رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

2632

قراصنة "الجانب المظلم" يتبرعون لأعمال خيرية بأموال سرقوها

21 أكتوبر 2020 , 08:45م
alsharq
(GETTY IMAGES)
الدوحة - الشرق

كشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية، أنّ عصابةً من قراصنة الإنترنت تحمل اسم "دارك سايد" أو (الجانب المظلم)، دشّنت حملة تبّرع بأموال مسروقة لصالح مؤسسات خيرية، في تصرّف غريب هو الأول من نوعه في عالم جرائم الإنترنت.

 

وتقول عصابة القراصنة، إنّها بعد أنْ استولت على ملايين الدولارات من الشركات، تريد الآن إنفاقها في سبيل "إصلاح حال العالم".

 

وتبرّعت العصابة بمبالغ رقمية مشفرة تعادل قيمتها 10 آلاف دولار، لمؤسستين خيريتين، وذلك حسب ما أعلنت عنه العصابة عبر موقعها الرسمي على ما يُعرف بـ "شبكة الويب المظلمة"، من خلال نشر إيصالات المبلغ المتبرع به.

 

وذكرت الصحيفة أن إحدى الجمعيات الخيرية المستفادة من أموال العصابة، أعلنت أنها لن تحتفظ بتلك الأموال، وهي جمعية "تشلدرن إنترناشونال".

 

وكانت العصابة قد أعلنت في ال13 تشرين الأول - أكتوبر الجاري، على موقعها الرسمي، أنّ حملة القرصنة التي أطلقتها لا تستهدف إلا الشركات ذات الأرباح الكبيرة، وذلك من خلال اختراق أجهزتها والحصول على فدية منها، من أجل "إصلاح حال العالم".

 

وأثارت هذه الحادثة العجيبة دهشة وحيرة على الصعيدين الأخلاقي والقانوني، مع موجة من الاستنكارات، وضعت الجمعيات الخيرية في مأزق، بسبب القوانين التي تمنع قَبول الأموال التي تأتي بطرق غير شرعية، مثل الجرائم الإلكترونية.

 

وقال القراصنة في منشورهم: "نرى أنّه من العدل أنْ تذهب بعض الأموال التي حصلنا عليها من هذه الشركات إلى المؤسسات الخيرية"، وأضافوا: "مهما كان مقدار الشر الذي تظنون أن أعمالنا تنطوي عليه، فإنه يسعدنا أن نسهم في تغيير حياة شخص ما. اليوم أرسلنا أول دفعة من التبرعات".

ونشر القراصنة إيصالات ضريبية تلقَوها إثر قيامهم بتحويل 0.88 بيتكوين (10,355.75 دولار) إلى مؤسستين خيريتين هما "ذا ووتر بروجكت"، و"تشلدرن إنترناشونال".

 

وتدعم مؤسسة تشلدرن إنترناشونال أطفالًا وعائلات ومجتمعات في الهند، والفلبين، وكولومبيا، والإكوادور، وزامبيا، وجمهورية الدومينيكان، وغواتيمالا، والهندوراس، والمكسيك، والولايات المتحدة.

 

وقال المتحدث باسم تشلدرن إنترناشونال لبي بي سي: "إذا كانت التبرعات مرتبطة بقراصنة، فلا ننوي الاحتفاظ بها".

 

أما مؤسسة ووتر بروجكت، التي تعمل على تحسين قدرة الوصول إلى مياه نظيفة في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء، فلم تستجب إلى طلبات للتعليق.

 

يقول خبير تقييم تهديدات الهجمات الإلكترونية، بريت كالو، إنّ "ما يطمح إليه القراصنة عبر هذه التبرعات ليس واضحًا بشكل تام. ربما التخفف من الشعور بالذنب؟ ربما أرادوا الظهور بمظهر 'روبن هود' بدلًا من الظهور كشخصيات مبتزّة لا ضمير لها!".

 

ويضيف بريت: "أيًّا كانت دوافعهم، فإنهم اتخذوا خطوة شديدة الغرابة على أية حال؛ فعلى حد علمي هذه هي المرة الأولى التي تقدم فيها عصابة تتحصل على أموال عبر مهاجمة النظم الإلكترونية على التبرع بجزء من أرباحها لمؤسسات خيرية".

 

ولجأ القراصنة في عمليتهم إلى خدمة إلكترونية للتبرعات تقدمها شركة "The Giving Block" التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرًا لها وتستخدمها 67 مؤسسة غير ربحية حول العالم. وذلك بحسب بي بي سي.

 

وقالت الشركة لبي بي سي، إنّها لم تكن تدري أن تلك التبرعات مصدرها قراصنة. وأضافت أنّها لا تزال تعمل على تحديد ما إذا كانت هذه الأموال مسروقة بالفعل.

 

وتابعت الشركة بالقول:"إذا اتضح أن هذه التبرعات هي في الأصل أموال مسروقة، فسنبدأ بالطبع في إعادتها لأصحابها الأصليين".

 

ولم توضح الشركة كيف ستحاول التوصل إلى ضحايا هؤلاء القراصنة وتعيد إليهم أموالهم.

مساحة إعلانية