تقارير وحوارات

823

تأسيس المجموعة الإفريقية بالدوحة وتنصيب سفير الجزائر رئيساً

تعزيز الاستثمارات القطرية بإفريقيا أهم أهداف المجموعة

سفراء: أولوياتنا تنسيق الشراكة بين قطر ودول القارة والحضور الثقافي الإفريقي بالدوحة

توفير قاعدة بيانات عن امكانات وفرص الاستثمار بدول القارة للجانب القطري

وجود 24 سفارة إفريقية بالدوحة يخلق فرصا كبرى لإثراء برامج المجموعة

واثقون في تجاوب الوزارات والمؤسسات القطرية مع أهداف المجموعة ودعم برامجها وأنشطتها

رئاسة الجزائر للدورة الأولى اعتراف بدورها في قيادة ودعم حركات التحرر الوطني بإفريقيا

أكد سفراء المجموعة الإفريقية بالدوحة أهمية تأسيس المجموعة لدعم علاقات التعاون بين دولة قطر ودول القارة والعمل على إبراز إمكانات إفريقيا على كافة الأصعدة، وأن تشكيلها جاء استجابة لإعلان الاتحاد الإفريقي، وللحاجة إلى تضافر جهود السفراء الأفارقة بالدوحة (24 دولة) وتنسيقهم لدعم العمل الجماعي القطري - الإفريقي والخليجي الإفريقي في إطار مبادرة الشراكة الجديدة من أجل التنمية في إفريقيا (نيباد).

وقد تم أمس، الخميس، الإعلان رسمياً عن تأسيس المجموعة وبدء نشاطاتها في اجتماع دعا إليه سفير الجزائر بالدوحة سعادة السيد عبد العزيز سبع بمقر السفارة بحضور 20 من السفراء والدبلوماسيين الأفارقة بالدوحة من سفارات الجزائر وموريتانيا وتونس والمغرب والسودان ومصر والسنغال والنيجر وتشاد وجزر القمر وبنين وليبيريا وجيبوتي ونيجيريا وكينيا وبوركينافاسو ومالي وجمهورية إفريقيا الوسطى وجنوب إفريقيا، فيما تغيبت عن الاجتماع إرتريا وإثيوبيا والصومال وليبيا.

وشدد سعادة السفير عبدالعزيز سبع، الذي تم تنصيبه رئيسا للمجموعة لمدة عام، على أهمية التعاون الاقتصادي ما بين قطر ودول المجموعة، سواء على المستوى الثنائي بين الدول الإفريقية والتي تشهد تقدما وتطورا أو على مستوى المجموعة، مؤكداً أن التعاون الاقتصادي بين الجزائر وقطر ينمو سنويًا بشكل قوي.

وقال إن القارة الإفريقية تذخر بخيرات وإمكانات كبيرة وهي في طريق النمو وتعتبر مهمة جدًا وهي التي ستدفع الاقتصاد العالمي في السنوات المقبلة وسترفع وتيرة النمو العالمي.

وأضاف سفير الجزائر رئيس المجموعة أن الاتحاد الإفريقي اعتمد خطة تطوير البرامج الاجتماعية 2063 وهو ما يتطلب تطوير التعاون والشراكة بين إفريقيا ودول العالم بما فيها قطر والآن شراكة بين الاتحاد الإفريقي والصين وتركيا والهند وكذلك لبحث التطور الاقتصادي في إطار برنامج "ليباد".

وقال إن الاقتصاد الإفريقي يسعى لمزيد من الاستثمارات الخليجية خاصة من دولة قطر، موضحاً أن المجموعة تهدف أيضا للتعريف بإمكانات القارة الإفريقية لجلب المزيد من الاستثمارات القطرية لإفريقيا وبناء شراكات مع الدول التي تريد الاستثمارات القاعدية التي اعتمدت في إستراتيجية التنمية الإفريقية.

وأكد السفير سبع لدى افتتاحه اجتماعات المجموعة أن سفارة الجزائر تضع كافة إمكاناتها تحت تصرف المجموعة لدعم نشاطات المجموعة الإفريقية، وأعرب عن شكره للثقة التي منحها سفراء إفريقيا بالدوحة لشخصه وللجزائر لانطلاق المجموعة برئاسته، منوها أن جميع الأفارقة يعلمون ما قدمته الجزائر كمساهمة في تحرير القارة وفي نضالها الدؤوب من أجل بعث حركة النمو والتطور الاقتصادي والاجتماعي.

