رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

1943

لا مقارنة ألبتة بين تطلعات الرعيل الأول .. 

عبد الله النعمة:  تطلعات شباب اليوم وضيعة لا يقرها دين ولا عقل

21 سبتمبر 2018 , 11:00م
alsharq
‏محمد دفع الله 

قال فضيلة الشيخ عبد الله النعمة إن تمني الأماني لا عيب فيه ولا لوم، بل هو على الحقيقة فطرة فطر الله الناس عليها، وواقع يعيشونه يوميا على اختلافهم، تسلو به نفوسهم، وتشبع به رغباتهم، وتتحفز به هممهم، وتبنى عليه آمالهم وطموحاتهم.

وذكر النعمة في خطبة الجمعة اليوم بجامع الإمام محمد بن عبد الوهاب إن قيمة المرء في أمنيته ومطلبه، فأمنيات عالية، وتجاوز الثريا، وتتعلق بالعرش، وما أعده الله لعباده من النعيم في الآخره، تدل على رجاحة عقل صاحبها، وطيب معدنه، وطهاره نفسه. وأمنيات خسيسة سافلة، تحوم حول الأنتان والشهوات ومطامع الدنيا الفانية .

وقال إن أعظم الأمنيات الشريفة الفوز بالجنة والنجاة من النار، تلك الأمنية الكريمة التي لا أحسب مسلما عاقلا إلا يتمناها، ونعم الأمنية وأكرم بها؛ فإنه ليس بعد الفوز بالجنة والنجاة من النار أمنية تستحق الظفر والغنيمة.

واسترشد بقول ابن القيم رحمه الله: (صاحب الهمة العالية أمانيه حائمة حول العلم والإيمان، والعمل الذي يقربه إلى الله ويدنيه من جِواره.. فأماني هذا إيمان ونور وحكمة).

وقال النعمة إن النظر في الأماني، والتأمل فيها، مطلب مهم في الحياة، فليس كل شيء يستحق التمني، ورُبَّ امرئ حتفه فيما تمنَّاه؛ ولهذا جاء في الأثر: (إِذَا تَمَنّى أَحَدُكُمْ فَلْيَنْظُرْ مَا يَتَمَنَّى فَإِنَّهُ لاَ يَدْرِي مَا يُكْتَبُ لَهُ مِنْ أُمْنِيتِهِ).

ولفت إلى أن من الأماني ما يدخل في باب المحرمات التي نهى الشارع عنها نهياً عظيماً، وهي إنما تجر على صاحبها الإثم والخسار، والحسرة والندامة في الدنيا والآخرة؛ فتَمنّي زوال النعم عن الآخرين ليصبحوا محرومين منها مفلسين هو الحسد المحرم الذي نهى عنه الشارع. بقوله: {وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ}.

تمني لقاء العدو ممنوع 

وأضاف " تمنِّي لقاء العدو مما نهى عنه الشارع الحكيم كما أن تمني الموت مما نهى عنه المصطفى صلى الله عليه وسلم بقوله: (لا يتمنى أحدكم الموت؛ إما محسناً فلعله يزداد، وإما مسيئاً فلعله يستعتب). 

وأشار الى بعض أمنيات النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الأطهار وسلف هذه الأمه الأخيار ، لتدركوا البعد والغايات بين أمنيات السلف ، وأمنيات الخلف فلقد كان المصطفى صلى الله عليه وسلم يتمنى هداية قومه والناس أجمعين ؛ ويتمنى أن يكون اكثر الناس تابعا يوم القيامه ؛ ويتمنى أن تكون أمته شطر أهل الجنه ؛ ويتمنى أن لو كان له مثل أُحدٍ ذهبًا، لا لينفقه على نفسه وأهل بيته ، بل لا يأتي عليه ثلاث ليالٍ حتى ينفقه في سبيل الله على الفقراء والمساكين .

الطموحات السامية لأصحاب الهمم العالية

قال النعمة إن الأماني الصالحه والطموحات الساميه هي ديدن اصحاب الهمم العاليه والنفوس الشريفه العاقلة ، وهي إنما تنال بالجد والعزم وتدرك بالاجتهاد والصبر والمصابرة ، وقد قال الله تعالى للمؤمنين: (ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءاً يجز به ولا يجد له من دون الله ولياً ولا نصيرا)

وقال إن دخول الجنة والظفر بمراتبها العاليه ولا النجاة من النار ومن دركاتها الدنية بالأماني، ولكن بالعمل الصالح، والإيمان الصادق، وهذا إنما يكون ببذل الطاقة ترقياً في مراتب الكمال، وترفعًا عن دركات النقصان.

مساحة إعلانية