محليات

325

السكان يدفعون ضريبة "أوفر تايم" شركات الإنشاءات

بحثاً عن العمل الإضافي "الأوفر تايم" وبهذه الحجة يلجأ عدد كبير من العاملين بالشركات التي تعمل في مختلف مناطق الدولة لتنفيذ مشاريع تطويرية بها إلى العمل خلال الليل على المعدات والآليات الثقيلة التي تتسبب بإزعاج دائم للسكان منذ أن توافدت تلك الشركات للعمل في المناطق وبالقرب من منازل المواطنين وذلك منذ عدة أشهر.

الغريب بالأمر أن بعض المواطنين توجهوا للتحدث مع المسؤولين في تلك الشركات لإيقاف العمل خلال الليل ووعدوهم بأن ذلك سيتم ولكن دون جدوى، والتقوا بهم مرة أخرى ليبرروا عملهم أثناء الليل بأن لديهم تصاريح عمل خلال الليل وعلى مدار الساعة من قبل الجهات المعنية.

وتوجه سكان تلك المناطق إلى إدارة الأشغال العامة (أشغال) ووزارة البلدية لمطالبتهما بإيقاف عمل الشركات داخل المناطق والأحياء السكنية أثناء الليل مراعاة لظروف السكان وحتى لا يتسببوا بإزعاجهم والعمل أيضاً على سحب التصاريح التي تسمح لعمال الشركات بالعمل ليلاً، وكانت المفاجأة أنه لا توجد أي تصاريح للشركات بالعمل ليلاً، وهو ما يعني أن العاملين في هذه الشركات كانوا يتخذون أساليب وخدعاً جديدة للتحايل على المواطنين بحصولهم على تصاريح عمل أثناء الليل من أشغال.

يتناوب العاملون في الشركات بالعمل في مواقع المشاريع دون توقف ومن يدفع ثمن ذلك هم سكان المناطق وأصحاب المنازل القريبة من مواقع الإنشاءات

والغريب أيضاً رغم كل تلك الشكاوى إلا أن الجهات المعنية متمثلة بـ"أشغال" لم تحرك ساكناً حتى الآن وما زال العمل الليلي مستمراً في تلك المناطق ولم ولن يتوقف مع استمرار صمت أشغال التي تعتبر الجهة المسؤولة عن عمل تلك الشركات والمتابعة لها عن قرب.

"الشرق" التقت عدداً من المواطنين الذين يعانون بشكل يومي من عمل الشركات بالقرب من منازلهم دون توقف حتى أثناء الليل، مشيرين إلى أن بعض الشركات يتوقف العمل فيها الساعة السادسة مساء ويتبقى في موقع المشروع سائقو معدات وآليات ثقيلة يبدأون عملهم بعد منتصف الليل ويستمر حتى الساعة السادسة صباحاً وهو موعد قدوم العمال وبذلك يتناوب العاملون في الشركات بالعمل في مواقع المشاريع دون توقف ومن يدفع ثمن ذلك هم سكان المناطق وأصحاب المنازل القريبة من مواقع الإنشاءات الذين حرموا من الراحة والنوم الهادئ أثناء الليل نتيجة الأصوات المزعجة المنبعثة من المعدات والآليات التي تعمل باستمرار.

حمد السبيعي رجل مسن عانى كثيرا ولمدة خمسة أشهر متواصلة من الإزعاج الدائم الذي يتعرض له بشكل يومي نتيجة غياب الرقابة وعدم الاستجابة لمطالبه في توقف الشركات عن العمل ليلاً.

ويقول "السبيعي" إنه ليس لديه أي اعتراض على كل ذلك ولكن يعترض بشكل كلي على بعض المعدات والآيات التي تبدأ عملها بعد منتصف الليل، مطالباً "أشغال" بمراقبة عمل الشركات خاصة المتسلمة لمشاريع داخل المناطق والأحياء السكنية، ومنعهم من العمل بعد منتصف الليل.

وفي ذات السياق يرى محمد الكبيسي أن غياب دور هيئة "أشغال" الرقابي أدى إلى تمادي الشركات وعدم التزامها بالقوانين التي تمنع استمرار العمل في المناطق والأحياء السكنية ليلاً، مطالباً "أشغال" بمتابعة سير عمل الشركات في المناطق والأحياء السكنية للتأكد من انجاز المشاريع في وقتها المحدد خاصة تلك الواقعة في المناطق والأحياء السكنية لان أي تأخير في انجازها يعود بالسلب على سكان المناطق ويعني ذلك استمرار الإزعاج والمعاناة لفترات أطول.