وأكد أن المجموعة ستعمل على إظهار الوجود الإفريقي بالدوحة عبر تنوعه الثقافي قائلا إن بإمكان الجاليات الإفريقية الموجودة وبدعم من المجموعة أن تظهر أكثر في الساحة الثقافية والرياضية في الدوحة بالتعاون مع المسؤولين القطريين سواء على مستوى الوزارات أو المؤسسات الثقافية والرياضية.

وقال إن هذه الأنشطة ستكون مساهمة من الدول الإفريقية لإثراء الحقل الثقافي والرياضي في بلد الاعتماد، مؤكداً ثقته في أن المجموعة ستجد يد المساعدة من قبل السلطات القطرية.

لقاءات وأنشطة

وفيما يتعلق بالأنشطة أوضح سفير الجزائر أن المجموعة ستنظم لقاءات لتبادل وجهات النظر واستضافة مسؤولين قطريين أو مسؤولين أفارقة أثناء زياراتهم للدوحة، كما ستعمل المجموعة على التعريف بما تقوم به منظمة الاتحاد الإفريقي في مجال التطور والاقتصاد وتطلعات القارة وشعوبها للتنمية وجهودها في استتباب الأمن والسلام وحل الأزمات التي تعصف بمناطق القارة وأن أجندة 2063 ستكون منطلقا لعمل المجموعة والتي تجند كل طاقات الشعوب الإفريقية لتحقيق التنمية بمفهومها الشامل.

وأكد أن المجموعة ستكون فضاء جديدا بالدوحة لتبادل الآراء والمعلومات وفق برنامج عمل يحدده السفراء عبر آلية للتواصل اقترح أن تكون عبر البريد الإلكتروني، لافتا إلى أن خطة العمل ستكون سنوية حيث ستكون مدة الرئاسة سنوية بالتداول حسب المجموعات (غرب ووسط وشمال وجنوب وشرق إفريقيا).

ودعا سفراء المجموعة إلى البدء في إعلام جالياتهم بالتحضير لاجتماع مقبل يتناول الاقتراحات التي ستقدم من جانب السفراء فيما يمكن القيام به خلال السنة، منوها بأن المجموعة ستبادر للمساهمة في احتفالات دولة قطر باليوم الوطني سواء بنشاطات رياضية أو ثقافية.

ونقل اعتذار سفير إرتريا عميد السلك الدبلوماسي، السفير علي إبراهيم عن عدم حضور الاجتماع نظراً لانشغالاته الكبيرة وانه أبلغه أنه يبارك ويؤيد كل القرارات التي ستتخذها المجموعة.

وتحدث سعادة السيد طيب دبد روبلة سفير جيبوتي مهنئاً سفير الجزائر برئاسة المجموعة في دورتها الأولى، وقال إن بإمكان المجموعة تنظيم أنشطة متعددة في هذا البلد، مؤكداً حرصه على العمل معاً في سبيل ترقية هذه المجموعة، قائلا "القافلة تسير والذي يتخلف يتخلف وأن المهم أن نعمل معاً في سبيل الوحدة.

عاصمة نشطة

وقدم سعادة السيد فتح الرحمن علي محمد سفير السودان التهنئة لسفير الجزائر مؤكداً تطلعه للعمل معا في الدوحة العاصمة النشطة الحية في هذه المنطقة وأن وجود 24 سفارة بالدوحة كفيلة بأن تعبر عن إفريقيا الحاضرة في دولة قطر خاصة وأنها بدأت تعبر بدولها نحو الاستقرار والتنمية.

وقال إن للجزائر رمزية خاصة في التحرر والتحرير وفي تاريخ التحرر الوطني ومواقفها الإفريقية وإن اللقاء له ما بعده في التنسيق والتحاور وفي العلاقة مع دولة قطر النشطة اقتصاديا وثقافيا ورياضياً، مُعرباً عن ثقته بأن السفراء سيقدمون ما عندهم في ظل هذه المجموعة المتجانسة في إطار الرؤية الإفريقية والاتحاد الإفريقي الذي بدأ يخطو خطوات نحو وحدة إفريقيا.

من جانبه تحدث القائم بالأعمال المغربي بالدوحة سعادة السيد عبد الرزاق دينار مهنئا رئاسة الجزائر للمجموعة داعيا للمضي قدما في أنشطة المجموعة، مؤكداً استعداد سفارة المغرب للتجاوب مع المقترحات التي تطرح من خلال المجموعة لإظهار صورة للقارة الإفريقية تختلف عن الموجودة لدى العديد من الأشخاص عن إفريقيا كمصدر للحروب والمجاعة والحروب والأزمات وأن وجود أكبر عدد من السفارات الإفريقية المعتمدة في دولة قطر يخولها أن تكون أكبر مجموعة ممثلة بالعديد من البرامج والأنشطة في دولة قطر.

