رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

328

نظام "الأسد" يحاول تقديم "داعش" كقربان رضا للغرب

21 أغسطس 2014 , 10:29م
alsharq
بيروت، القاهرة - بوابة الشرق، وكالات

تراهن سوريا على أن مسعى تنظيم الدولة الإسلامية لإعادة تشكيل الشرق الأوسط، سيدفع في نهاية المطاف الغرب المعادي إلى التعامل مع "الرئيس" السوري بشار الأسد، باعتباره الخيار الوحيد للتصدي لهذا الخطر.

وفي حين تصعد قوات الأسد قتالها مع مسلحي الدولة الإسلامية في الحرب السورية، تنفذ الولايات المتحدة غارات جوية على الجماعة ذاتها في العراق المجاور.

وتقول مصادر على دراية بتفكير الحكومة السورية، إن هذه العوامل بالإضافة لعقوبات الأمم المتحدة على مقاتلي الدولة الإسلامية، عززت اعتقاد الأسد بأن الولايات المتحدة وأوروبا ستتفقان مع رؤيته للصراع.

ويستبعد مسؤولون في حكومات غربية دعمت الانتفاضة ضد الأسد فكرة التقارب ويقولون إن سوريا ليست العراق.

لكن تنامي المخاوف الغربية من الدولة الإسلامية، يثير الجدل بشأن السياسة تجاه سوريا، وترى حكومة دمشق التي تشجعت بسبب زيارات من وكالات مخابرات أوروبية أعلن عنها مسؤولون سوريون في وقت سابق هذا العام أن الحرب على الدولة الإسلامية ستفتح فرصا جديدة للتواصل.

ولا توجد مؤشرات على أي تغيير في واشنطن، التي تقوم سياستها تجاه سوريا على ضرورة رحيل الأسد وكادت تقصف سوريا العام الماضي بعد أن اتهمت الأسد باستخدام أسلحة كيماوية.

وقال بن رودس نائب مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال مقابلة إعلامية "إنه (الأسد) جزء من المشكلة".

وتقول المصادر إن الأسد لا يتوقع أن يغير الغرب سياسته قريبا لكن بعد سيطرته على أراض ينظر لها باعتبارها ضرورية لبقائه فإن أمامه متسعا من الوقت طالما يتحلى ببعد النظر في الصراع في سوريا.

وتقدم دمشق نفسها كشريك في حرب ضد عدو مشترك أعلن خلافة إسلامية في الأراضي التي يسيطر عليها عبر الحدود بين سوريا والعراق، ويتحرك مقاتلو الدولة الإسلامية بحرية بين البلدين.

سوريا مستعدة للتعاون

خلال جلسة الأمم المتحدة الأسبوع الماضي، وقال فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري إن قرار مجلس الأمن "يمثل إرادة المجتمع الدولي في محاربة الإرهاب"، على حد وصفه.

وقال إن سوريا لن تتردد في التعاون مع أي دولة في محاربة الإرهاب إلا من يدعون محاربته وهم يمولونه ويدعمونه ويرعونه.

وتبدو السعودية -المعادية بقوة لتحالف الأسد مع إيران- قلقة بدرجة متزايدة من قوة الدولة الإسلامية.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماري هارف، إن الولايات المتحدة -التي يقلقها وصول تمويل إلى الدولة الإسلامية من متعاطفين معها- تعمل مع حكومات المنطقة لحملها على مزيد من التضييق على التمويل.

والمقاتلون الإسلاميون الآخرون في سوريا في حالة تراجع، فهم يقاتلون تحت مظلة الجبهة الإسلامية ويواجهون ضغطا نتيجة لتقدم مسلحي الدولة الإسلامية شمالي حلب وهي مدينة سورية رئيسية تطوقها القوات الحكومية أيضا.

وينظر إلى الجيش السوري الحر الذي كان في وقت من الأوقات الأمل الرئيسي للغرب في معارضة معتدلة للأسد على أنه الآن فقد أهميته.

وقال جوشوا لانديس وهو خبير في الشؤون السورية بجامعة أوكلاهوما "الأسد دفع المعارضة نحو مأزق، لقد نفذوا كل ما تمناه.. بأن يصبحوا أكثر دموية منه.. وأن يصبحوا حفنة من قاطعي الرؤوس والمتطرفين الإسلاميين".

