رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

205

النظام السوري يصعد القصف على أطراف دمشق قبل مفاوضات جنيف

20 فبراير 2017 , 05:15م
alsharq
بيروت - أ ف ب

كثفت قوات النظام السوري، اليوم الإثنين، قصفها على أحياء تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في أطراف دمشق، في تصعيد رأت فيه المعارضة "رسالة دموية" تسبق مفاوضات السلام المقرر انطلاقها الخميس في جنيف.

ومن المتوقع أن يبدأ الثلاثاء وصول وفدي الحكومة السورية والمعارضة إلى جنيف في إطار الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة للتوصل إلى تسوية للنزاع السوري المستمر منذ نحو 6 سنوات.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الإثنين "بمقتل 7 مدنيين بينهم امرأة وطفل في مجزرة نفذتها الطائرات الحربية التابعة لقوات النظام باستهدافها حي برزة" الواقع عند الأطراف الشرقية لدمشق.

وقال إن "عدد الشهداء مرشح للارتفاع لوجود أكثر من 12 جريحاً بعضهم في حالات خطرة".

وتأتي هذه الغارات وفق المرصد، بعد تصعيد قوات النظام قصفها منذ الجمعة على الأطراف الشرقية للعاصمة، "بعد استقدامها الجمعة تعزيزات عسكرية إلى منطقة برزة والحواجز القريبة".

وتعرض حي القابون المحاذي لبرزة الاثنين لقصف من قوات النظام، بعد يومين من مقتل 16 مدنيا جراء قصف صاروخي لقوات النظام على مقبرة أثناء مراسم دفن فيها.

وقال الناشط الإعلامي في القابون حمزة عباس لفرانس برس عبر الإنترنت من الحي "إنه اليوم الثالث على التوالي من القصف بالصواريخ والقذائف المدفعية والهاون والطيران" على أحياء برزة وتشرين والقابون.

ورفض مصدر عسكري سوري التعليق لفرانس برس على العملية العسكرية.

"رسالة دموية"

ونددت المعارضة السورية الأحد بتكثيف دمشق هجماتها على مناطق عدة بينها أطراف دمشق.

واعتبرت الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لإطراف واسعة من المعارضة في بيان الأحد، أن "الجرائم الوحشية التي يرتكبها النظام وحلفاؤه (..) هي رسالة دموية من نظام مجرم تسبق المفاوضات السياسية في جنيف بأيام قليلة معلنة رفضه أي حل سياسي".

وانتقدت الهيئة الجانب الروسي الضامن للهدنة معتبرة أنه "لم يبدِ الجدية المطلوبة لكبح النظام عن ارتكاب المزيد من الجرائم بحق الشعب السوري، بل تعداه ليكون في بعض الأحيان مباركاً لهذه الجرائم".

ويسري في الجبهات الرئيسية في سوريا وقفاً لإطلاق النار يستثني التنظيمات الجهادية، تم التوصل إليه بموجب اتفاق تركي روسي في 30 ديسمبر، لكنه يتعرض لانتهاكات عدة.

وتحاذي الأحياء المستهدفة على أطراف دمشق، منطقة الغوطة الشرقية، أبرز معاقل الفصائل المعارضة في دمشق، والتي تعرضت في الفترة الأخيرة لهجمات عدة من قوات النظام وحلفائه.

ويقول الباحث ارون لوند في مقال نشره مركز كارنيغي للشرق الأوسط في 17 فبراير حول أهمية الغوطة الشرقية بالنسبة إلى النظام، "تبدي الحكومة تصميماً مستميتاً على التخلص من هذا الجيب التمردي، بطريقة أو بأخرى".

ويعتبر أنه "مهما بلغت درجة إضعاف هذه المنطقة واحتوائها، تبقى سيفاً موجّهاً نحو قلب نظام الأسد، كما أنها تكبّل آلاف الجنود المنتشرين على الجبهة هناك".

ولا يستبعد لوند أن يكون للسيطرة عليها تأثيراً على محادثات السلام في جنيف "نظراً إلى أنه لن تكون لأي وفد معارض قيمة تُذكَر" في غياب ممثل جيش الإسلام الفصيل البارز الذي يتخذ من الغوطة الشرقية معقلا له.

وكان القيادي في جيش الإسلام محمد علوش يشغل منصب كبير المفاوضين في وفد المعارضة إلى جنيف في جولات المفاوضات السابقة العام الماضي، واختارت الهيئة العليا محمد صبرا المعارض والحقوقي بديلاً عنه كما انتخبت المعارض نصر الحريري رئيساً للوفد.

"حبر على ورق"

ومن المقرر أن تنطلق مفاوضات جنيف رسمياً الخميس بإشراف الأمم المتحدة، وهي الجولة الرابعة من المفاوضات منذ بدء النزاع في مارس 2011 والذي تسبب بمقتل أكثر من 310 آلاف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

ولا يأمل كثيرون أن تحقق جولة التفاوض هذه أي تقدم يذكر على ضوء التباين الكبير في وجهات النظر بين قوات النظام والمعارضة، خصوصا حول مصير بشار الأسد.

ويقول الناشط الإعلامي في مدينة بنش في إدلب (شمال غرب) رضوان الحمصي "27 عاماً" لفرانس برس أنه بعد كل جولة مفاوضات كانت العمليات العسكرية تتصاعد في سوريا.

ويرى أن هذه الجولة "شأنها شأن أي مؤتمر آخر، عبارة عن حبر على ورق" مضيفا "وبالعكس أصبح لدينا تخوف كبير.. ذلك أنه بعد كل مؤتمر، يحصل تصعيد عسكري كبير جداً على المناطق المحررة" تحت سيطرة الفصائل.

في موسكو، أعلنت وزارة الدفاع الروسية الاثنين مقتل 4 جنود روس الخميس جراء انفجار عبوة يدوية الصنع لدى عبور آليتهم في عداد قافلة لجيش النظام السوري إلى حمص (وسط).

على جبهة أخرى في سوريا، أفاد المرصد السوري بمقتل 8 مدنيين على الأقل الاثنين جراء غارات نفذتها طائرات لم يعرف إذا كانت روسية أم تابعة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن على مدينة الرقة (شمال) معقل تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.

مساحة إعلانية