وأعرب سعادة السيد أحمد شيخ محمد سفير جزر القمر عن سعادته بقيام المجموعة موضحا أنها تعطينا أملا كبيرا بأننا سنحقق أهدافا كبيرة في الدوحة، مؤكداً استعداد جالية جزر القمر بالدوحة للمشاركة في أي فعاليات تدعو لها المجموعة.

وأثنى سفير السنغال بالدوحة سعادة السيد مامادو صال على قيام المجموعة الإفريقية، معربا عن شكره لسفير الجزائر واقترح وجود لائحة للمجموعة لتسهيل التواصل بين السفراء كما اقترح وجود معاونين لرئيس المجموعة ومقر خاص بها لمباشرة أنشطتها ومهامها المنوطة بها للبدء بالعمل وفق برنامج عمل للسنة المقبلة.

مكتب داعم

من جانبه أكد سعادة السفير صلاح الصالحي سفير تونس ترحيبه بتأسيس المجموعة مهنئا سعادة السفير الجزائري، ومعربا عن شكره له لقبوله هذه المسؤولية وأثنى على ما تم تقديمه من مقترحات، مبديا ملاحظتين: الأولى تتعلق بطريقة تسيير المجموعة، والثانية تتعلق ببرنامج الأنشطة.

واقترح تشكيل مكتب لدعم المجموعة من المجموعات الفرعية وأن تقدم كل مجموعة سفيرا لها في مكتب المجموعة يمثلها، كما اقترح إطلاق العديد من الأنشطة ومتابعة عقد اجتماعات مع مسؤولين قطريين على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، كما طرح تنظيم أنشطة اجتماعية تضم عائلات الدبلوماسيين بالدوحة وتنظيم رحلات إلى جانب الأنشطة السياسية والثقافية.

وقدم سعادة السيد بوبكر الصديق شرومة سفير تشاد التهنئة بقيام المجموعة، مؤكداً أنه ولدت راشدة وأن بإمكانها القيام بالعديد من الأنشطة، كما أكد دعم تشاد باعتبارها تتولى رئاسة الاتحاد الإفريقي حاليا، لأنشطة المجموعة مبديا الاستعداد للتعاون مع الرئاسة.

كما هنأ سعادة السيد حسن مبارك بوبكر سفير جمهورية النيجر لدى الدولة سفير الجزائر برئاسة المجموعة، معربا عن شكره لسفارة الجزائر لاستضافة هذا الاجتماع.

وأكد تفاؤله بالإعلان عن قيام المجموعة تزامنا مع ميلاد حكومة وحدة وطنية في النيجر تشمل كل أحزاب المعارضة بالنيجر. وقال إننا نطمع كمجموعة إفريقية أن تستفيد من مقومات القارة الكبيرة وأن تصل المجموعة إلى مرحلة متقدمة من التعاون الثنائي مع الدولة المضيفة دولة قطر بالإضافة إلى المجموعة الإفريقية وأن ينتقل الأمر إلى التعاون الخليجي الإفريقي بالنظر إلى العدد المتميز والكبير للسفارات الإفريقية.

برامج اقتصادية

من جانبه أكد سعادة السيد سيدي محمد لغظف - سفير الجمهورية الإسلامية الموريتانية دعم موريتانيا للمجموعة لما تقوم به من أجل تحقيق أهداف التنمية في إفريقيا وتعزيز التعاون مع دولة قطر، وهنأ سفير الجزائر على توليه رئاسة المجموعة وقال إننا على يقين أنه وبحكم خبرته فإننا سنتوصل إلى نتائج تخدم المجموعة الإفريقية، واقترح برنامجا للعمل في السنة المقبلة، داعيا السفراء لتقديم اقتراحاتهم للرئاسة الجديدة، معربا عن أمله في أن تعمل الرئاسة على تنظيم لقاءات دورية مع المسؤولين في وزارة الخارجية لمناقشة بعض القضايا التي تهم المجموعة.

ودعا إلى تشجيع الانخراط في برامج اقتصادية، موضحا أنه انطلاقا من كون دولة قطر دولة خليجية لها موارد لا بأس بها وتهتم بالاستثمار في دول إفريقيا فإنه من المهم أن نبكر جميعا لتقديم بعض المعلومات والبيانات والمعطيات التي ربما تشجع الجانب القطري على الاستثمار وتقديم فرص واعدة في إطار برنامج طموح للمجموعة.

كما أكد سفراء مالي وتشاد وبنين ونيجيريا وبوركينا فاسو وعدد من الدبلوماسيين من جنوب إفريقيا ومصر دعمهم لرئاسة الجزائر للمجموعة وأنشطتها المقبلة.