رياضة

4819

قطر تحتفل باستضافة ناجحة لكأس العرب والوعد مونديال 2022

تكرّم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، بتسليم كأس مونديال العرب لمنتخب الجزائر في استاد البيت المونديالي، في ختام منافسات البطولة التي شهدت مشاركة 16 منتخباً من أنحاء العالم العربي.

ونجح المنتخب الجزائري في الفوز بلقب كأس العرب FIFA قطر 2021™ بعد تغلبه على نظيره التونسي بهدفين دون رد، في مباراة قوية بين الفريقين امتدت لشوطين إضافيين بعد انتهاء وقتها الأصلي بالتعادل دون أهداف.

ورفع محاربو الصحراء كأس العرب وسط أجواء احتفالية رائعة تعالت فيها هتافات المشجعين في آخر مباريات البطولة التي أقيمت للمرة الأولى تحت مظلة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، واستضافت منافساتها ستة من استادات كأس العالم FIFA قطر 2022™.

وسبقت المباراة النهائية مواجهة بين مصر وقطر في مباراة المركز الثالث باستاد 974، وانتهت بفوز العنابي بركلات الترجيح بخمسة أهداف لأربعة، بعد نهاية شوطي المباراة والشوطين الإضافيين بتعادل الفريقين دون أهداف.

وأكد سعادة السيد حسن عبد الله الذوادي، الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث، أن قوة كرة القدم في توحيد المنطقة تجلّت بوضوح مجدداً خلال كأس العرب، وأن البطولة شكلت منصة مثالية للتحضير لاستضافة النسخة المقبلة من كأس العالم، والتي ستوفر فرصة لتعريف الملايين من أنحاء العالم على المنطقة وتراثها العريق وثقافتها الغنية.

وأضاف: "نفخر بالتنظيم الناجح لبطولة رياضية كبرى ضمت تحت لوائها جماهير كرة القدم من العالم العربي، وتجسد فيها تأثير كرة القدم في التقريب بين الشعوب، وتعزيز قيم التضامن والمعاني الإنسانية النبيلة".

وتابع: "قدمت البطولة إسهامات قيّمة للاستعدادات الجارية لتنظيم مونديال 2022، حيث انطلقت قبل عام بالضبط من استضافة البطولة العالمية المرتقبة بعد أقل من عام، والتي ستشكل نافذة هامة تتيح للشعوب التعرف عن قرب على العالم العربي والمنطقة".

وأعرب الذوادي عن تطلعه للترحيب بجماهير كرة القدم من أنحاء العالم في بطولة تاريخية، ستكون أكبر حدث من نوعه يشهده العالم العربي والشرق الأوسط، متطلعاً أن تسهم البطولة في بناء إرث اجتماعي واقتصادي وثقافي إيجابي لدولة قطر والمنطقة والعالم.

من جانبه أكد المهندس ياسر الجمال، رئيس مكتب العمليات ونائب رئيس المكتب الفني للمشاريع باللجنة العليا للمشاريع والإرث، اعتزازه بإقامة منافسات كأس العرب في ستة من الاستادات المونديالية، وقال: "أثبتنا مجدداً جاهزيتنا لاستضافة نسخة استثنائية من كأس العالم، ويعود الفضل في ذلك للجهود المذهلة لفرق العمل والشركاء الذين يواصلون تقديم كل الدعم الممكن لتنظيم نسخة مبهرة من البطولة العالمية".

وأضاف: قدمت لنا بطولة كأس العرب فرصة استثنائية لاختبار مجموعة من العمليات، في مقدمتها الاستادات ومواقع التدريب ووسائل النقل والإقامة وبطاقة المشجع والمتطوعين وغيرها، وتتمثل الخطوة التالية في تنفيذ عملية تقييم شاملة خلال الأسابيع المقبلة ونحن نواصل العمل على الطريق لمونديال قطر 2022".

وقال السيد ناصر الخاطر، الرئيس التنفيذي لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022™، إن احتضان قطر لكـأس العرب مثّل فرصة ثمينة للارتقاء بالعمليات التشغيلية لكأس العالم 2022 على أرض الواقع، الأمر الذي يعزز من جاهزية قطر لاستضافة بطولة تاريخية العام المقبل.

وأضاف: "أتاحت لنا البطولة فرصة أخرى للعمل عن قرب مع شركائنا في الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) في تنظيم بطولة أخرى عالمية المستوى، بعد نجاحنا في استضافة نسختين من كأس العالم للأندية. إنجازات عديدة تحققت من تنظيم البطولة شملت إبراز استادات المونديال المتطورة، وعمليات متميزة في تخصيص التذاكر، وتسجيل أكبر حضور جماهيري في حدث رياضي بتاريخ قطر، ومرافقنا التي حظيت بتقدير المنتخبات المشاركة، والتنظيم المبهر لمنافسات البطولة، والضيافة وغيرها. لقد تأكدنا من جاهزية كافة جوانب التحضيرات لاستضافة نسخة مبهرة من كأس العالم في 2022".

