رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

219

"الأسد" يستثمر في "الدولة الإسلامية" للتقرب من واشنطن

20 أغسطس 2014 , 02:54م
alsharq
بيروت - وكالات

باتت دمشق وواشنطن تستهدفان عدوا مشتركا هو تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي يسيطر على مناطق واسعة في سوريا والعراق، من دون أن يؤدي ذلك إلى تقارب بين النظام السوري والولايات المتحدة التي تنادي برحيله منذ أكثر من 3 أعوام، بحسب خبراء ومحللين.

رضا ضمني

وبدأت الولايات المتحدة منذ نحو أسبوعين، توجيه ضربات جوية في شمال العراق ضد الدولة الإسلامية، التي تقترب بتمددها من حدود إقليم كردستان، كما كثف الطيران الحربي السوري هذا الأسبوع غاراته على مناطق سيطرة التنظيم في شمال سوريا، لا سيما في محافظة الرقة.

ويقول مدير صحيفة "الوطن" السورية المقربة من السلطات وضاح عبد ربه لوكالة فرانس برس "من خلال قصف (داعش) (الاسم المختصر الذي يعرف به التنظيم)، تريد دمشق أن تقول للأمريكيين إنها ليست في حاجة إلى طائرتهم الحربية ضد الدولة الإسلامية".

ويقول مدير مركز دمشق للدراسات الإستراتيجية، بسام أبو عبدالله، إن "سوريا لا تبحث عن رضى أمريكي (في موضوع استهداف الدولة الإسلامية)، بل تتعامل مع واشنطن منذ 3 سنوات و6 أشهر كخصم".

وفي حين يلمح إلى احتمال أن "تصل الولايات المتحدة إلى قناعة بضرورة التنسيق" مع دمشق في مواجهة التنظيم الإسلامي المتطرف، يؤكد أن "سوريا ترفض التعاطي عسكريا من دون التعاطي مع السلطة السياسية"، في إشارة إلى اعتراف واشنطن بالنظام السوري على رغم مطالبتها منذ أعوام برحيله.

وسبق للرئيس الأسد ومسؤولين سوريين آخرين، أن أكدوا خلال الأشهر الماضية أن أجهزة استخبارات غربية قلقة من تنامي نفوذ الجهاديين وبينهم أوروبيون وأمريكيون يقاتلون مع المجموعات المتطرفة في سوريا، طلبت تعاونا في المجال الأمني مع دمشق، إلا أن الأخيرة رفضت التجاوب طالما أن الغرب ما زال على موقفه الداعم للمعارضة السورية.

لا تعاون منظور

ونفت واشنطن رسميا، أي تقارب أو تعاون مع دمشق في مجال توجيه الضربات إلى تنظيم "الدولة الإسلامية" ذي الجذور العراقية، والذي ظهر في سوريا في ربيع العام 2013.

وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماري هارف، الإثنين معارضتها "بشدة" للقول بان بلادها وسوريا هما "على الموجة نفسها".

وأوضحت، أن الحكومة العراقية هي التي طلبت تدخل واشنطن لمساعدتها في وقف زحف الجهاديين، في حين أن النظام السوري هو المسؤول عن تنامي "الدولة الإسلامية" وتنظيمات جهادية أخرى مثل جبهة النصرة، الذراع الرسمية لتنظيم القاعدة، في أراضيه.

ورأت هارف، أنه "من التبسيط بمكان" المقارنة بين الوضع الميداني في العراق وسوريا، معتبرة في الوقت نفسه "أنه لأمر جيد أن يتم القضاء على مقاتلين في الدولة الإسلامية في ميدان المعركة" في أي من البلدين.

كما يستبعد الخبراء أي تقارب في المدى المنظور بين دمشق وواشنطن.

ويقول الأستاذ في كلية الحقوق في جامعة كورنيل الأمريكية، ديفيد أوهلين، إنه "في أفضل الأحوال، يمكن حصول إقرار غير معلن بأن الولايات المتحدة وسوريا والعراق تحارب (الدولة الإسلامية)، إلا أنني استبعد حصول تعاون معلن ومباشر بين الأسد والولايات المتحدة".

وفي السياق نفسه، يستبعد السفير الهولندي السابق في سوريا، نيكولاوس فان دام، أي تقارب بين الأسد والدول الغربية التي تطالب برحيله منذ اندلاع الاحتجاجات المناهضة له منتصف مارس 2011، لا سيما أن هذه الدول وصفت بـ"المهزلة"، الانتخابات التي أفضت إلى إعادة انتخاب الرئيس السوري لولاية ثالثة في الثالث من يونيو.

الأسد.. دور الضحية

ويقول، "يصعب على نظام الأسد إقناع الغرب بأنه سيكون من المثمر توحيد جهود الطرفين ضد (الدولة الإسلامية)، لأن الدول الغربية قطعت منذ مدة طويلة أي تواصل مع دمشق، ولا تريد أن تتعاون مع الأسد، على رغم أن الأمر قد يكون أفضل من ناحية إستراتيجية".

وبدا هذا التباعد جليا خلال الجلسة الأخيرة لمجلس الأمن، إذ أكد مندوب سوريا في الأمم المتحدة بشار الجعفري، أن بلاده "تعتبر شريكا أساسيا في الحرب ضد الإرهاب"، ما دفع نظيره البريطاني ليال جرانت، للرد عليه بالقول إن "الأسد يتحمل بجانب كبير مسؤولية الإرهاب، وبالطبع لا يمثل الحل".

وتعتبر مديرة مركز "كارنيجي الشرق الأوسط" في بيروت لينا الخطيب، إنه "في حال لم يتلق النظام السوري إشارة ايجابية من الغرب، سيضاعف غاراته ضد الدولة الإسلامية وسيقدم نفسه على أنه ضحية قادرة على مواجهة أعدائها، حتى وإن لم تكن تتلقى أي دعم دولي".

مساحة إعلانية