أساسي لكل مواطن، ونبذل قصارى جهدنا لربط المستخدمين في مختلف مناطق تواجدنا في الشرق الأوسط وشمال افريقيا وجنوب شرق آسيا."

وبالنسبة لشركة الاتصالات الدولية Ooredoo، فقد كان التحول نحو استخدامات متعددة للبرودباند دور مهم في طبيعة أعمال الشركة في أسواقها في الشرق الأوسط وشمال افريقيا وجنوب شرق آسيا. فقد أصبحت البيانات من أكبر الأعمال التي ساهمت في نمو إيرادات مجموعة Ooredoo، وشكلت 22 بالمائة من الإيرادات في 2014 إلى الآن.

خططاً قومية

كماعرض خلال الإجتماع إطلاق تقرير منفصل عن مجموعة عمل المفوضية حول التمويل والاستثمار قادها بنك التنمية الأمريكي، ومناقشة تقرير عن التنمية المستدامة صادر عن قوة العمل التابعة للمفوضية، بقيادة هانس فيستبيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة إيركسون.

وعلى هامش الإجتماع عقدت كذلك جلسة خاصة حول النماذج الجديدة للأعمال حول عصر الإنترنت ضمت كل من كريغ بارات (نائب رئيس جوجل) وييل ماكغواير (مدير الشؤون الهندسية في فيسبوك)، واشتملت كذلك على مناقشات حول النماذج التنظيمية بقيادة توم وييلر رئيس مجلس إدارة FCC وآليكس روغامبا نائب رئيس بنك التنمية الأفريقي، وبمشاركات من كل راندال ستفينسون رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي AT&T، وكلاوس شواب الرئيس والرئيس التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي.

وتستعين المفوضية للدلالة على أهمية خدمات البرودباند بارتفاع عدد الدول التي وضعت خططاً قومية للبرودباند من 102 دولة في 2010 حين بدأت المفوضية أعمالها في 140 دولة حسبما جاء في التقريرالاخير.

ويعتبر تقرير حالة البرودباند 2014 هو النسخة الثالثة من التقرير السنوي للمفوضية. ويتم إطلاق التقرير سنوياً في شهر سبتمبر في نيويورك، وهو التقرير الوحيد الذي يتضمن تصنيف الدولة بناءً على القدرة على استخدام البرودباند وتوفرها في 160 دولة في العالم.

المركز الثالث

وتواصل جمهورية كوريا تسجيل أعلى معدلات استخدام للبرودباند في المنازل والتي تبلغ 98 بالمائة من المنازل عما كانت عليه في العام الماضي وهو 97 بالمائة. وتفوقت إمارة موناكو على سويسرا التي تصدرت في العام الماضي دول العالم في الاشتراك في البرودباند الثابت لكل فرد والتي تزيد على 44 بالمائة من عدد السكان. ويوجد الآن أربع دول (موناكو وسويسرا والدنمارك وهولندا) تفوق فيها نسبة انتشار البرودباند الثابت 40 بالمائة، مقارنة بعام 2013 الذي كانت فيه سويسرا فقط هي الدولة التي تزيد فيها نسبة انتشار البرودباند الثابت عن 40 بالمائة.

وحلّت الولايات المتحدة في المرتبة 19 عالمياً في عدد مستخدمي الإنترنت، متقدمة بذلك على الدول الأعضاء في منظمة التعاون الدولي والتنمية OECD مثل ألمانيا (في المرتبة 20) وأستراليا (21) ولكنها متخلفة عن المملكة المتحدة (12) واليابان (15) وكندا (16).

في حين أن الولايات المتحدة تراجعت من المرتبة 20 إلى 24 فيما يتعلق بأعداد المشتركين في البرودباند الثابت متخلفة عن اليابان ومتقدمة على ماكاو (الصين) وإستونيا.

وجاء ترتيب عدد من دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في أفضل 20 دولة بالنسبة لعدد مستخدمي الإنترنت، فجاءت البحرين في المركز (11)، ودولة الإمارات العربية المتحدة في المركز (13) وقطر في المركز (17). وسجلت في دولة قطر ثاني أعلى نسبة لاستخدام البرودباند في المنازل (96.4 بالمائة) من بين الدول النامية بعد كوريا. كما حلت في المركز الثالث بين الدول النامية فيما يتعلق بنسبة الأفراد الذين يستخدمون الإنترنت.