وشهد الحفل الذي أقيم قبيل انطلاق المباراة النهائية مشاركة الفنانين صابر الرباعي من تونس وكادير الجابوني من الجزائر، الذين أنشدا النشيد الوطني لبلديهما، وانضم إليهما على أرض الاستاد أسطورتي الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) المدافع الفرنسي مارسيل ديساييه ونجم حراسة المرمى العماني علي الحبسي، الذين رافقا كأس البطولة إلى أرضية الميدان قبل بداية المباراة.

وانطلقت منافسات كأس العرب قبل عام واحد تماماً من استضافة أول نسخة من مونديال كرة القدم في المنطقة والعالم العربي. وشهدت البطولة 32 مباراة على مدار 19 يوماً، وتسجيل 83 هدفاً بمعدل 2.29 هدف لكل مباراة.

وشكّلت بطولة كأس العرب محطة رئيسية للارتقاء بالتحضيرات الجارية في قطر لاستضافة كأس العالم التي ستنطلق منافساتها في استاد البيت في 21 نوفمبر القبل، وتختتم بالمباراة النهائية في استاد لوسيل في 18 ديسمبر 2022.

وتواصل قطر جهودها لاستضافة النسخة الأكثر تقارباً في المسافات في التاريخ الحديث لكأس العالم، حيث تقع جميع الاستادت ضمن نطاق جغرافي محدود، وبالقرب من وسط مدينة الدوحة، بما يتيح للمشجعين حضور أكثر من مباراة في اليوم الواحد خلال دور المجموعات، وقد اختبر المشجعون هذه الميزة خلال دور المجموعات من منافسات كأس العرب.

يشار إلى أن مبيعات تذاكر مباريات كأس العرب تجاوزت نصف مليون تذكرة، وسجلت البطولة رقماً قياسياً في أكبر حضور جماهيري في مباراة لكرة القدم في تاريخ قطر بلغ 64439 مشجع خلال مباراة قطر والإمارات في ربع نهائي البطولة باستاد البيت.

وحصل المشجعون من داخل قطر على الحصة الأكبر من التذاكر التي طرحت خلال البطولة، ثم المشجعون من مصر والسعودية. أما بالنسبة للمنافسات التي شهدت أكبر حضور جماهيري في غير مباريات منتخب قطر، فكانت مباراة الجزائر ومصر، ومباراة تونس ومصر، وسجلت كلاهما بيع 93٪ من التذاكر التي طرحت للبيع.

وشهدت بداية انطلاق البطولة، إصدار أكثر من 165 ألف بطاقة هيّا (بطاقة المشجع)، ضمن الجهود الجارية لاختبار تقنية بطاقة المشجع قبيل النسخة القادمة من كأس العالم في قطر 2022.

وبلغ عدد أفراد فرق العمل التي شاركت في عمليات البطولة 1800 شخص من 55 دولة، بينما ساهم أكثر من 5 آلاف متطوع من بينهم 350 متطوع من خارج قطر، في دعم العمليات التشغيلية.

وتجاوز عدد التصاريح المقدمة لمندوبي وسائل الإعلام ومحطات التلفزة ألف تصريح، فيما شكل الصحفيون من خارج قطر حوالي ثلاثة أرباع العدد الإجمالي من الصحفيين الذين شاركوا في تغطية منافسات وفعاليات البطولة.

لمحة عن اللجنة العليا للمشاريع والإرث

أنشأت دولة قطر اللجنة العليا للمشاريع والإرث في عام 2011 لتتولى مسؤولية تنفيذ مشاريع البنية التحتية اللازمة لاستضافة نسخة تاريخية مبهرة من بطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر عام 2022، ووضع المخططات، والقيام بالعمليات التشغيلية التي تجريها قطر كدولة مستضيفة للنسخة الأولى من المونديال في العالم العربي والشرق الأوسط، بهدف الإسهام في تسريع عجلة التطور وتحقيق الأهداف التنموية للبلاد، وترك إرث دائم لدولة قطر، والمنطقة، والعالم.

ستسهم الاستادات والمنشآت الرياضية الأخرى ومشاريع البنية التحتية التي نشرف على تنفيذها بالتعاون مع شركائنا، في استضافة بطولة متقاربة ومترابطة، ترتكز على مفهوم الاستدامة وسهولة الوصول والحركة بشكل شامل. وبعد انتهاء البطولة، ستتحول الاستادات والمناطق المحيطة بها إلى مراكز نابضة بالحياة المجتمعية، مشكّلة بذلك أحد أهم أعمدة الإرث الذي نعمل على بنائها لتستفيد منها الأجيال القادمة.