رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ثقافة وفنون

620

مسؤولون وكتاب أردنيون: العلاقات الثقافية القطرية الأردنية تشهد نمواً متزايداً في مختلف مجالاتها

19 أكتوبر 2024 , 11:54ص
alsharq
قطر والأردن
عمان - قنا

شهدت العلاقات الثقافية بين دولة قطر والأردن تطوراً كبيراً بفضل ما تمتلكه الدولتان من مشتركات ثقافية ما يمكنهما من تقديم نموذج استثنائي على الصعيد الثقافي، ويجعل البلدين في طليعة الفعل الثقافي المؤثر عربياً ودولياً.

ووصف مسؤولون وكتاب أردنيون في تصريحات لوكالة الأنباء القطرية (قنا) على هامش المشاركة القطرية في معرض عمان الدولي للكتاب 2024، والذي اختتم اليوم، العلاقات الثقافية بين قطر والأردن، بأنها قوية، وطدها المثقفون على مدى أكثر من نصف قرن، وأنها تشهد نمواً مضطرداً في مختلف مجالاتها، انطلاقاً من العمق الثقافي، والتاريخ المشترك الذي يجمع بين البلدين.

فمن جانبه، قال الدكتور ماهر نقش أمين عام وزارة الثقافة الأردنية، في تصريح لـ/قنا/، إن تاريخ الاتفاقيات الثقافية بين البلدين يرجع إلى عام 1972، تلاه توقيع برنامج تنفيذي للتعاون عام 1994 في قطر، وكان آخر اتفاقية تعاون ثقافي جرى توقيعها في يونيو من عام 2021، لتضاف إلى العديد من المشاركات والفعاليات المتبادلة بين البلدين، كما أن قرابة 14 مثقفا ما بين كاتب وروائي وأديب وناقد وباحث، يعتبرون من أهم مثقفي الأردن سبق لهم الفوز بجائزة /كتارا/ للرواية العربية ما بين عامي 2015 إلى 2020.

وأضاف أن الاتفاقيات التي جرى توقيعها بين البلدين تنص على تعزيز ودعم التعاون الثقافي المشترك بإقامة المعارض الفنية وتنظيم الأسابيع الثقافية، وزيارة الفرق الفنية والاستعراضية والمسرحية والموسيقية، وإقامة معارض الفنون التشكيلية، وتبادل زيارات المحاضرين والشعراء والأدباء في البلدين، كما يحرص البلدان على تبادل دعوات المشاركة في المهرجانات والمناسبات الثقافية، والتشاور والتنسيق فيما بينهما بشأن جميع المسائل الثقافية أثناء المشاركة في المؤتمرات واللقاءات العربية والدولية.

وبين الدكتور نقش أن هناك تعاونا بين المكتبات الوطنية في كلا البلدين من خلال تبادل المعلومات العلمية والمطبوعات والمخطوطات، وتنشيط تبادل الإنتاج الفكري، وكذلك في مجال التدريب المكتبي، وترميم المخطوطات، علاوة على المشاركة في معارض الكتب التي تقام في كلا البلدين من خلال مشاركة المكتبات الوطنية ودور النشر والمؤسسات ذات العلاقة.

وأشار إلى أنه بموجب الاتفاقيات الموقعة، فإن قطر والأردن يعملان على تشجيع تبادل زيارات المسؤولين والباحثين في مجال المتاحف والآثار وترميم الآثار الإسلامية، وتشجيع إقامة المعارض الأثرية، وتبادل النشرات والمطبوعات المتعلقة بها، وإعارة القطع الأثرية ذات القيمة التاريخية بين المتاحف الوطنية وفقا للقوانين المعمول بها في كلا البلدين، كما يعملان على تشجيع إقامة الدورات التدريبية وورش العمل المعنية بالآثار والمتاحف، وتدريب الكوادر القطرية الأردنية، والتنسيق والتشاور بينهما في المؤتمرات العالمية ذات العلاقة بالآثار والمتاحف والمشاركة في أعمال التنقيب الأثري في كلا البلدين.

