رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

8647

إن خلت الدنيا ما كانت لتخلو من مصليها... لا خطبة ولا صلاة جمعة لأول مرة في مساجد قطر والعالم الإسلامي 

20 مارس 2020 , 03:21م
alsharq
مسجد الإمام
    الدوحة – بوابة الشرق 

لا خطبة ولا صلاة جمعة، صلوا في رحالكم... صلوا في بيوتكم.. كلمات تصدح بها مآذن الجوامع في أول جمعة في قطر والعالم الإسلامي منذ مئات السنين، لتكمل مشهدا من الحزن والألم ممزوجا بالقلق والخوف والحذر من انتشار فيروس كورونا المستجد...

مشهد ربما وحد المسلمين شرقا وغربا بأنه لا صلاة في كل المساجد، من الحرم المكي والمسجد النبوي والأقصى مرورا بمساجد تركيا وباكستان ومصر وقطر وعموم الخليج والمغرب العربي وبلاد الشام والعراق وهي المساجد التي إن خلت الدنيا من أهلها ما خلت هي من أهلها ومصليها..

اليوم وهو أول جمعة ربما في التاريخ التي تخلو فيها مساجدنا من المصلين بعد أن أذن المؤذنون بالمساجد مختتمين بـ "صلوا في رحالكم"، في إطار التدابير الوقائية التي تتخذها الدولة للحد من انتشار فيروس كورونا.

لم يكن الأمر سهلا لدى العقل الجمعي الإسلامي في قطر والعالم  فمن تلك القوة التي يمكن أن تحرم مسلما من دخول بيت من بيوت الله؟ بيد أن سلامة الناس وصحتهم بفتاوى شرعية معتمدة كانت السبيل للوعي والإرشاد والصبر على المصاب.

كثيرون في قطر ذرفوا الدموع وجاء وقع أول يوم جمعة بدون صلاة ثقيلاً صادما مؤلما على صدور الناس التي علقت قلوبها بذكر الله في يوم يترك فيه كل شيء لأجل التقرب إلى الله...

 المغردون حضروا على وسائل التواصل الاجتماعي، معلنين أنهم سيصلون الجمعة مع عائلاتهم بالمنازل، منوهين بأن تلك الإجراءات جاءت من أجل الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، ومحاصرته.. ومستشهدين بما ذهب إليه علماء الإسلام بوجوبية حفظ النفس وحفظ الدين باعتبارهما من مقاصد الشريعة .

ورأى مغردون آخرون أن رحمة الله أوسع من كل شيء بأن جعل لنا المزيد من العبادات والطاعات والسنن نقوم بها في منازلنا، مؤكدين ضرورة استغلال هذه الأبواب في هذه الأيام، وداعين الله تعالى إلى صرف هذا الوباء عن البلاد .

وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية كانت قد أعلنت في وقت سابق عن إغلاق المساجد وإيقاف صلاة الجماعة بفروضها الخمسة وصلاة الجمعة، في إطار تعزيز الإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية التي تتخذها الدولة للحد من انتشار فيروس كورونا (كوفيد-19) .

وقالت الوزارة، إن ذلك يأتي عملا بمقاصد الشريعة العليا وعلى رأسها حفظ النفس، وحماية للمصلين والمجتمع من أذى الوباء، ومساهمة في تمكين وزارة الصحة العامة وهي الجهة المختصة بمحاربة انتشار الفيروس ميدانيا، وتأسيسا على فتوى اللجنة الشرعية بالوزارة والتي جاء فيها: "في حال ما إذا أقرت الجهات الصحية أن الوباء عام وأن احتمالية انتشاره في الأماكن العامة مؤكد، وأن خطره محقق غير موهوم، يمكن منع التجمعات".

يذكر أن آلاف المسلمين في عدد من حواضر العالم لم يؤدوا صلاة الجمعة بسبب الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار فيروس كورونا، الأمر الذي علق عليه ناشطون بأنه يحدث للمرة الأولى ربما منذ 14 قرناً .

 

مساحة إعلانية