مستخدمو الإنترنت

ويتعين على دول أخرى من المنطقة مثل الأردن (في المرتبة 87) وتونس (90) والعراق (157) قطع شوط طويل إذ يقل عدد مستخدمي الإنترنت من السكان عن 50 بالمائة.

وبشكل إجمالي، يوجد حالياً 77 دولة يزيد فيها عدد مستخدمي الإنترنت عن 50 بالمائة من عدد السكان، ويشكل ذلك ارتفاعاً عما كان عليه في 2013 وهو 70 دولة. أما أفضل عشر دول في استخدام الإنترنت فهي دول أوروبية، حيث جاءت أيسلندا في المرتبة الأولى في العالم بنسبة 96.5 بالمائة من عدد السكان الذين يستخدمون الإنترنت. أما أقل مستويات استخدام الإنترنت في العالم فهي في منطقة الصحراء الأفريقية، إذ يستخدم الإنترنت أقل من 2 بالمائة من سكان إثيوبيا (1.9 بالمائة)، والنيجر (1.7 بالمائة) وسيراليون (1.7 بالمائة) وغينيا (1.6 بالمائة) والصومال (1.5 بالمائة) وبوروندي (1.3 بالمائة) وإريتيريا (1.2 بالمائة) وجنوب السودان (لا تتوفر نسبة حالياً). وتتضمن قائمة أقل الدول استخداماً للإنترنت أيضاً كل من ميانمار (1.2 بالمائة)، ومقاطعة تيمور ليستي (1.1).

أولويات التنمية

ويقول الدكتور حمدان توريه، الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات ITU، نائب رئيس المفوضية الذي يتقاسم هذا المنصب مع إيرينا بوكوفا المدير العام لمنظمة اليونيسكو: "في الوقت الذي نتطلع فيه إلى عرض أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة 2015، فإن من الضروري أن لا ننسى الذين تأخروا عن اللحاق بهذه التطورات. فعلى الرغم من تسارع وتيرة استخدام البرودباند، إلا أنه من غير المقبول أن يكون 90 بالمائة من سكان الدول الغير نامية الـ 48 غير متصلين بالإنترنت على الإطلاق. ومع اعتبار إنترنت البرودباند أداة أساسية في التنمية الاجتماعية والاقتصادية في العالم يجب علينا أن نجعل من الاتصالات إحدى أولويات التنمية، وخاصة في الدول الفقيرة في العالم. فلم تعد الاتصالات إحدى وسائل الرفاهية للأغنياء، بل إنها من أكثر الأدوات المتاحة لاستخدام الإنسان قوة لاستخدام في تقليل الفوارق في مجالات مختلفة مثل الرعاية الصحية والتعليم والإدارة البيئية وتقليل الفارق بين الجنسين في مجال الاعمال."

توفير استثمارات

وقالت إيرينا بوكوفا، المدير العام لمنظمة اليونسكو: "على الرغم من التطور الكبير الذي شهدته تقنية و خدمات الإنترنت، وعلى الرغم من فوائدها الكثيرة لا زالت هناك أعداد كبيرة من البشر في الدول النامية غير متصلين بالشبكة. ولذلك، فإن توفير القدرة لكل شخص وفي كل مكان للاستفادة من خدمات الاتصالات سيتطلب توفير استثمارات ووضع السياسات التي تمكن من توفير تلك الخدمات. ومع أننا نوجه اهتمامنا إلى البنية التحتية والقدرة على الوصول إلى الشبكات يجب علينا أن نشجع على توفير المهارات الصحيحة وتنوع المحتوى لتمكين النساء والرجال من المشاركة في بناء والمشاركة في المجتمعات القائمة على المعرفة. وكما يبين تقرير حالة البرودباند، فإن المعلومات وتكنولوجيا الاتصالات تسهم بشكل كبير جداً في التنمية الاجتماعية والاقتصادية وفي حماية البيئة، وهي المحاور الثلاثة التي ستقوم عليها أجندة التنمية الدولية بعد عام 2015، والتي ستسهم في نقلنا إلى عالم أكثر استدامة."