رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

2093

مركز دعم: أساليب فعّالة لغرس القيم لدى الصغار

22 مايو 2021 , 07:00ص
alsharq
شعار مركز دعم الصحة السلوكية
نشوى فكري

دعا مركز دعم الصحة السلوكية، الوالدين والمربين إلى اتخاذ الأسلوب القصصي كأحد الأساليب المتبعة في غرس القيم الاجتماعية، واعتماده كآلية داعمة في عملية البناء القيمي في مرحلة الطفولة، مشيرا إلى انه يجب على الوالدين اختيار القصة بناءً على عمر الطفل مع مراعاة تنوع الموضوعات وتقسيماتها والمعايير المناسبة عند الاختيار، كما يجب الحرص على اختيار قصة يستطيع الطفل فهم محتواها وتساهم في ايصال الفكرة المطلوبة، على أن تكون القصة متناسبة مع ثقافة مجتمعنا ومع العادات والتقاليد، ولا تخالف منظومة القيم، وأيضا ضرورة اختيار القصة التي تَحُث الطفل على السلوك الإيجابي وتنميته، مع ضرورة محاكاة القصص للواقع الحقيقي الذي يعيشون فيه.

وأوضح أن القصة تعتبر من الوسائل الفعالة والأنشطة التربوية التي تسهم في تكوين وتطوير شخصية الطفل، إضافة إلى إسهامها في تربيته وتعليمه، موضحا انه من خلال القصص يكتسب الطفل القيم الاجتماعية وتتشكل معارفه واتجاهاته وينعكس ذلك على سلوكه وتعامله مع المحيط حوله، أي أن القصص على اختلاف أنواعها تحمل في ثناياها قيما معينة تُغرس في الأطفال من خلال تصورهم لمجريات الأحداث والوقائع والشخصيات فيها.

دور حاسم

وأشار المركز إلى أن القصص الموجهة للأطفال على اختلاف أنواعها وتقسيمها تلعب دوراً حاسماً في تمكين الأطفال من تطوير الوعي والالتزام بالقيم والأخلاق، كما تكسبهم قيماً جديدة، وتشير الدراسات إلى أن القصص تنقسم إلى المجموعات الآتية: قصص البطل الخارق والقصص البوليسية وقصص البطولات الدينية والوطنية وقصص الحيوان وقصص الخيال والإيهام، بالإضافة إلى القصص الفكاهية وقصص الخرافات والأساطير والقصص الواقعية والقصص التاريخية والقصص الشعبية، فضلا عن قصص المغامرة والقصص العلمية والاستشرافية.. ونوه إلى انه بالإضافة إلى العديد من الموضوعات المختلفة التي تلعب دوراً مهماً في غرس القيم عن طريق قصص الأطفال، لها العديد من الأهداف، ومنها تنمية الطفل لغوياً، عن طريق تنمية قاموسه اللغوي، وتدريبه على التعبير، وإكساب الطفل الكثير من القيم الذاتية، كما تهدف إلى تدريب الطفل على مهارات التواصل، والانصات، والحديث، وتزود الطفل بالكثير من الآداب، وتعلمه السلوك الإيجابي.

ووضع المركز بعض المعايير التي تساعد الوالدين على اختيار القصة المناسبة للأطفال، ومنها أن يكون للقصة هدف تربوي واضح، وأن تكون القصة واضحة المعاني سهلة الأسلوب، وأن تكون القصة متماسكة الأجزاء والأحداث، وان تكون القصة مناسبة لفهم الطفل وطور نموه، وأيضا أن يكون الحوار في القصة جذابا وسهلا، مؤكدا على أن القصص هي أقدم أشكال الأدب، فمن خلال القصص التقليدية، يعبر الناس عن قيمهم ومخاوفهم وآمالهم وأحلامهم، وكذلك القصص الشفوية هي تعبير مباشر عن التراث الأدبي والثقافي، فمن خلالها يتم تقدير التراث وفهمه والحفاظ عليه، وربط الماضي مع ثقافات الحاضر المختلفة، حيث يكتسب الأطفال نظرة ثاقبة حول دوافع وأنماط السلوك البشري، كما أن رواية القصص تثير رداً مشتركاً على المشاعر الإنسانية والمدارك الحسية كالضحك والحزن والإثارة والتوقعات الممكنة، التي تساعد في بناء ثقة الطفل ونموه الاجتماعي والعاطفي والقيمي، بخلاف القراءة والكتابة التقليدية المحضة البعيدة عن الأساليب الحديثة، والتي تعتبر أنشطة فردية قد لا تتجاوز في الغالب تنمية مهارته العلمية.

تصنيفات القصص

وأوضح مركز دعم أن بعض الباحثين قد صنفوا القصص لعدد من الأقسام، ومنها أولا قصص من أنا، وهذه هي القصص التي تعطي الآخرين نظرة ثاقبة حول (من أنت)، وهذا النوع من القصص يقدم حلقة أو سلسلة من الحلقات، وتعتبر هذه القصص عاملا للكشف عن الذات حيث تساعد الأطفال على معرفة صفاتهم وقيمهم، وتمكنهم من المساعدة في بناء علاقة وشعور بالمجتمع، وثانيا قصص لماذا أنا هنا، حيث يميل الناس إلا الشك في شخص لا يعرفونه أو إذا لم يتمكنوا من معرفة دوافعهم تجاهه، وهذا النوع من القصص يوفر منظوراً تاريخياً يشرح كيف وصلت إلى هذه النقطة، وما هي نواياك، وأساس علاقتك بالآخرين. يؤسس هذا النوع منصة للمتعلمين للتحدث عما يأملون في الخروج به من عملية التعلم.

أما الصنف الثالث فهو قصص الرؤية والمعنى والهدف، وهذان النوعان السابقان من القصص يشكلان الشروط المسبقة لهذا النوع، ويستهدف هذا النوع حاجة الإنسان العالمية للمعنى والطموح في سياق التعلم، ويرسي إحساساً بالغاية المشتركة ويلهم الالتزام، ورابعا قصص التدريس، والتي تهدف على وجه التحديد إلى تعليم مهارة أو مفهوم أو قيمة، حيث يسعى هذا النوع من القصص إلى تجسيد الفكرة بشكل ملموس، بحيث تقدم القصة شخصاً نموذجياً تفوق في مهمة أو قيمة، أو تستخدم استعارة موسعة لتوضيح مفهوم، أما خامسا فهي قصص القيم في العمل، وأن أفضل طريقة للتعليم الحقيقة هي طريق المثال الشخصي، يحدد القيمة في ظروف وأحداث العالم الحقيقي. يتيح هذا النوع من القصص غرس القيم بطريقة تجعل الأطفال يفكرون بأنفسهم.

مساحة إعلانية