رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

418

هل تعني الهزيمة المحتملة لـ"داعش" بسوريا بروزا جديدا للقاعدة؟

22 يونيو 2016 , 04:02م
alsharq
باريس - وكالات

يرى بعض المحللين أن الهزيمة المحتملة لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" قريبا في سوريا يمكن أن تعني عودة جبهة النصرة الإسلامية، فرع تنظيم القاعدة إلى البروز في مقدمة الساحة.

وأشار الأستاذ بمعهد الدراسات السياسية بباريس، جان بيار فيليو، إلى "النظر من منظور نسبي إلى النجاحات الجزئية المسجلة في الأسابيع الأخيرة ضد داعش"، مضيفا "طالما لم يفرض ميدانيا في سوريا والعراق بديل عربي وسني ذو مصداقية، ستحتفظ داعش بأهم مواقعها بل أنها يمكن أن تستعيد بعض الأراضي التي خسرتها كما رأينا في غرب تدمر".

ومن جانب آخر، قال خبير سوري في النزاع طلب عدم كشف هويته، إنه "لئن كانت فرضية الانحسار العسكري الكبير لداعش لا تزال بعيدة، فإنها أقرب للتحقق في سوريا لأن الحاضنة الشعبية لتنظيم الدولة الإسلامية فيها أقل منها في العراق القلب الحقيقي لخلافة البغدادي".

عناصر من تنظيم "داعش".. صورة أرشيفية

انشقاقات وانضمام للقاعدة

وبحسب وكالة "فرانس برس"، أوضح المحلل السوري أن حدوث هزيمة كبيرة بل وخسارة الرقة عاصمة التنظيم المتطرف، لن تؤدي إلى نهاية الجهاديين في سوريا.

ويتابع أنه خلال 4 سنوات من النزاع الدامي الذي أوقع نحو 280 ألف قتيل، فرضت "جبهة النصرة"، فرع القاعدة، نفسها كراس حربة للتمرد على النظام وكمنافس خطر لتنظيم الدولة الإسلامية مع مهادنة باقي المجموعات الإسلامية المتمردة وخصوصا السلفيين القوميين في تنظيم أحرار الشام.

وقال المحلل السوري "في مرحلة أولى سيأتي الكثير من المقاتلين المهزومين مع تنظيم الدولة الإسلامية لتعزيز صفوف النصرة"، مضيفا "وستستغل النصرة لاحقا بصورة أكبر شعور السنة في المناطق التي تسيطر عليها في شمال غرب سوريا، بأنه تم التخلي عنهم".

وأوضح المحلل السوري: "كل شيء يتضافر من أجل مزيد من التشدد لأهالي المناطق المتمردة الذين يشعرون أنه تم التخلي عنهم تماما".

ويبقى "أحرار الشام" الإسلاميون القوميون المتمركزون بقوة محليا القوة العسكرية الأولى في المنطقة.

لكن تشارلز ليستر الباحث في معهد الشرق الأوسط يقول في مقال نشر مؤخرا في مجلة السياسة الخارجية "فورين بوليسي" أن جبهة النصرة ما انفكت في السنوات الأربع الأخيرة تتمدد وتعزز قدراتها العسكرية.

عناصر من حركة أحرار الشام في سوريا.. صورة أرشيفية

إمارة للقاعدة قريبا

ويضيف ليستر أن "القاعدة لديها طموحات كبيرة في سوريا" وتعمل على أن تجعل من هذا البلد معقلها الجديد ضمن إستراتيجية بعيدة الأمد تقوم على "إقامة إمارة، كأول دولة ذات سيادة للقاعدة".

واستباقا لهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا أرسلت القاعدة عشرات من كوادرها إلى سوريا، بحسب ليستر.

ويضيف ليستر أن بين هؤلاء المصري سيف العدل، أحد رفاق أسامة بن لادن والذي رصدت واشنطن مكافأة بقيمة 5 ملايين دولار لمن يساعد في القضاء عليه. غير أنه لم يتم تأكيد وجوده في سوريا أبدا.

وأوضح الباحث أن مهمتهم تتمثل في تعزيز الموقع القيادي لجبهة النصرة محليا وتبديد قلق مجموعات إسلامية أخرى تعارض حاليا في معظمها إقامة إمارة والتحضير لانتقال مستديم من أفغانستان وباكستان إلى سوريا.

عناصر من جبهة النصرة في سوريا

ويتابع ليستر أن القاعدة يمكن حينها أن تقدم نفسها "باعتبارها الحركة الجهادية الأشد ذكاء والأفضل هيكلة والأكثر مصداقية" بعكس تطرف تنظيم الدولة الإسلامية.

ورأى ليستر أن هذه "الإستراتيجية من شأنها أن تجتذب عددا أوسع من المتعاطفين في العالم السني".

ويؤكد المحلل السوري أنه في هذا الظرف فإن تصنيف "أحرار الشام" أو مجموعات مسلحة أخرى "منظمات إرهابية"، وهو ما تتدارسه عدة عواصم غربية على ما يبدو، "سيكون كارثة".

ويضيف "لأن ذلك سيسرع تحالفهم مع النصرة وسيزيد من ارتماء الأهالي في هذه المناطق المتمردة بين أحضان القاعدة".

مساحة إعلانية