وأضاف، إن الدول الغربية التي صورت الأسد كشيطان ستجد من الصعب إعادة التواصل معه، لكن له أصدقاء سيضغطون من أجل السير في هذا الطريق بمن فيهم رئيس الوزراء العراقي الشيعي المكلف حيدر العبادي.

وقال لانديس، "يحتاج الأسد إلى تقديم نفسه كشريك للولايات المتحدة، وأن يساعد في الترويج لمقوله ستطرحها بلا شك إيران ورئيس الوزراء العراقي الجديد: أنه لا يمكنك أن تكون ضد (الدولة الإسلامية) وضد الأسد".

"العمل مع إيران"

ويمثل هذا الوضع ورطة للغرب، وحتى العام الماضي فقط سعى أوباما للحصول على موافقة من الكونجرس على توجيه ضربات جوية ضد الأسد بعد أن اتهمه باستخدام أسلحة كيماوية ضد شعبه وهو زعم نفته حكومة دمشق.

وتم تجنب هذه الضربات نتيجة لاتفاق توسطت فيه روسيا وافق بموجبه الأسد على تسليم مخزوناته من الأسلحة الكيماوية.

وردا على نداءات لواشنطن، بأن تدرس العمل مع الأسد قال رودس، أن سياساته هي التي مكنت الدولة الإسلامية من إقامة ملاذ آمن في سوريا، وأضاف، إنه بدلا من ذلك ركزت الإدارة الأمريكية على تعزيز قوات الأمن العراقية وقوات المعارضة السورية المعتدلة.

لكن وزير الخارجية البريطاني السابق مالكولم ريفكند، قال هذا الأسبوع، إن المعارضة المعتدلة "في حالة فوضى"، وأضاف قائلا، "الإرهابيون (من الدولة الإسلامية) يصبحون على نحو سريع الخصوم الجادين الرئيسيين للحكومة المؤيدة لإيران في دمشق".

وكتب في صحيفة ديلي تلجراف البريطانية، داعيا للتعاون مع إيران في مواجهة الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، وقال، "إذا تعين علينا العمل مع إيران لهزيمة الدولة الإسلامية فليكن كذلك".

ومناطق سيطرة الدولة الإسلامية بعيدة عن مناطق الاهتمام الرئيسي للحكومة السورية وخاصة دمشق وممر أراض استراتيجيا يمتد شمالا إلى الساحل معقل الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الأسد وتشكل قاعدة سلطته، وهذه المنطقة تخضع الآن في معظمها لسيطرة الأسد.

"زيادة كبيرة في القدرات"

وقال مسؤول غربي مستندا في تحليله إلى صور نشرت على الإنترنت، إن الدولة الإسلامية استولت على 3 قواعد للجيش السوري في الرقة في الأسابيع القليلة الماضية لتزيد ترسانتها بواقع 20 قطعة مدفعية بعيدة المدى و22 دبابة على الأقل.

وقال المسؤول، "إنها زيادة هائلة في قدراتهم لكنهم غير مدربين على كيفية استخدامها"، وشنت القوات الجوية السورية عشرات الهجمات الجوية على الرقة في مطلع الأسبوع تزامنا مع الهجمات الأمريكية التي ساعدت في طرد مقاتلي الدولة الإسلامية من سد الموصل في العراق.

ويسأل المنتقدون عن السبب في أن دمشق تركت فيما يبدو الدولة الإسلامية لحالها حتى وقت قريب مشيرين إلى فرص ضاعت لضرب قوافل الجماعة ومتهمين الأسد بالسماح لها بسحق جماعات المعارضة الأخرى، لكن هذا الأمر يتغير.

فقد قتل عدة مئات من الموالين للأسد منذ كثفت الدولة الإسلامية هجماتها على المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في يونيو حسبما أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يراقب الحرب، وقصفت القوات الجوية السورية أيضا مقاتلي الدولة الإسلامية أثناء تقدمهم قرب حلب هذا الأسبوع.

مساحة إعلانية