وقال أمين عام وزارة الثقافة الأردنية، إنه في مجال ثقافة الطفل، فإن البلدين يشجعان تبادل الخبراء والمختصين في ثقافة الطفل، وتقديم الإنتاج الثقافي المشترك المخصص للأطفال، بما في ذلك العروض المسرحية والأفلام الخاصة بهم، كما يتبادلان نشر المطبوعات والأقراص المدمجة الثقافية الخاصة بالأطفال، وإجراء الدراسات وإقامة الندوات التربوية، والتعاون بين الفرق الموسيقية والمسرحية لإقامة دورات وتخصيص زمالات دراسية في كل من البلدين، وتبادل زيارات وتقديم الأنشطة المشتركة في هذا الشأن، بالإضافة إلى التعاون في مجال الإنتاج السينمائي المشترك وتنظيم الأسابيع للعروض السينمائية في قطر والأردن.

من جهته، بين مفلح العدوان الكاتب والروائي الأردني أن العلاقات الثقافية بين قطر والأردن تتميز بالتعاون والاحترام المتبادل، وتعكس تاريخا طويلا من التفاعل بين الشعبين، كما أن هناك مجالات تسهم في تعزيز هذه العلاقات، حيث تعتبر الرواية العربية وسيلة مهمة للتعبير عن الهوية والثقافة، إذ يشارك كتاب قطريون وأردنيون في معارض الكتاب والفعاليات الأدبية، وكذلك تبادل الزيارات الثقافية فيما بينهم، مما يتيح لهم نشر أعمالهم والتفاعل مع جمهور أوسع، كما يتم تنظيم مهرجانات أدبية في كلا البلدين، مثل معرض الدوحة الدولي للكتاب ومهرجان جرش للثقافة والفنون في الأردن، يدعى إليها كتاب وشعراء من مختلف الدول العربية، بما في ذلك قطر والأردن.

وأضاف أن الشعر يعتبر جزءا أساسيا من الثقافة في كلا البلدين، حيث يشارك شعراء معروفين على مستوى عال في الأمسيات الشعرية التي تعقد في البلدين، وتستهدف إبراز المواهب الشابة وتعزز من التفاعل الثقافي.

وأشار إلى جانب آخر فيما يتعلق بالتعاون بين الجامعات القطرية والأردنية، حيث يتم تبادل الخبرات والمناهج، من خلال المؤتمرات الأكاديمية التي تركز على موضوعات التعليم العالي، كما توفر بعض الجامعات في كلا البلدين برامج دراسات عليا مشتركة، مما يتيح للطلاب الحصول على درجات علمية معترف بها في كلا الدولتين.

وبين أن قطر والأردن يتشاركان في تقديم مبادرات لتعزيز التعليم، مثل برامج تبادل الطلاب وزيارات المدارس والجامعات، مما يسهم في إثراء التجربة التعليمية وتعزيز التفاهم الثقافي، كما تساهم هذه المجالات في تعزيز الروابط الثقافية بين البلدين، مما يتيح للأفراد فرصة استكشاف وتبادل الأفكار والتقاليد، ويعزز من الفهم المتبادل بين الثقافتين.

وأكد الكاتب العدوان أن هناك علاقة خاصة تجمع البلدين وتحمل الكثير من المشتركات منها إيمانهما بالتعددية الثقافية، داعيا إلى أهمية تعزيز الشراكة الثقافية بين البلدين، من خلال برامج ثقافية مشتركة، استنادا إلى عمق العلاقات الثقافية بينهما، ليقدم الأردنيون ثقافتهم بشكل موسع في الدوحة، ويقدم القطريون ثقافتهم بشكل مماثل في عمان، انطلاقا مما تتمتع به قطر من بنى ثقافية رائعة.

 

بدوره، قال السيد جبر أبوفارس مدير معرض عمان الدولي للكتاب في تصريح مماثل/قنا/ إن هناك علاقات ممتازة بين وزارة الثقافة القطرية واتحاد الناشرين الأردنيين، حيث تحرص دور النشر الأردنية على المشاركة في معرض الدوحة الدولي للكتاب، كما تحرص الجهات الثقافية القطرية على المشاركة في معرض عمان الدولي للكتاب، من خلال جناح رسمي لوزارة الثقافة القطرية.

