رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

1612

لبنان ينتفض..أربعة أيام من التظاهرات تغير المعادلة وتسقط الرهان 

20 أكتوبر 2019 , 12:50م
alsharq
بوابة الشرق_سماح الخلايلي

من ثورة الواتساب..الى بدنا نحاسب اتجاها الى  لبنان ينتفض ويثور هكذا انقلبت مسميات التظاهرات في الشارع اللبناني على مدى أيام ثلاثة ..

وكأنما كرة النار التي أشعلتها حرائق لبنان ، من أقصى الشمال إلى أقصى جنوبه كبرت وتغالظت حتى انفجرت انتفاضة، امتدت أيضا لتطال مناطقه كافة بمختلف ساحاتها وميادينها

الشرارة الأولى كانت ضريبة مضافة على خدمات الواتساب، ضريبة جديدة جاءت لتضاف الى  سلسلة ضرائب مفروضة سابقا منها ضريبة المحروقات وغيرها من الضرائب التي ألقت بوطأتها على المواطن اللبناني.

وراهنت الطبقة السياسية أن التحركات الشعبية ليست إلا زوبعة فنجان ستنقضي بانقضاء أزمة الواتس اب فسقطت الضريبة لكن الرهان على احتواء الانتفاضة الشعبية سقط أيضا

فاللبناني الذي فاض به من أزمات البلاد المتلاحقة وانهكته أعبائها، لم يعد  يحتمل الانتظار والسكوت وسرعان ما برهن أن الوجع أكبر من مجرد ضريبة مضافة ،إنما هو نتاج سنوات طويلة من الحرمان وفساد السلطة الذي عاث بالبلاد خرابا 

وكما توحدت النيران المشتعلة بين أطياف اللبنانيين ...جاءت انتفاضتهم ، فالناس خلعت عنها ثوبها الحزبي ورداءها الطائفي ولبست عباءة  كلنا  للوطن وانضوت تحت شعار واحد كلن يعني كلن ..  فصدحت أصوات المتظاهرين مطالبة بإسقاط النظام والحكومة والسلطة برئاساتها الثلاث مجتمعة.

توحدت الصرخة تحت لواء لبنان أولا فكسرت كل القيود والمشهدية المتعارف عليها،أسقطت منطق الطائفية والحزبية الطاغي فكان لها وقعا مغايرا عما عرفته لسنين.. وهذه المرة كل الأحزاب وكل التيارات السياسية سقطت هيبتها وكانت في عين العاصفة الشعبية.

انفجر الحراك المدني الغاضب بوجه الطبقة السياسية المتمثلة بزعماء احتكروا السلطة في ظل محاصصة طائفية  أنتجت أزمات متلاحقة  من أزمة نفايات الى أزمة الدولار والليرة وصولا الى عجز الدولة في إطفاء الحرائق التي قضت على الأخضر واليابس لولا تدخل الأمطار .

وأمام  هذا السيل  الشعبي العارم ،عجزت خطابات السياسيين وتطميناتهم عن  تنفيس احتقان المتظاهرين  على مدى الايام الثلاث فلا استطاع من أراد أن يركب موجة الثورة الشعبية من الاصطياد في المياه العكرة،ولا أخمد تراشق الاتهامات بين المسؤولين جمر الثائرين.

رئيس الحكومة سعد الحريري خرج مهددا بمهلة 72 ساعة حتى يحصل على جواب حاسم من شركائه في الحكم لتقديم جواب للمواطنين والمجتمع الدولي وإلا الاستقالة ،فأعلن وزير المال أمس بعد لقاءه مع الحريري أنهما اتفقا على موازنة نهائية لا تتضمن أي ضرائب أو رسوم إضافية ، في حين وعد الرئيس اللبناني ميشال عون بتقديم حل مطمئن للأزمة العميقة التي تعيشها البلاد...لكن المحتجين ازدادوا إصرارا  على عدم مغادرة الشارع واسقاط السلطة  بدءا من أعلى هرم الدولة  والحكومة.  

كذلك كان لخروج الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الوقع نفسه ، وكلمته هي الأخرى لم  تسمع الغاضبين ما أرادو سماعه، فنصر الله الذي أكد أن لوضع المالي والاقتصادي ليس وليد الساعة والعهد الجديد والحكومة الحالية ..بعث برسالة إلى المتظاهرين مفادها: "لن تتمكنوا من إسقاط العهد.

ردات فعل المتظاهرين في ساحتي الشهداء ورياض الصلح، على اعلان رئيس حزب "القوات اللبنانية" الطلب الى وزرائه الاستقالة من الحكومة لم تختلف كثيرا عن سابقاتها فالمعتصمين لم يستقبلوا الخطوة بالترحيب والتهليل ، بل رأى فيها  البعض بداية النهاية ،فيما رفض آخرون ان تركب "القوات" الموجة الشعبية وتظهر في موقف بطولي فهي كما جميع الفرقاء السياسيين تتحمل مسؤوليتها  في إدارة الحكم.

وهكذا ورغم كل وعود الإصلاحات ونداءات التغيير والتخويف من انفلات الأمور  كسرت ثورة الشارع اللبناني الصورة النمطية هذه المرة ،فلا استكانت لنداء زعيم سياسي أو ديني ولا رضخت لمطلب سلطوي فقد وصل المتظاهرون الليل بالنهار  لليوم الرابع على التوالي بزخم شعبي يزداد يوما بعد يوم.

مساحة إعلانية