وأضاف أن اتحاد الناشرين الأردنيين تربطه علاقة متميزة مع الجانب القطري في مجال التبادل الثقافي، حيث حلت دولة قطر ضيف شرف معرض عمان الدولي للكتاب في العام الماضي، وقدمت برنامجا ثقافيا رائعا، أتاح الفرصة للقارئ الأردني للاطلاع على التراث الوطني والتعرف على الكتاب القطريين، وإصدارات دور النشر القطرية.

وأشاد أبوفارس بمستوى الحراك الثقافي وكذلك بالبنية الثقافية القطرية، ما جعل الثقافة القطرية نموذجا رائعا في التمسك بالعادات والتقاليد العربية والإسلامية، لافتا إلى وجود ملامح تكامل واندماج بين عناصر الثقافة في المجتمع القطري، وبروزها في الهوية الوطنية القطرية، الأمر الذي يعكس مدى اهتمام دولة قطر بالثقافة.

أما تغريد النجار الكاتبة الأردنية في أدب الأطفال واليافعين، فبينت أن العلاقات الثقافية بين قطر والأردن شهدت تطورا ملحوظا خاصة في مجالي التعليم والثقافة، وأن هناك مشاركات لدور النشر القطرية والأردنية في معارض الكتب المحلية والإقليمية، مثل معرض عمان الدولي للكتاب ومعرض الدوحة الدولي للكتاب، بالإضافة إلى المشاركة في الجوائز الأدبية، حيث تتزايد مشاركات المؤلفين الأردنيين في الجوائز الأدبية في قطر، لا سيما التي تعنى بأدب الأطفال.

وقالت النجار إن هناك تعاونا أيضا بين المؤسسات القطرية والأردنية لدعم المبادرات التي تهدف إلى تطوير أدب الأطفال والترويج للقراءة في صفوفهم، مثل مؤسسة عبدالحميد شومان ومؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، بالإضافة إلى ترجمة أدب الأطفال من جانب دور النشر القطرية ونظيرتها الأردنية، موضحة أن هناك جهودا مشتركة لترجمة أدب الأطفال بين اللغتين العربية واللغات الأخرى بهدف الوصول إلى جمهور أوسع، كما أن النشر المشترك بين دور النشر القطرية والأردنية ساهم في تعزيز توزيع كتب الأطفال في المنطقة.

وفيما يخص التعاون في مجالي التعليم والثقافة، ذكرت النجار إنه يشمل منحا تعليمية تقدمها دولة قطر للطلاب الأردنيين للدراسة في جامعاتها، كما يتم التعاقد مع المعلمين الأردنيين لتدريس مختلف المواد في المدارس القطرية، لما يتميزون به من كفاءة عالية، الأمر الذي يعزز نقل الخبرات التربوية بين البلدين، بالإضافة إلى وجود اتفاقيات ثقافية بين البلدين، ما يعكس عمق الروابط الثقافية المشتركة بين المجتمعين، بالشكل الذي يعكس مدى التعاون المتميز بين البلدين في مختلف مجالات الثقافة والفنون.

ووصفت الكاتبة الأردنية في أدب الأطفال واليافعين في ختام تصريحها لـ/قنا/ العلاقات الثقافية والتعليمية بين قطر والأردن بأنها قوية ومتعددة الجوانب، وتدعمها رغبة البلدين في تعزيز التعاون والشراكة في المجالات الأكاديمية والفنية، داعية إلى أهمية نمو وتعزيز الشراكات الثقافية بين البلدين، والعمل على بناء علاقات وشراكات فاعلة مع الدوحة على مستوى الترجمة والنشر، وكذلك في مختلف المجالات، وخاصة الأطفال وما يستلزم ذلك من ثقافة علمية وأدبية وإبداعية، بالإضافة إلى رفد المكتبات في الدوحة وعمان بمختلف الإبداعات الفكرية، المنتشرة في البلدين.

 

 

مساحة إعلانية